أقلام حرّة

حمام أيدغمش المعروف بحمام الدرب الأحمر

كتب :ابوالعلا خليل
يذكر على مبارك فى الخطط التوفيقية ( وبوسط شارع الدرب الأحمر ” حمام الدرب الأحمر ” بجوار العطفة الموصلة إلى حارة الروم ، عن يسرة من سلك من باب زويلة إلى باب الوزير ، وهو من الحمامات القديمة ، ذكره المقريزى فى الخطط وسماه ” بحمام أيدغمش ” عامر إلى اليوم يدخله الرجال والنساء ) .
وفى المنهل الصافى والمستوفى بعد الوافى يذكر ابن تغرى بردى ( كان الأمير علاء الدين أيدغمش يميل إلى فعل الخير والبر ، وله آثار حميدة ، وهو صاحب الحمام والخوخة خارج بابى زويلة ، رحمه الله تعالى ) .
وعن ” خوخة أيدغمش ” التى فتحها الأمير علاء الدين أيدغمش فى سور القاهرة الجنوبى يذكر المقريزى فى الخطط ( خوخة أيدغمش هذه فى حكم أبواب القاهرة ، يخرج منها إلى ظاهر القاهرة – أى خارج القاهرة – عند غلق الأبواب فى الليل وفى أوقات الفتن إذا أغلقت الأبواب … وهذه الخوخة بجوار حمام أيدغمش ) .
وفى حاشيته على النجوم الزاهرة يذكر العلامة محمد رمزى ( حمام أيدغمش هو بذاته حمام الدرب الأحمر الآن الواقع فى شارع الدرب الأحمر على رأس حارة الروم ، وخوخة أيدغمش هى بذاتها باب حارة الروم المذكورة ، وكانت هذه الخوخة بلصق الحمام وهى فى حكم أبواب القاهرة ، يخرج منها الى ظاهر القاهرة عند أغلاق الأبواب فى الليل أو حين الفتن ) .
وفى ” منطقة الدرب الأحمر ” يذكر د. حسام الدين إسماعيل ( ويتكون حمام الدرب الأحمر من جزئيين : أحدهما للرجال ، والآخر للنساء ، ويطل على شارع الدرب الأحمر بواجهة جنوبية ، وندخل من البوابة وهى عبارة عن باب مستطيل له عتب عليه بروازين جفت لاعب ، يعلوه مقرنص من حطتين ) .
توفى الأمير علاء الدين أيدغمش بن عبدالله الناصرى صاحب ” حمام الدرب الأحمر ” رابع جمادى الآخرة سنة 743هـ / 1342م وكان متوليا نيابة الشام فى سلطنة الناصر إسماعيل بن الناصر محمد بن المنصور قلاوون ، وكانت موتته غريبة – والحديث لأبن تغرى بردى فى النجوم الزاهرة – إذ سمع حس جماعة من جواريه يتخاصمن ، فقام وأخذ عصاه ودخل إليهن ، وضرب واحدة منهن ضربتين ، ورفع يده ليضربها الثالثة فسقط ميتا لم يتنفس .
ويستكمل ابن حجر فى الدرر الكامنة ( ولما مات ظنوا أنه اعترته السكتة ، فدخل إليه الأمراء والقضاة والأعيان والأطباء واختبروا حاله فلم يظهر إليهم شئ ‘ فأمهلوه إلى بكرة يوم الأربعاء فلم يتحرك فغسلوه وكفنوه ودفنوه فى تربته خارج ميدان الحصى ظاهر دمشق ) .
بقى أن نذكر أن ” حمام الدرب الأحمر ” مجهول عند الآثاريين ، وينتظر الهدم لأظهار السور الجنوبى لمدينة القاهرة ، شأنه كشأن العديد من الأبنية الآثارية بحارة الروم المجاورة للحمام !!! .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق