أقلام حرّة

صدفه سعيدة

 

بقلم: إبراهيم عبد المجيد

الصدفة جابت غلاف الكتاب دا قدامي . طبعا فيه كتب كتير عني ورسائل ماجستير ودكتوراة لكن الكتاب دا بالذات له قصة طريفة جدا . المؤلفة زي ما انتم شايفين صينية اسمها ووشيو تشينج والكتاب رسالة الدكتوراة بتاعتها عني في الجامعة الاردنية من اكتر من عشرين سنة تقريبا . قابلتها هناك وقالت لي نفسها تطبع الرسالة في مصر قلت لها سهلة . اخذت الرسالة وعرضتها عليهم في المجلس الاعلي للثقافة . عجبتهم ونشروها . كانت هي سافرت الصين بعد ما تجوزت زميل لها اردني وبقت استاذة في الجامعة هناك . كانت كمان اسلمت واسمها بأة زينب . المهم لما صدر الكتاب وحبيت اقول لها . ما عنديش غير رقم تليفونها وماكانش فيه ايميلات . رحت محل تليفونات جنب البيت وكنت ساكن ساعتها في امبابة وقلت للشاب اللي فيه اتصل لي بالرقم دا في الصين انا ما اعرفش رقمهم الدولي . اتصل واداني التليفون سمعت الرنة هادية أوي قلت طبعا بعيد وعلي ماتوصل .وبعدين سمعت واحد بيقول إشي إشي . فقلت له بالانجليزي انا عايز ووشيو فقال لي إشي إشي. قلت له انت مش بتتكلم انجليزي قال لي إشي أشي . قلت له بالانجليزي برضه انا ابراهيم عبد المجيد صديق ووشيو وباتكلم من مصر فقال لي برضه إشي إشي . قلت في نفسي لاحول ولاقوة الا بالله وقفلت السكة وسألت الشاب عن الحساب قال لي عشرين جنيه . دفعتهم وانا باضحك وباقول له إشي إشي بعشرين جنيه ومشيت . بالليل كتبت مقال بالعنوان دا . إشي إشي بعشرين جنيه .وحكيت حكايتي مع القراءة عن الشيوعية في الصين والثورة الثقافية والعمر اللي ضاع مع الشيوعية وازاي انتهي الأمر بإشي إشي بعشرين جنيه ووديته للعظيمة سناء البيسي ونشرته كالعادة لي في مجلة نص الدنيا . دي اول طرفة . التانية فات تقريبا سنة ولاقيت حد بيكلمني علي تليفون البيت من مصر بيقول لي انه اخو الاستاذة ووشيو وموجود في مصر .كان الكتاب صدر طبعا وكنت في محنة شديدة بسبب وفاة زوجتي الاولي والبيت مبهدل وبايظ لكن اديته عنوان البيت وجالي علشان ياخد النسخ . عشرين نسخة ليها . لما جالي قعد في الصالة يستغرب على شكل البيت . قلت له انا ارمل دلوقت والعيال خلوه فوضي وصحابهم اللي على طول هنا . المهم قعدنا ييجي ساعة وقام مشي بعد ماعرفت منه انه بيشتغل في شركة ادوية كبيرة في الصين ليها مكتب هنا وجاي شوية علشان بيعملوا صفقات مع مصر وحيمشي وقال لي لازم اعدي عليه في الشركة قبل ما يسافر . سالته ليه . قال لي بس تعالى وانت تعرف .رحت له المكتب بعد يومين وكان في العجوزة قال لي ليه مش بتتجوز .طبعا انا كنت واخذ قرار بعدم الزواج الا بعد ولادي مايخلصوا تعليم لاني ما اعرفش ايه اللي ممكن يحصل مع زوجة الاب اللي طول عمري اسمع عن مشاكلها رغم اني ماجربتهاش ولا شفتها في حياتي . قلت له صعب دلوقت مش عايز رغم البؤس اللي انا عايش فيه . البيت زي اللي راح سقفه وكل الرياح المتربة بتنزل فيه بكل القرف ومستحمل . سالته ليه انت مهتم ؟ قال لي علشان شفت منظر شقتك مش حلو ابدا . وبعدين دخلت واحدة صينية تقريبا طولي . يعني 185 سم مثلا . كلمته صيني شوية وبصت لي وابتسمت ورحبت بي وخرجت . لاقيته بيقول لي ايه رايك فيها . قلت له جميلة وماقلتلوش ان طولها غريب علي اللي اعرفه عن نساء الصين ورجالها كمان . قال انا باقترح عليك تتجوزها . حتنظم لك بيتك وعلى الاقل حتسافر الصين وهي جدعة وطيبة فابتسمت وقلت له تنكسر مني . مافهمش المعني وانا باضحك شرحت له ازاي الاطباق الصيني لما تقع بتنكسر ودي طويلة ورفيعة حتنكسر بسهولة ع السرير وفهم بصعوبة وشربت قهوتي ونزلت ميت من الضحك . طبعا بعد خمس سنين كله خلص تعليمه واتجوزت اجمل وارق امراة في الدنيا مغطية البيت بالجدعنة والحنان ومحبتها لي ولاولادي زوجتي تيسير سمك اللي ما تكفيهاش كل تحيات العالم في يوم المراة العالمي وفي كل يوم . بس الكتاب فكرني بالطرائف دي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق