المميزةالنص الحلومن القلب للقلب

الرد على رسالة ..بين قلبين ….أنا هنا

 

تقدمه

د.أماني موسى

 

 

 

عزيزتى الأم :

بخصوص ما ورد برسالتك أن ابنك الأكبر قد أحب ابنة خالته منذ فترة، وتقدم لأهلها، فرفضوه في المرة الأولى، ثم وافقوا في المرة الثانية، وقد جاء ليخطبها، ولكنك كنت تعلمين أن أخاه الأصغر يحب الفتاة التي يريد خطبتها، وأنكم كنتم على علم بذلك، وكنتم توعدونه بأنها ستصبح زوجة له، والآن أنتم في حيرة من الأمر.

 كلا الأخوين لا يريد أن يتنازل للآخر عن هذه الفتاة.

مما لا شك فيه أنه إن تزوجها أحدهما فستظل هذه نقطة سوداء في العلاقة بينهما، وقد تؤدي إلى قطعية الرحم بل قد يؤدي إلى فساد العلاقة ما بين البنت وزوجها، فكلما دخل بيته شك فيه زوجها (الأخ الأصغر) فسيكون ذلك مشكلة، وإن وجود هذه الفتاة سيسبب مشاكل كبيرة بينكما، لماذا؟

إذا كنتم تقيمون في بيت واحد، وسافر زوجها ستكون مع هذا الذي كان يحبها وتحبه، و الأخ الكبير المسافر لن يهدأ ولن يستريح، وقد تزرع فيه بذرة شك قاتلة.

وستكون هناك بغضاء وشحناء لديه من ناحية اخيه وقد تكون سبب الفرقة بينهما

وربما بعد الزواج ترى ان اخيه الذي لم تكن من نصيبه ممكن ان تكون له رغبة في زوجة اخيه

وهذا الوضع غير جائز.

 

الرأى الأرجح :

صرف نظر الأخوين عن هذا الموضوع تماما،

فلا يتزوجها لا الأول ولا الثاني، وأن تقفوا موقفا قويا في هذا الأمر، وأن توضحى لهما أنك لست ضد مصلحتهما، ولكن أنت تريد أن تحافظي عليهما كإخوة، وهذا أهم من الزواج، فالمرأة نستطيع أن نعوضها، ولكن لا نستطيع أن نعوض الأخ بحال من الأحوال.

وأتمنى أن يتحدث معهما إنسان متخصص في الجانب الشرعي النفسي، وأن يوضح لهما الآثار المترتبة على هذا الأمر.

 

و لا مانع من الاستعانة ببعض المشايخ الكبار الذين لديهم القدرة على تحليل النفسيات لإقناع هذين الشابين بالعدول عن فكرة الارتباط بهذه الفتاة، لأن الارتباط سيكون بمثابة القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في أي وقت من الزمن.

فالقضية لا تتوقف عليكم، إنما إذا دخل زوج الفتاة سواء كان الأكبر أو الأصغر – ووجد أخاه مثلاً في البيت أو وجد امرأته تمشي أمامه لظن أن بينهما شيئا، وبذلك ستكون هذه مثابة سرطان داخل الأسرة. وسيبقى الذي لم يتزوجها يندب حظه طوال حياته طالما انه احبها.

ووجودها في البيت حقيقة سيكون بؤرة شك للرجلين معا، الذي يتزوج سوف يشك عندما يرى أي شيء، والذي لم يتزوج أيضا سوف يحاول أن يدمر أو ينتهز فرصة حتى وإن كان عنده شيء من الدين قد يضعف نتيجة لأنه يحبها، ونتيجة معرفتها أيضا بأنه كان يحبها، وقد يسافر زوجها هذا ويبدأ الأخ الثاني في مغازلتها وفي إفساد حياتها؛ لأنه كان يرغب فيها، وهو يحبها ومتعلق بها.

 

فأنا أرى فعلاً أن تصرفي نظر ولديك تماما عن هذه الفتاة، أو أن يتنازل أحدهما برغبته للطرف الآخر دون تدخل او اى ضغط ، وإن كان حتى هذا التنازل قد يكون في الظاهر، ولكن قد يكون النفس فيها ما فيها خاصة وأن كلا الولدين يحبان الفتاة من فترة طويلة، والبنت كأنها تريد مصلحتها ولا تفكر في الحب، لأنها عندما تقدم لها هذا الأخ الجاهز وافقت عليه، رغم أنها تعرف أن هذا يحبها وتحبه، إلا أنها نظرت إلى مصلحتها وقدمتها على قلبها.

 

وكونها تقبل بالأخ الأكبر معناه أنها فعلا تراعي مصلحتها، وقد لا تكون مرتبطة ارتباطا قلبيا كبيرا بكليهما، إلا أنها وجدت أن من المصلحة أن تتزوج الجاهز ولذلك وافقت عليه.

 

 

نسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يلطف بك وبأبنائك، وأن يجعل لكم من لدنه فرجا ومخرجا ووليا وونصيرا، وأن يشرح صدر أبنائك لاتخاذ القرار الذي يحافظ على كيان الأسرة واستقرارها، ولا يؤدي إلى زرع الحقد والكراهية بينهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق