أقلام حرّة

إيلون ماسك يحذر من تطبيقات الذكاء الإصطناعي

 

 

تقديم /دكتور رضا محمد طه

 

الملياردير إيلون ماسك أحد مؤسسي شركة لتطوير ادوات الذكاء الإصطناعي مثل التطبيق المعروف ب “شات جي بي تي ChatGPT ” وهي عبارة عن تطبيق تمت برمجته لفهم لغة الإنسان ومن خلال ذلك يستطيع الرد علي أي سؤال يسأله له الإنسان بإجابات وردود قريبة جداً من الردود التي يجيب بها الإنسان. والمثير للسخرية في هذا السياق أن يحذر ماسك العالم من مخاطر الذكاء الإصطناعي خلال القمة العالمية التي عقدت مؤخراص في دبي، وشدد ماسك علي أن هذه التكنولوجيات رغم إيجابياتها فإنها تحمل في طياتها مخاطر كبيرة علي مستقبل البشرية بأكثر مما تفعله الرؤوس النووية. لكن المؤكد أن ماسك في الولايات المتحدة الامريكية والغرب عموماً لا يسرفون في إستخدام مثل تلك التطبيقات “عمال علي بطال” لكن أكبر الظن هناك ترشيد لما يبتكرونه أو ينتجونه ويصدرونه للآخرين من تطبيقات تكنولوجيا الكاء الإصطناعي.

لا ينكر أحد ما أحدثته تطبيقات الذكاء الإصطناعي من خدمات وفوائد مهولة للإنسان، لكن في هذا المقال سوف نتناول المخاطر المترتبة علي تلك التطبيقات ومنها علي سبيل المثال سهولة التجسس وإنتهاك الخصوصيات، وكذلك تطوير أسلحة مثل الروبوتات والطائرات الدرون التي يمكنها حمل قنابل قاتلة تفتك بالبشر وغيرها من السلبيات الاخري. حتي الاطفال لم يكونوا بمنأي عن مخاطر تطبيقات الذكاء الإصطناعي جراء الإسراف في إستخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية-التابلت-خاصة الذين أعمارهم سنتين فما فوق، حيث حذرت دراسات من تلك العادات السيئة والتي يحاول من خلالها آباء هؤلاء الأطفال إسكات أو تهدئة اطفالهم بإعطائهم بإستراتيجية متكررة الأجهزة الذكية من اجل تقليل التوتر جراء بكاءهم أو صياحهم، لكن ذلك يترتب عليه عواقب سيئة طويلة الأمد وترتبط بأعراض لدي هؤلاء الأطفال تشمل علامات زيادة في عدم التنظيم الذي يحدث لهم من إضطرابات تتمثل في تحولات سريعة بين الحزن والإثارة وكذلك تغير مفاجيء في المزاج أو المشاعر فضلاً عن زيادة في الإندفاع، هذا ما أكدته دراسة أجراها باحثون في كلية الطب ميتشيجان ونشرت مؤخراً في جاما بيدياتريكس JAMA Pediatrics.

في هذا السياق ومن خلال دراسة جديدة اخري وجد باحثون يابانيون أن تقليل الأثار السلبية المترتبة علي كثرة إستخدام الأطفال أجهزة الهواتف أو الكمبيوتر أو التلفزيزن والتحديق في الشاشات هؤلاء الصغار والذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 شهرا إلي 4 سنوات يمكن تشجيعهم علي اللعب في الخارج. نظر الباحثون في العلاقة بين ثلاث ميزات رئيسية وهي متوسط وقت الشاشة يومياً في سن الثانية ومقدار اللعب في الهواء الطلق في عمر سنتين و8 أشهر، ونتائج النمو العصبي والتواصل ومهارات الحياة اليومية ودرجات التنشئة الإجتماعية، وسوف تنشر نتائج دراستهم في مارس القادم بمجلة جاما بيدياتريكس JAMA Pediatrics.

أكتشف فريق البحث أن خروج الاطفال ولعبهم في الهواء الطلق لا يغير الأثار السلبية للوقت الذي يقضونه في مشاهدة الشاشات وإنما كان له تأثير علي مهارات الحياة اليومية لديهم. مما يعني أنه بزيادة الوقت الذي يلعب فيه الأطفال في الهواء الطلق مهم لنمو الأطفال العصبي ويعمل علي تقليل الأثار السلبية لوقت الشاشة، إلا أن التنشئة الإجتماعية كانت أفضل لدي الأطفال في سن 4 سنوات والذين أمضوا وقتاً أطول في اللعب بالخارج وهم في عمر 2 و8 أشهر، لذلك من المهم تشجيع علي المزيد من وقت اللعب في الهواء الطلق حيث يساعد علي الحفاظ علي صحة الأطفال وتطورهم بشكل مناسب. وبالنظر إلي عمليات الغلق التي تمت والإجراءات الإحترازية في جميع أنحاء العالم خلال جائحة كوفيد-19 مما ادي إلي زيادة الوقت الذي إستخدم فيه الاطفال الأجهزة والجلوس امام الشاشات وقل في نفس الوقت خروجهم للعب في الهواء الطلق، مما كان له أثار سلبية عليهم كما أكدت علي ذلك نتائج تلك الدراسة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق