المميزةشئون دولية

تورط إردوغان وصهره و9 أخرين في “غسل أموال” بـ 3 مليارات دولار في قضية” تاجر الذهب”

 

 

محاكمة تاجر الذهب

 

 

 

كتب: جمال عبد المجيد

كشفت اعترافات رجل اعمال تركي عن تورط الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في عملية غسل أموال تعدهي الأكبر في تاريخ تركيا فقد تم القبض مؤخرا على رجل أعمال تركي من أصول إيرانية يدعي “رضا صراف” بتهمة خرق العقوبات الأمريكية المقررة على إيران والتعامل معها ماليا وتجاريا وتتم محاكمته حاليا في قاعة بإحدي جنوب منهاتن بالولايات المتحدة الأمريكية بعد أن كان في رحلة تجارية هناك وقرب انتهاء القضية فجّر صراف مفاجأة من العيار الثقيل إذ أكد تورط صهر الرئيس التركي و9 أخرين في القضية وأن إردوغان شخصيا كان يشرف على تلك العملية شخصيا منذ أن كان رئيسا للوزاء وهي القضية التي عرفت إعلاميا باسم” تاجر الذهب”والتي  شغلت الرأي العام التركي والأمريكي قبل أن تشغل العالم بعد اعترافات” صراف” على الرئيس التركي..

الاعترافات التي أدلي بها ” صراف”أزعجت إردوغان شخصيا وأفقدته صوابه وجعلته يطالب الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة التوقف عن محاكمة صراف ونقل المحاكمة خارج أمريكا بل وطالب إردوغان الأمم المتحدة بالتحقيق في تلك القضية التي شغلت الرأي العام العالمي ، بينما تواصل المحكمة الأمريكية سماع اعترافات صراف المستندة إلي مجموعة من الوثائق التي تؤكد “تورط ” الرئيس التركي في تلك القضية وهي عبارة عن تسجيلات صوتية من إردوغان لصهره بيرات البيرك بتنفيذ تلك العمليات من خلال إشراك عدة بنوك تركية في غسل الاموال المتحصلة من التجارة مع إيران ومنها الذهب حتي لا يتم اكتشاف أمر تركيا في مساعدة إيران وتحدي العقوبات الأمريكية على طهران وذلك من خلال شبكة معقدة لغسل الأموال الناجمة عن تلك التجارة التي يقدر حجمها بـ 3 مليارات دولار منذ عام 2013 وحتي مثول صراف للمحاكمة.

ويعد رضا صراف من أكبر رجال الأعمال في تركيا إذ يضارب في تجارة الذهب ويطلق عليه ” رضا ضراب” واستطاع تكوين شبكة علاقات كبيرة مع رجال النظام الحاكم في تركيا بعد أن انتقل إليها من إيران بغرض التجارة والاستثمار وفي أنقرة تعرف بمسؤلين نافذين في حزب العدالة والتنمية  الذي يرأسه إردوغان وووصل إلي صهر الرئيس التركي بيرات البيرك الذي كان يشغل منصب الإشراف التنفيذي على مجموعة ” كاليك هولدينغ” المالكة لبنك ” أكتيف” التركي أحد البنوك المشاركة في العملية وبينما ازدهرت تجارة الذهب بين أنقرة وطهران لمع اسم” رضا صراف” بعد القبض عليه مصادفة عقب تفتيش إحدي طائرات الشحن التي هبطت إلي تركيا بسبب سوء الأحوال الجوية وهي الطائرة التي كانت تحمل “ذهب” في 2013 وتم التحفظ عليها وإلقاء القبض على ” صراف” ولم تمض 48 ساعة حتي أفرج عنه وأقفلت القضية التي لم يعلم أسرارها أحدا من رجال الجمارك وضباط التحقيق إلا بعد القبض على صراف في أمريكا بتهمة خرق العقوبات الأمريكية على إيران وهي التهمة التي اعتبرها صراف في البداية بأنها” عديمة الجدوي” حتي اكتشف جديتها بعد تخللي الحكومة التركية عنه في اللحظات الأخيرة.

قال مصطفي زهران المتخصص في الشؤن التركية معلقا : تعد محاكمة رضا صراف وصهر الرئيس التركي إردوغان الشرخ الحقيقي في العلاقة بين واشنطن وأنقرة إذ اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية أن تركيا تساعد إيران ماليا وتتحدي العقوبات الأمريكية على طهران وهي العقوبات التي زادت واشتدت في عهد الرئيس الأمريكي ترامب ، بينما تري تركيا أن محاكمة صراف في تلك القضية هو امتداد للانقلاب الذي حدث مؤخرا على الرئيس التركي وأن يد أمريكا قد ساهمت فيه بنسبة لسيت بالضئيلة الأمر الذي يلقي بظلاله على شرخ كبير للغاية في العلاقات التركية الأمريكية.

ويضيف زهران : في الوقت الذي اعتبرت أمريكا مساعدة تركيا لإيران خرقا للعقوبات ضدها فإن أنقرة اعتبرت محاكمة صراف وأخرين من قبيل التأثير على شعبية الرئيس التركي في الانتخابات الرئاسية التي ستجري العام المقبل وهو ما يتوجب معه القول بأن هناك توجسا بين الدولتين.

وأشار زهران إلي مطالبة إردوغان نقل المحاكمة من المحاكم الأمريكية إلي الأمم المتحدة قائلا: هناك سجال متبادل بين واشنطن وأنقرة وحتي يضمن إردوغان عدم التأثير على الأشخاص الماثلين للتحقيقات بينما اعتبرت امريكا أن المحاكمة ستكشف عن أخطر قضية تمس شخص الرئيس التركي لذا فنقل المحاكمة يريح الجانب التركي بينما ولا تستريح له الولايات المتحدة الأمريكية.

وعن تفاصيل الصفقة التي عقدت بين” صراف” من ناحية والجانب الأمريكي من ناحية أخري وبموجبه يتم الاعتراف على اردوغان ويطلق سراح صراف قال زهران: طالما صراف في قبضة الجانب الأمريكي فلاتوجد مصداقية حسبما يري الجانب التركي فقد اعتبر وجود صراف في أمريكا بمثابة” ضغط” عليه وتظل الإشكالية قائمة لذلك يطالب الجانب التركي بضرورة نقل المحاكمة خارج الولايات المتحدة الأمريكية .

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق