تحقيقات وتقارير

تقرير: هل تستطيع قيادة السنوار توحيد غزة وتأمين مستقبلها؟

 

كتب: حسام محمد

 

يوائم رئيس حركة حماس، يحي السنوار، في تصريحاته بين نبذ الخلافات مع السلطات الفلسطينية دون أن يتخذ أي خطوات للتقارب أو التنازلات، وبين التصريحات الداعية للحرب ضد إسرائيل، مؤكدا أن ساعة الصفر قد باتت قريبة للتعامل مع إسرائيل، لكن لا يظهر أي تصريحات حول مخططه الاقتصادي لتأمين مستقبل قطاع غزة وإخراج القطاع من أزمته الاقتصادية.
وكشف تقرير نشره معهد “بال ثينك للدراسات الاستراتيجية” أنه منذ انفصال قطاع غزة عن السلطة في الضفة الغربية، وأصبح يتصرف تحت قيادة حماس. وراهن البعض على إحداث تقدمات في القطاع مع تولي يحي السنوار زعامة حماس منذ عام ٢٠١٧، لكن رغم مرور ٦ أعوام وبدء فترة رئاسته الثانية، ورئيس الحركة لم يغير من مواقفه التي تنتهجها الحركة.
دائما ما يلمح السنوار إلى أنه لم يكن موجودا أبان الصراع الدامي بين حركة حماس وفتح، والتي انتهت باستقلال حماس بالحكم في غزة، لكن رغم تصريحاته المحابية لعودة العلاقات مع السلطة الفلسطينية والتي قد تفضي إلى انتخابات، لم تتعد كونها تصريحات.
وفي ١٤ أبريل الجاري، قال السنوار خلال تجمع في قطاع غزة، “الواجب الشرعي يحتم على الأمة نبذ الخلافات وتوحيد مشروع الأمة والضرورة توجب على الدول العربية والإسلامية أن تتصالح و تنهي حالة النزاع”.
يبين التقرير أنه رغم المفاوضات بين حركتي فتح وحماس على مدار السنوات الكثيرة الماضية، إلا أنه لم تحدث أي تقدمات في هذا الشأن، ولم يتم التوصل لاتفاقات تشريعية ورئاسية موحدة للسلطة الفلسطينية، بل على العكس توسعت الهوة بين الطرفين خلال الأزمات الأخيرة والضربات التي شنتها إسرائيل على القطاع.
لكن في غزة، يبدو الوضع مختلف، إذ لا يعطي السنوار اهتماما كبيرا بتحقيق رفاهية المواطنين، والتعامل مع التدهور المعيشي المستمر الذي يشهده القطاع، مع نسبة فقر تتخطى ٦٤٪ ونسبة بطالة تتخطى ٥٠٪ من سكان القطاع.
على صعيد آخر، أوضحت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، أن السنوار وغيره من القادة يحتفون بالمواجهات مع إسرائيل، للتأكيد لأهالي قطاع غزة أنهم الدرع الحامي أمام هجماتها، لكن هذا الاحتفاء يخفي وراءه فشلا إداريا، وعدم رغبة أو قدرة الحركة في إحداث تحسن حقيقي لظروف المعيشية لقطاع غزة.
فخلال الاحتفال بيوم الأقصى، قال السنوات، “حين يلزم، لن نتردد في حمايتكم مهما كان الثمن”، موضحا أن رد إسرائيل الأخير على صواريخ الحركة لم يتعد صعقة صغيرة بالكهرباء.
– غضب في غزة تجاه إدارة حماس
لكن على الجانب الآخر، تكشف تقارير أن العديد من الأهالي في قطاع غزة مستأون من هذا التدهور المستمر في الخدمات وعدم اهتمام حماس بهذا الملف، مع تركيزها على الجانب العسكري والدخول في مشاحنات مع إسرائيل.
في تقرير ضم شهادات نشره “مركز اتصالات السلام” الأمريكي، أوضح الأهالي أن المواطنين دائما ما يدفعون ثمن سياسات حماس، سواء في الرسوم والضرائب التي تفرضها على المواطنين، وكان آخرها نهاية عام ٢٠٢٢، حينما زادت حركة حماس الضرائب على الأهالي، رغم فقرهم المدقع.
أحدى الشهادات تؤكد أن حماس تحاول تضخيم مكانتها ومقاومتها في الإعلام، مع إقحام شعب غزة في أربع حروب، بينما لا تستطيع الأسر إطعام أبنائها، في حين أن من ينتقد علنا ما تقوم به الحركة يتم اتهامه بالتخوين.
يعبر الكثير من الأهالي أن الأمل في مستقبل أفضل يتم من خلال سلطة جديدة تعطي اهتمام لشؤونهم الخاصة، وتعمل على تحسين وضعهم المادي وإخراجهم من المأزق الذي يعيشونه، مؤكدين أن حماس تفشل حتى الآن في تحسين ظروف القطاع، بل تعمل على تقسيم المواطنين بين مؤيدين لها وباقي الأهالي الذين لا يعبرون عن تأييد كافي للحركة.
يشكل غياب الدعم الشعبي الكبير في قطاع غزة لحركة حماس خلال انجرارها للحرب مع إسرائيل نقطة قد تؤثر على مستقبل الحركة، مع استمرار السنوار في تبني نفس المواقف القديمة بالتركيز على الجانب العسكري، وإهمال الجانب المعيشي للمواطنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق