المميزةمنوعات

الشيخ الجرجاوي في اليابان

هذا الرجل لو ظل في اليابان لاعتنق معظم أهلها الاسلام ” .. الشيخ الجرجاوي في اليابان !!..

الشيخ الجرجاوي هو احد علماء الازهر الشريف و هو من مواليد سوهاج ، يقال انه أوّل عربي وطئت قدماه أرض اليابان و انه كان ممن لهم كبير الأثر الإسلامي هُناك . في عام ١٩٠٦ وصلت أنباء إلى معظم حواضر العالم الإسلامي بأن الامبراطورية اليابانية بعد..

انتصارها على روسيا في سبتمبر ١٩٠٥ ، تقوم بتنظيم مؤتمر عالمي للأديان ، وقد قامت اليابان بتوجيه دعوات حول العالم لمشاركة ممثلين عن كافة الأديان في العالم ، من أجل اختيار أفضلها وأصلحها، حتى يصبح الدين الرسمي للامبراطورية . اهتمت عدد من الصحف في أنحاء العالم الإسلامي بهذا الخبر ، ووصل الخبر إلى الشيخ الجرجاوي، فسعى حثيثًا عبر صحيفته الإرشاد، إلى الدعوة لتشكيل وفد من العلماء المصريين يكون له سبق في تمثيل الدين الإسلامي بالمؤتمر للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يمكنهم من خلاله إقناع الشعب الياباني وامبراطوره بالإسلام ، وبحسب قوله في كتابه، فإن “مسلمو مصر أولى بأن يحوزوا هذه الفضيلة لوجود الأزهر بين ظهرانيهم ” ، وعندما لم يجد الشيخ استجابة لدعوته لم يستسلم وأعلن عزمه على السفر بنفسه لأداء هذا المهمة ويقول في كتابه الرحلة اليابانية والذي يمتاز بحس فكاهي : ” طفقت أبحث عمّن يُرافقني من إخواني المسلمين في الرحلة إلى اليابان للدعوة إلى الإسلام، فكان ذلك أندر من الكبريت الأحمر !!” .

انتقل الجرجاوي إلى قريته أم القرعان، وباع ما بحوزته من أملاك ، وهي 5 فدادين، ليستخدم أموالها نفقةً على رحلته ، التي لاقي فيها الأهوال والمصاعب لينطلق منها علي متن باخرة من الإسكندرية إلي ايطاليا ومنها إلي عدن ثم بومباي الهند ثم إلي كولومبو سيلا ثم إلي سنغافوره ثم إلي هونج كونج ثم سايغون في الصين ليصل أخيرا إلي ميناء يوكوهاما الياباني وهناك فوجئ بوجود مشايخ من تونس والهند والصين وتركستان والقوقاز ، جاؤا علي نفقتهم الخاصة ليجدوا أيضا أن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني قد أرسل وفدا كبيرا من العلماء المسلمين . ووفقًا لما ذكره الشيخ علي الجرجاوي، فإن أول ياباني أسلم على يده وكان يُسمّى “جازييف” ، قد ساهم في ترجمة خطبٍ إسلامية كان الشيخ يكتبها وينشرها على اليابانيين، ما يدفعهم لزيارة الجمعية، التي أعدّ فيها نحو 18 لقاءً جامعًا على مدار الأيام التي قضاها هُناك ، و قد أسلم خلال تلك اللقاءات نحو 12 ألف ياباني، وفقًا لما ذكره الجرجاوي نفسه . ويذكر الجرجاوي في كتابه أن امبراطور اليابان كاد أن يُسلم، لولا خوفه من انشقاق أمّته على بعضها ، و لخوفه علي كرسيه بعد أن احتج الشعب علي فكرة المؤتمر !! . رحم الله الشيخ الجرجاوي و الذي لم يدخر مالا و لا وسعا في سبيل نشر الدعوة الاسلامية و يشهد له زملاؤه فيقولون عنه : “هذا الرجل لو ظل في اليابان لاعتنق معظم أهلها الإسلام ” … رحم الله الشيخ الجليل .

مصادر : كتاب 100 من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ ، موقع ذاكرة الأزهر الشريف ..

الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الاول – فاروق

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق