المميزةتحقيقات وتقارير

د.شفيع السيد: ركن دار العلوم الحصين

والمجمع إذ ينعى عالمه الجليل؛ فإنه يدعو الله- عز وجل- أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يغفر له، وأن يرزق أهله ومحبيه وطلابه الصبر والسلوان

 

كتبت: ساجدة خليل

ينعى مجمع اللغة العربية بالقاهرة: رئيسًا، ونائبا، وأمينًا عامًّا، وأعضاء، وخبراء، وباحثين، ومحررين، وموظفين- فقيد المجمع الأستاذ الدكتور محمد شفيع الدين السيد (عضو المجمع، أستاذ البلاغة والنقد بكلية دار العلوم جامعة القاهرة) الذي وافته المنية صباح يوم الجمعة 8 يوليو 2022م، وستُشيَّع الجنازة بعد عصر اليوم من مستشفى القصر العيني الجديد إلى مقابر الأسرة بقرية كفر منصور التابعة لقرية كفر شكر بالقليوبية، والعزاء قاصر على تشييع الجنازة أو هاتفيا فقط…

والمجمع إذ ينعى عالمه الجليل؛ فإنه يدعو الله- عز وجل- أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يغفر له، وأن يرزق أهله ومحبيه وطلابه الصبر والسلوان.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وأ.د.محمد شفيع الدين السيد صاحب مسيرة علمية حافلة بالعطاء والإنجاز؛ فسيادته ناقد أدبي. وُلِد سيادته في مايو 1941م بقرية كفر منصور مركز بنها (كفر شكر الآن) محافظة القليوبية. حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة والتحق بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان قبوله بصورة استثنائية لصغر سنه. ومع ذلك تفوق في دراسته فكان أول دفعته في الشهادة الابتدائية بمعهد القاهرة عام 1955م والثاني على مستوى الجمهورية، وحافظ على هذا التفوق طوال سني دراسته الثانوية وكان الأول في الشهادة الثانوية على مستوى الجمهورية عام 1960م.

التحق بدار العلوم جامعة القاهرة وحافظ على تفوقه فيها فكان أول فرقته كل عام، وتخرج عام 1964م بتقدير جيد جدًّا مع مرتبة الشرف الأولى.

عين فور تخرجه معيدًا بقسم البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن بالكلية وحصل على الماجستير عام 1969م بتقدير “ممتاز”, وسافر إلى إنجلترا ‏ لمدة عام، وحصل على الدكتوراه عام 1974م بمرتبة الشرف الأولى.

ترقى في سلك أعضاء هيئة التدريس حتى حصل على درجة أستاذ في عام 1988م:

– عُيِّن وكيلًا للكلية لشؤون التعليم والطلاب عام 1989م وظل في هذا المنصب لمدة عامين.

– أعير إلى جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، وإلى جامعة الإمارات العربية المتحدة.

– عُيِّن رئيسًا لقسم البلاغة والنقد الأدبي منذ عام 2001 إلى عام 2006م؛ حيث أصبح أستاذًا متفرغًا.

– عمل مستشارًا لرئيس جامعة القاهرة بالإضافة إلى عمله بالكلية في الفترتين من 1976 إلى 1981م، ومن 1988 إلى 1991م.

– انتدب للتدريس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عدة فصول دراسية، كما انتدب للتدريس بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وكلية التربية جامعة عين شمس.

– اختير عضوًا بلجنة اختيار الفائزين في جائزة الملك فيصل فرع اللغة العربية والأدب عام 1431هـ/ 2010م.

– اختير محكمًا في جوائز جامعة القاهرة، جائزة نجيب محفوظ التشجيعية والتقديرية، لعام 2012م.

– اختارته لجنة المسابقات في هيئة قصور الثقافة محكمًا في مسابقاتها لعدة سنوات في المجالات الآتية: المقال الأدبي – الدراسات النقدية – تحقيق التراث عام 2014/2015م.

– اختارته جامعة دمنهور محكمًا في جائزة الجامعة التشجيعية في مجال البلاغة والنقد الأدبي لعام 2015م.

– أصدر عددًا من الكتب في مجال البلاغة والنقد الأدبي القديم والحديث والأدب المقارن يبلغ عددها عشرين كتابًا، منها:

1- التعبير البياني رؤية بلاغية نقدية.

2- ميخائيل نعيمه: منهجه في النقد واتجاهه في الأدب.

3- اتجاهات الرواية العربية في مصر منذ الحرب العالمية الثانية إلى سنة 1967م، دراسة نقدية.

4- الاتجاه الأسلوبي في النقد الأدبي.

5- البحث البلاغي عند العرب تأصيل وتقييم.

6- النَّظم وبناء الأسلوب في البلاغة العربية.

7- قراءة الشعر وبناء الدلالة.

8- نظرية الأدب دراسة في المدارس النقدية الحديثة.

9- فصول من الأدب المقارن.

10- في نقد الرواية والقصة القصيرة.

11- فن القول بين البلاغة العربية وأرسطو.

12- قراءة في الأدب العربي الحديث، نماذج من الأدب القصصي والمسرحي.

13- أساليب البديع في البلاغة العربية، رؤية معاصرة.

14- أساليب البيان. (بالاشتراك)، نشرته جامعة الإمارات العربية.

كما قام بترجمة كتابين؛ أولهما: القصة الحديثة في ضوء المنهج الشكلي، مع مقدمة وتعليقات, وثانيهما، بالاشتراك وهو: الشعر العربي الحديث وتطور أشكاله وموضوعاته بتأثير الأدب العربي.

وفي مجال البحوث التي أسهم بها في بعض الندوات أو المؤتمرات الثقافية أو الدوريات العلمية له خمسة وعشرون بحثًا.

كذلك كتب عددًا من الأحاديث أذيعت من البرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية عام 1999م، ومنها حديثان عن “اللغة العربية وأزمتها الراهنة” و”قراءة النص الأدبي”، (حديثان)، و”الوجه الغائب لطه حسين”، و”المازني وخمسون عامًا على الرحيل” (أربعة أحاديث).

– شارك بعدد من المداخل في موسوعة علماء العرب والمسلمين التي كانت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تزمع إصدارها في أواخر القرن العشرين.

– أشرف على حوالي ستين رسالة للماجستير والدكتوراه بكلية دار العلوم، وما يزال يشرف على رسائل أخرى، وشارك في مناقشة كثير من الرسائل بجامعة القاهرة وبعض الجامعات المصرية والعربية.

– عضو محكم في فحص الإنتاج العلمي لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين تخصص اللغة العربية وآدابها بالجامعات المصرية.

– مقرر اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة بالجامعات المصرية في دورتها التاسعة 2004 – 2007م.

– عضو محكم في فحص البحوث العلمية للمجلات الجامعية في مصر وخارجها في الإنتاج العلمي للترقية بجامعة الكويت، وجامعة الملك سعود، وجامعة تعز باليمن, والجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا, والجامعة الإسلامية بإسلام آباد وجامعة دياللي بالعراق.

نشاطه المجمعي:

انتخب الدكتور محمد شفيع الدين السيد عضوًا بمجمع اللغة العربية عام 2010م في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور محمد إبراهيم الفيومي.

وهو مقرر اللجنة الخامسة من لجان المعجم الكبير، ومقرر لجنة اللغة العربية في التعليم. وعضو لجنة معجم لغة الشعر، ولجنة تنسيق المعجم الكبير الثالثة، ولجنة الشريعة، ولجنة الطب، ولجنة إحياء التراث.

ومن بحوثه التي ألقاها بالمجمع:

– لغة الحوار في الأدب القصصي والمسرحي بين الفصحى والعامية؛ بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.

– قراءة في الأدب العربي.

– نحو منهج مقترح لدراسة العربية في مرحلة التعليم الثانوي.

قال عنه الدكتور محمود الربيعي في حفل استقباله عضوًا بالمجمع:

“عاش محمد شفيع الدين السيد حياته الأكاديمية معلمًا وباحثًا، وسط الشباب، ووسط مصادر المعرفة، وجاب بعض البلاد العربية، غير ضنين بعلمه على من يحتاجه من أبناء أمته، وكان في عمله – الذي كان لي سعادة متابعته في سنين عديدة ومناسبات عديدة – نموذجًا يحتذى لطالب العلم ومعلمه، ولأستاذ الجامعة الحق الذي يبذل الكثير في مقابل عائد يعلم علم اليقين أنه عائد قليل”.

* * *

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق