أقلام حرّة

هل بايدن كان عاجزا عن حسم أزمة مجلس النواب؟

 

 

 

بقلم/دكتور رضا محمد طه

 

 

في بلادنا والعالم الثالث -بلاد العجائب-في الأغلب لا تقف مشكلة أمام رئيس الدولة او الامير او الملك تخص اشخاص او هيئات تشريعية او قضائية او تنفيذية دون ان تجد لها الحل السريع بشكل مباشر او غير مباشر عند حاكم تلك البلاد وكما لو ان من يجلس في سدة الحكم هنا يمتلك قدرات يفتقدها حكام بلدان العالم المتقدم والتي تمارس الديمقراطية منذ عقود طويلة, المفارقة التي تدعو للأسي ان من يمسكون بزمام السلطة هؤلاء ولديهم تلك الحلول السخرية غالبا واذا ما واجهت البلاد ظروف صعبة يعجزون علي حل مشاكل المواطنين المعيشية بنفس السرعة التي يحلون بها المشاكل والعقبات الأخري المتعلقة بالسياسة لما لهم من صلاحيات غير محدودة في تلك الأمور.

 

وبالعودة للعنوان حيث حدث جدل كبير منذ اكثر من اسبوع حول موضوع كيفين-مكارثي رئيس مجلس النواب السابق-فقط منذ الثلاثاء الماضي-بعد ان تم عزله من منصبه في سابقة تاريخية لم تحدث من قبل في الولايات المتحدة الأمريكية، والعزل جاء من قبل الجناح المتشدد في حزب مكارثي الجمهوري بسبب اتهامه بالتعاون مع الديموقراطيين في مجلس الشيوخ لتمرير إتفاق مؤقت بشأن الموازنة تجنبا لأي إغلاق حكومي. فهل الرئيس بايدن لا يمتلك صلاحيات كما لدي الحكام في بلاد العجائب بحيث يستطيع حل تلك القضية كما يراها شخصه او حزبه والتي شغلت الرأي العام وتناولها الاعلام في أغلب بلدان العالم؟.

 

في “أليس في بلاد العجائب ” التي كتبها لويس كارول عام 1865 ، أليس كانت شديدة الفضول حيث سقطت من جحر أرنب لتصل الي عالم خيالي تسكنه كائنات غريبة وحدث لها مواقف عجيبة ومثيرة هناك، فلو تخيلنا ان أليس تعيش في عصرنا وهي من بلاد العجائب في العالم الثالث ثم ذهبت لزيارة للولايات المتحدة الأمريكية وتزامنت زيارتها مع مشكلة مكارثي، ونظرا لفضولها سألت مواطنين هناك لماذا كل هذا الجدل والأخذ والرد والتداول والتشاور والتصويت في هذا الموضوع والذي يمكن حله في قرار سريع وسهل جدا من قبل الحاكم في بلادنا بلاد العجائب ودون أن يشغل الإعلام ويضيع وقت ومجهود أعضاء مجلس النواب لانهم يبذلون كثيرا في الموافقات علي الموضوعات المطروحة في مجلسهم الموقر.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق