المميزةالنص الحلو

الرد على رسالة… انا توكسيك ؟!

 

 

 

تقديم/ د.أماني موسي 

 

 

حياتنا مليئة بأنماط مختلفة من الشخصيات، ومن بين هذه الأنماط ما يعرف بالشخصية السامة، وأغلبنا عانى مرارة التعامل مع شخصية سامة من قبل دون أن يعرف أنها تُعرَّف بهذا التعريف، لذلك من المهم أن نعرف سمات وملامح هذه الشخصية، لكي نعرف كيف نتعامل معها في حال لا زلنا نعاني منها حتى الآن، وكيف نحذر منها مستقبلاً في حال اعترضت طريقنا يوماً ما، لاسيما أن القدرة على تمييز الشخصيات السامة وتعلم طريقة التعامل معها، هي السبيل الوحيد لننجو منها.

 

سميت هذه الشخصية بهذا الاسم لأنَّها تبث السم في حياتنا، فهي شخصية مخادعة تُظهر نفسها بصورة مثالية، ولكن سرعان ما نكتشف بشاعتها لتُظهر لنا أنيابها المخبئة. يتصرف بعض أصحاب هذه الشخصية بطبيعته دون وعي أو إدراك للضرر الذي يسببه للآخرين، وبعضهم الآخر يدرك تماماً ما يفعل ويجد متعته فيما يفعل.

تريد هذه الشخصية دائماً منفعتها الخاصة حتى لو على حساب الآخرين دون أي إحساس بهم، فهي من الشخصيات التي تشدنا دائماً للأسفل وتستنزف طاقتنا الإيجابية، وتستنزفنا عاطفياً وتتركنا خاويين بائسين مكسوري القلب.

 

وقامت بعض المسلسلات بطرح هذه القضية في رمضان 2022، وكان من ضمنها مسلسل “راجعين يا هوى” للفنان خالد النبوي الذي قدم شخصية بليغ أبو الهنا و هو الشخص التوكسيك أو السيئ في رواية أحدهم.

الأشخاص السامون لا ينشغلون بمشاعر الأخرين ولا يكترثون بها، ولا يشعرون بالأحتياج إلى أخذها في الاهتمام، ومما يثير الخوف أن هذا غالبا ما يظهر أسلوب من السيطرة، فهم مهتمون فقط بما يشعرون هم، وما يريدون ، واحتياجاتهم ويمكن التغاضي عن أي أمور لمجرد الوصول لمصلحتهم.

 

✍️اختبارهل انت شخص سام :

الأشخاص السامون هم أشخاص مؤذين ومستبدين ، يحتاجون إلى التصحيح فورًا إذا كانت نتيجتك التالية عالية جدًا!

1-هل يتجنب الناس العلاقات معك بشكل تدريجي وينهيها؟

 

▪️نعم ، في كل مرة أفعل فيها شيئًا لإيذاءهم

 

▪️لا ، الجميع استمتع باللعب معي

 

▪️ يتوقف الجميع عن التسكع معي بدون سبب.

 

2-هل غالبا ما تحكم على الآخرين؟

 

▪️نعم!! لأنهم يبدون مثيرون للحكة!

 

▪️لا ، كل شخص لديه عيوبه الخاصة

 

▪️إذا بدوا مسيئين للغاية ، فسأحكم ، لكنني لا أحكم عادة.

 

3-أنت تتحكم دائمًا في أشياء الآخرين ، هل تحاول إقناع الآخرين بفعل ما تعتقد أنهم يجب أن يفعلوه؟ هل أنت غاضب ومزعج؟

 

▪️أنا أعاني من اضطراب المزاج بعض الشيء في بعض الأحيان ، لكنني لا أجبر أي شخص على فعل ما أريد

 

▪️نعم ، أشعر أحيانًا أيضًا أنني شديد المزاج وأريد دائمًا أن يفعل الآخرون ما أريد!

 

▪️لا ، كيف يريدون أن يفعلوا ، فكروا كيف هو حقهم

 

4-هل أنت مسؤول عن أي شيء؟

 

▪️بعض الأحيان

 

▪️لا ، لماذا تحمل المسؤولية

 

▪️نعم ، المسؤولية تقع على عاتقك وعليك أن تتحملها

 

5-هل تريد أن تأخذ أم تعطي؟

 

▪️اعطي

 

▪️اخذ

 

▪️اعطي واخذ

 

6-لا يمكنك الاحتفاظ بسر؟

 

▪️كيف يمكنني الكشف عن السر

 

▪️ بالتأكيد

 

▪️إذا كان هناك سر يضر بالناس ، أخبره حتى يتجنبه الآخرون

 

7-على مواقع التواصل الاجتماعي دائما تذهب التعليقات السلبية؟

 

▪️وهو أمر سخيف جدا

 

▪️حقا!! هناك الكثير من الأشياء المزعجة !!

 

▪️لا

 

8-هل انت الشخص السام فى عائلتك؟

▪️ تحاول أن تلعب دور الضحية

▪️تميل إلى لعب دور الضحية في كل موقف لاكتساب التعاطف والانتباه .

 

لا يشترط أن تتوفر في شخصيتك كل الصفات التالية، كي تكون شخصًا سامًا.

 

**حاول أن تقرأ صفات هذه الشخصية بصدق تام بينك وبين نفسك، إذا كنت تريد أن تحسن نفسك:

 

*جدلي ولا تتقن النقاش* :

عندما تخوض نقاشا ما، تحرص على المجادلة ومحاولة البرهان على صحة رأيك، حتى لو تبين لك أن حجج من يواجهك أقوى. وعندما تفشل، تحول الحديث إلى انتقاد الموقف أو الشخص، أو تستخدم عبارات مُهينة.

 

إذا كان الجدل نمطًا ثابتًا في حديثك، وتجد صعوبة في الحفاظ على علاقاتك بسببه، يجب أن تتوقف وتعيد النظر.

 

*لا تعترف بأخطائك* :

يعرف الشخص أنه مخطئ لكنه لا يعتذر، لأنه يعتبر أن الاعتذار تقليل من شأن نفسه.

 

إذا كنت لا تعترف بأخطائك أو لا تعتذر، يجب أن تتوقف وتعيد النظر.

 

*غيور ومنزعج من السعداء* :

كن صادقا مع نفسك واسأل، هل أشعر بالانزعاج عندما أرى شخصا ناجحا أو سعيدا؟ هل أحسد الأزواج السعداء والأصدقاء الأغنياء؟ هل تبادر الأشخاص السعداء بمحاولة التقليل من إنجازاتهم وشعورهم وتخبرهم أن أحلامهم الوردية ستنتهي قريبا؟

 

إذا كنت تغار من نجاحات الآخرين -رغم أنها لا تمسك أصلًا- يجب أن تتوقف وتعيد النظر.

 

*دائما تظهر الاحتقار*:

الشخصية السامة تستخدم دائما عبارات غير لائقة وتعبيرات عدائية، دون اكتراث بتبعات ذلك. والسبب هو أنهم يشعرون بالغيرة تجاه إنجازات الآخرين، ويحاولون تدمير تقديرهم لذاتهم.

 

*تزعج الآخرين بلسانك* :

أنت بالذات لا أحب أن أسمع نصيحتك..

تخيل مدى ضيق الشخص الذي يمكن أن يقول لك هذه الجملة. إنه لا يرغب أن يستمع إليك حتى لو كان كلامك صحيحا، لماذا؟

ربما لأنك تسخر منه، وتقلل من احترامك له، وتستخدم تعبيرات جارحة، وتحب أن تنتقده باستمرار.

إذا كان الناس ينزعجون من حديثك باستمرار، يجب أن تتوقف وتعيد النظر.

 

*تُناقض تصرفاتك* :

الشخص السام الذي ينتقد الآخرين باستمرار، تجده دائم المدح بأولاده مثلًا. أو أنه ينتقد سلوكًا معينًا ثم يمارسه لأن فيه مصلحة له.

المشكلة تكمن في التصرفات المتناقضة دون سبب واضح. فهناك فرق بين أن تعيد التفكير في معتقدٍ ما وتعدل سلوكك بناء على اعتقادك الجديد، وبين أن تتصرف مع كل شخص كأنك شخصية مختلفة دون سبب.

إذا كانت سلوكياتك متناقضة، يجب أن تتوقف وتعيد النظر.

*تستخدم التهديدات للتلاعب بالآخرين*:

يستطيع السامون التصرف بعدائية والتسبب بالتوتر لدى الطرف الآخر من أجل السيطرة عليه. وفي النهاية يحاولون إجبار الجميع على القيام بما يرغبون فيه، ولا أحد يجرؤ على الوقوف في وجههم. كما أنهم لا يترددون في استغلال نقاط الضعف لدى المحيطين بهم.

 

*لا تمارس النقد الذاتي*:

هؤلاء الأشخاص السامون يؤمنون بأنهم معصومون من الخطأ، وغير مجبرين على الاعتذار، رغم أن كلمات بسيطة يمكن أن تزيل التوتر أو تجعل الطرف الآخر يشعر بالراحة.

 

*لا تتعاطف ولا تدعم أحد* :

إذا كنت تعتقد أنك يجب أن تفوز في كل المنافسات، وأن الناس يستحقون احترامك، فلماذا تتعاطف معهم وتقف إلى جانبهم؟ حتى ينهضوا ويصبحوا أقوى منك؟! حتى يحوّلون فشلهم إلى نجاح بينما أنت لم تفعل ذلك؟

 

*تتقمص دور الضحية*:

الشخصية السامة تتهم الآخرين دائما بأنهم المذنبون، وبأنهم المسؤولون عن أي خسائر أو أضرار تنجم عن الخلافات التي قد تنشب ضمن علاقاتنا الاجتماعية. ومن خلال أسلوب توجيه الاتهامات ولعب دور الضحية، ويسببون لمن حولهم الارتباك والحيرة، ويهربون من تحمل مسؤولية أخطائهم.

هكذا تمامًا يفكر أصحاب الشخصيات السامة! إذا كنت تفكر مثلهم، يجب أن تتوقف وتعيد النظر.

 

دراما كوين!

الشخص السام في علاقاته مع الآخرين، يأخذ كل شيء على محمل شخصي، ويثير المشاكل بطريقة درامية. يضعك دومًا بين خيارين صعبين كأن الخيارات الأخرى مستحيلة، ويتّهمك بالتخلي عنه لو خرجت في نزهة بدونه، ويعتقد أنه محور الكون وأن العالم متآمر ضده.

إذا كنت تأخذ كل شيء على محمل شخصي، يجب أن تتوقف وتعيد النظر.

 

من الضروري أن نتعلم كيفية السيطرة على علاقاتنا مع الآخرين، ووضع خطوط حمراء لا يسمح لأحد بتجاوزها أو التقليل من احترامنا.

 

كما يجدر بكل إنسان الحفاظ على تقديره لذاته والتمسك بقناعاته ورفض قبول اللوم عند نشوب الصراعات، حيث إن الشخصية السامة سوف تحاول دائما إلقاء اللوم عليك وبث الاضطراب والحيرة داخلك، ولن تتوانى عن استغلال طيبتك.

 

وآخر نصيحة هي ضرورة الابتعاد عن هذا النوع من البشر، وإقصائهم تماما من حياتنا، من أجل تجنب الضرر النفسي والعاطفي الذي يسببونه لنا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق