المميزةمحافظاتمنوعات

القهوة مزاج وعلاج.. صديقان بالشرقية يفتتحان مشروعا لتعميم ثقافة “الفنجان”

القهوة هى عجوز معمّرة، لها أحفاد بررة يقبّلونها كل صباح ومساء وأنا أكثرهم براً بها”، هكذا قال نزار قبانى حبا فى فنجان القهوة، بالإضافة إلى ما كرسته ثقافة الدراما المصرية حول طقس شرب فنجان القهوة، على منضدة لا يتجاوز ارتفاعها نصف المتر، توضع صينية نحاسية اللون فوقها سبرتاية وكنكة وبعض الفناجين، بجوار سيدة عجوز أو رجل ستينى، يجلس بمنتهى التركيز والهدوء يصنع لنفسه أو لضيوفه فنجان قهوة محوج، مشهد تراه محفورا فى ذاكرة المصريين كبارا وصغارا، دوما كنا نراه فى الأفلام القديمة، فالبن له سحره الخاص على المصريين، لكن قليلين من يعرفون كيف يكون مذاق الفنجان المميز وسر التحويجة، فلكل فنجان حكاية نصفها نوع حبة البن وطريقة تحميصها وطحنها، والنصف الآخر كيف يتم تسويتها.

شابين خريجى اتصالات وتكنولوجيا معلومات، قررا أن يكون مشروعهما البن، وعالمه وجمعهما حب البن وذكريات لآبائهم وهم يشربون فنجان القهوة ورشفة من فنجان الأب على سبيل التجربة، لتتحول هذه الرشفة لحب ومهنة ومستقبل.

إبراهيم محمد 31 عاما من أبناء مدينة العاشر من رمضان، قرر هو وصديقه كريم محمد 27 عاما أن يجمعا أصدقاءهما من طلاب التجارة والحقوق، لافتتاح مشروع صغير بعيدا عن تخصصهما فى الآى تى وتكنولوجيا المعلومات، فكان لابد أن يبحثا عن مشروع يضمن لهما النجاح والتميز والاستمرار، وكان القرار تجهيز البن وتحميصه وبيعه، فتعمقا فى عالم البن وقررا أن يكون مجالهما.

وفى البداية قال إبراهيم وكريم، إنهما بدءا بـ10 آلاف جنيه، كما أنهما استعانا برجل خبير فى البن بالمطرية لدعمهما والوقوف بجوارهما ويعلمهما أسرار التحويجة وأسباب اختلاف المذاق بين كل حبة بن ما بين درجة التحميص ودرجة النار التى يتم التسوية عليها.

وأوضح الصديقان أن مشروعهما لم يكن افتتاح كافيه بل هو مكان لبيع البن وشرب فنجان قهوة لمحبى القهوة فقط، مؤكدين: نحن لسنا أصحاب كافتيريا، لكن لدينا حلم المساهمة فى تغيير ثقافة الشباب والنساء فى القهوة، وأن شرب القهوة بأنواعها يحتاج معرفة بأنواع البن.

وعن أسرار عالم البن وكيف أن القهوة ليست مجرد مشروب، وإنما هى مزاج وعلاج فى أن واحد، قال “إبراهيم” إنه كان يراقب والده وهو صغير حين يختلى بنفسه ويعد لنفسه فنجان القهوة، وكان حين يشترى البن يلعق إصبع منها ليعرف أن كان هذا البن جيدا أم لا، وظل إبراهيم مهووس بالجلوس بجوار والده ليرتشف من فنجانه بعض القهوة، حتى كبر وأصبح شابا، ووقتها لم يكن هناك مانع لأمه أن تصنع له فنجان قهوة ليساعده على التركيز والتنبيه للتغلب على النوم.

 وتابع “إبراهيم”، أنه حينما كبر بدأ يدرس تكنولوجيا الاتصالات ودخل عالم الإنترنت ليتعمق فى معرفة أنواع البن العديدة وبلاد المنشأ والزراعة وأى الأنواع هى الأجود، قائلا: “الأرابيكا والروبوستا هى الأشهر، وفى مصر رغم وجود أكثر من 154 نوعا، وأجودها هو البن اليمنى والبرازيلى، وجودة البن ترتبط أيضا بنوع التربة المزروعة فيها الحبة ومواسم الأمطار وطريقة الحصاد وطريقة الحفظ أيضا والتحضير.

وأضاف “إبراهيم”، أن فنجان القهوة ليس مزاجا فقط وإنما هو أيضا لعلاج التشتيت وعدم التركيز، وبعض السيدات يستخدمن البن فى عمل الماسكات لوجوههن.

وعن التحويجة المصرى من القهوة قال “كريم”، أن لكل شخص تحويجة خاصة به يقوم باختيار حباتها بنفسه، ورغم أن الكثير من المصريين والذين يتجاوزون نسبة الـ90% من عاشقى القهوة لا يعرفون كيف تعد التحويجة، لكنهم يعتمدون على مذاقها ونكهتها، مؤكدا أنهم قررا أن يكون لهما تحويجتهما الخاصة بمكانهما الذى أطلقا عليه اسم “تحويجة“.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق