المميزةشئون دولية

الصين تخترع “شمسا صناعية” لمواجهة أزمات الطاقة

 لا يقف العلم عند حدود، وكل يوم تضيف الصين إلى رصيدها العلمي الكثير من الابتكارات.
العلماء والباحثون الصينيون قرروا أن يطلقوا مشروعا واعدا يمثل قفزة هائلة على سبيل مواجهة أزمات الطاقة في العالم.

المشروع لا يقتصر على توفير وقود بديل أو تقديم أجهزة موفرة في استخدام الطاقة، بل من خلال اختراع شمس جديدة (!)
أعلنت الصين أنها على وشك الانتهاء من بناء “شمس اصطناعية” بحلول نهاية هذا العام، ستكون واحدة من أكثر المفاعلات الانصهارية تطورا في العالم، وستقرب البشرية خطوة أقرب إلى حل مشاكل الطاقة نهائيا. الشمس الاصطناعية، التي تم تصميمها وتطويرها بشكل مستقل من قبل العلماء الصينيين، هي أداة لتسخير طاقة الانصهار، لإنتاج غاز هيدروجيني ثقيل تزيد حرارته على حرارة أشعة الشمس، تلك الوسيلة التي يمكن أن توفر الطاقة للمجتمع الإنساني لمئات ملايين السنين دون حدوث أي تلوث إشعاعي في البيئة الطبيعية.
قالت الصين في نوفمبر الماضي، إن مفاعل توكاماك المتطور عبارة عن “شمس اصطناعية” مصممة لتقليد عملية الاندماج النووي التي تستخدمها الشمس الحقيقية لتوليد الطاقة، وحقق علامة فارقة من خلال تحقيق درجة حرارة للإلكترونات تصل إلى 100 مليون درجة مئوية. ويقول الباحثون الصينيون إنهم على وشك تحقيق اختراق جديد من خلال تطوير شمس اصطناعية أكثر تطورا قادرة على الوصول أيضا إلى درجة حرارة قياسية، مما يجعلنا نقترب خطوة إضافية من تسخير قوة الانصهار النووي. وتتكون بلازما الشمس الاصطناعية من “الإلكترونات” و”الأيونات”، ومن المعروف أن تفاعلات الانصهار لا تحدث إلا عندما تصل درجة حرارة الأيونات إلى 100 مليون درجة مئوية، في حين أن الأجهزة الحالية في الصين لا يمكن أن تصل إلا إلى درجة حرارة أيون تبلغ 50 مليون درجة مئوية.
وحسب ما ذكرته صحيفة الشعب الصينية يمكن أن تتمتع البشرية بطاقة نظيفة غير محدودة بحلول منتصف هذا القرن، حيث من المتوقع أن يبدأ الاستخدام التجاري لتلك “الشمس الاصطناعية”.
وتحصل محطة توليد الكهرباء بالطاقة النووية على الطاقة عن طريق الانشطار الذري لبعض المعادن الثقيلة بما في ذلك اليورانيوم والبلوتونيوم، ما يؤدي إلى تلوث إشعاعي هائل، ولكن الاندماج النووي الحراري يختلف عن ذلك، حيث لا حاجة إلى استهلاك المعادن الثقيلة التي لا يمكن تجديدها وتتسبب في حدوث كوارث بيئية.
بالإضافة إلى ذلك فإن أنواع الوقود للانصهار النووي وفيرة بطبيعتها، فيمكن استخراج غاز الهيدروجين الثقيل، المعروف أيضا بـ”الديوتيريوم”، من مياه البحر.
كما أنه خلال عملية تفاعلات الانصهار فإن الديوتريوم المستخرج من لتر واحد من مياه البحر يمكن أن يطلق طاقة تعادل طاقة 300 لتر من البنزين، والأكثر من ذلك، أن مفاعل الانصهار يمكن التحكم فيه، وإيقاف إمدادات الطاقة في أي وقت ولن يكون هناك أي مخاطر لكوارث نووية.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق