أسرار وحكايات

اخر كلمات الممثل التائب حسين صدقي قبل وفاته بدقائق أوصيكم بتقوى الله .و أحرقوا كل افلامي عدا سيف الإسلام خالد بن الوليد “

كتب عبدالرحمن مؤمن

إنما الأعمال بالخواتيم فعلي الرغم من أن أغلب  ما قدمه الممثل  الراحل حسين حسين من أعمال سينمائية كانت هادفة وفيها حث علي أتباع ما جاء في القرآن والسنة ولكنه كان رافضاً ما يحدث في الوسط الفني من تجاوزات فقرر إعلان توبته والتبرء من أفلامه بل وأوصي بحرق جميع أفلامه عدا فيلم سيف الاسلام خالد بن الوليد وأشتهر بلقب واعظ السينما المصرية وعرف عنه الخجل والتدين .

كان يربط الفنان حسين صدقي صداقة قوية بالشيخ محمود شلتوت و الذي وصف صدقي “بأنه رجل يجسد معاني الفضيلة و يوجه الناس عن طريق السينما الى الحياة الفاضلة التي تتفق مع الدين “. و ارتبط ايضا بصداقة قوية مع الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الازهر وقتئذ ،و كان صدقي يستشيره في كل امور حياته .

 

ولد حسين صدقي يوم 9 يوليو عام 1917 بحي الحلمية الجديدة في القاهرة ،لأسرة متدينة ” توفي والده و كان صدقي لم يتجاوز الخامسة ، فكانت والدته التركية لها الدور الاول و الاهم في تنشئته ملتزما و متدينا فكانت حريصة على ان يذهب ابنها للمساجد و المواظبة على الصلاة و حضور حلقات الذكر و الاستماع الى قصص الانبياء مما انتج عنه شخصا ملتزما و خلوقا رحمه الله .

درس حسين صدقي التمثيل في الفترة المسائية بقاعة المحاضرات بمدرسة الابراهيمية و كان زملائه جورج ابيض و عزيز عيد و زكي طليمات ، ثم حصل على دبلوم التمثيل بعد عامين من الدراسة .

 

اشتهر حسين صدقي بتقديم الافلام ذات الطابع الاجتماعي و الذي يبث قيم و مباديء عليا ،و لعل صداقته بعدد من رجال الازهر الشريف هو ما دفعته لاستلهام تلك القصص السينمائية . بلغ رصيده الفني حوالي 32 فيلما سينمائيا عالج من خلالها العديد من المشكلات و من ابرزها العامل ، “الابرياء” ، “ليلى في الظلام “، “المصري افندي” ، “شاطيء الغرام” ، “طريق الشوك” ، “الحبيب المجهول” .

في عام 1942 اسس الشركة السينمائية “افلام مصر الحديثة” لتخدم الاهداف التي يسعى لترسيخها في المجتمع .
اتجه الفنان حسين صدقي بجانب التمثيل الى المشاركة بالانتاج و الاخراج في عدد من الاعمال السينمائية ، كما انه اقتحم العمل المسرحي من خلال عمله بفرقة “جورج ابيض” و “مسرح رمسيس” .

و في مطلع 1956 دعا صدقي عبر مجلة “الموعد” الصادرة في يناير 1956 الى انقلاب فني حيث دعا العقليات الفنية الموجودة آنذاك بأن يهجروا الآفاق الضيقة التي يعملون بها و يواجهوا الغزو الأجنبي بغزو مصري و عربي آخر ، فكان يدعو لاستخدام احدث تقنية في ذلك الوقت الالوان و السكوب في انتاج الافلام المصرية و انطاقها بشتى اللغات لتقديمها لشتى شعوب العالم و الحرص على انتاج سينما نظيفة ،و يقول عن الغزو الاجنبي الفني ” كما يصدرون هم افلامهم التي يعتزون بها ، علينا ان تكون لنا افلام نعتز بها و نصدرها اليهم ” و يضيف ” اكيد سنصل و سنقيم في بلادنا صناعة سينمائية نظيفة ” .

 

اعتزل الفن في الستينات و وافق صدقي على الترشح في البرلمان ،و ذلك بعد ان طالبه أهل حيه و جيرانه بذلك فكان حريصا على حل مشاكلهم و عرض مطالبهم و لكنه لم يكرر التجربة ، لأنه لاحظ تجاهل المسئولين للمشروعات التي يطالب بتنفيذها و التي كان من بينها منع الخمور في مصر .

بعد ان أنهى صدقي مشواره الفني معتزلا الفن في اوائل الستينات ، أوصى اولاده بحرق ما تصل اليه أيديهم من أفلامه بعد رحيله لأنه يرى أن السينما من دون الدين لا تؤتي ثمارها المطلوبة . و قبل وفاته بدقائق قال لأولاده :” اوصيكم بتقوى الله و احرقوا كل افلامي ما عدا سيف الله خالد بن الوليد ” و يفارق حسين صدقي الحياة يوم 16 فبراير 1976و بعد ان لقنه الشيخ عبد الحليم محمود الشهادة وقت وفاته و صلى الشيخ الجليل عليه حسبما ذكرت زوجته السيدة “فاطمة المغربي” في احاديثها الصحفية و يالها من حسن خاتمة .. رحم الله الفنان القدير صاحب الرسالة السامية و الملتزم دينا و خلقا .. الفنان حسين صدقي .

الصورة للفنان حسين صدقي في فيلمه الشهير “الشيخ حسن” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق