أقلام حرّة

د عائشة بكير تكتب :الكراهية والحب سيفان مشهوران فى الوجوه

 

كتبت : عائشة بكير

الحب سلاح الأقوياء و هو سر الحياة لذلك يبحث كلا منا عن هذا الحب فى أى شخص حتى يستطيع أن يستمر فى هذه الدنيا ، فحب الأبواين يعطيك قوة وصلابة فهم سندك فى هذه الدنيا , و حب الأخوة يعطيك الأمن الأمان وشد الأزر وقوة فوق القوة (سنشد عضدك بأخيك),وحب الأصدقاء يعطيك الطاقة والثفة بالنفسوالتجدد,وحب الزوج يعطيك الأمل والتحدى والرغبة فى استمرار الحياة لأننا جبلنا على ذلك منذا بدأ الخليقة, وحب الأبناء يعطيك الرضا والصبر والعطاء والقوة فى وجودهم والدعم المستمر, الحياة من غير حب تجعلنا أجساد تتنفس فقط دون حياة، أى بلا طعم يذكر .
والكراهية سلاح الضعفاء وهى على عكس الحب تمام تفقدك كل ما سبق ذكره فهى سلاح مدمر فالكراهية تولد فى النفس الأحقاد و الأمراض النفسية, وتجعلك فى نزاع دائم, تنظر إلى الأخرين نظرة ساخطة منزوعة الأمل ممتلئ باليأس القاتل.
والحب فى نظرى هو تلك النظرة الحانية للزمان والمكان, و التي تستمر في خيالنا تصف الرأفة والمودة والرحمة التى هى أساس العلاقات بين الناس بعضهم ببعض, هو الأحاسيس والمشاعر المتولد فينا ولا تنتهي ,هو الطاقة التي تمد القلوب بالحياة,هو الذي يضئ لنا الطريق في الفرح وحتى فى الحزن. ليس مجرد كلمة تقال بل هو فعل كل ما هو محال ,هو أسمى من أن توصفه الكلمات والعبارات .
والكراهية فى نظرى هي تلك النزعة الشريرة والخصومة المستهينة، هي النفور والتباغض ما هي لا مشاعر مريضة توهن النفس والجسد، و هي الرغبة في إبادة الكائن المكروه، و الحقد شعور إنساني تجاه شخص أو مجموعة لسبب معين يدفع صاحبه إلى الرغبة في الانتقام، وله العديد من المعانى التى تندرج تحته مثل :الضغينة: هي الحقد الشديد أو الحقد المصحوب بالعداو، النقمة: وهي الكراهية التي تصل إلى حد السخط ،الغِل: هو الحقد الكامن في الصدر ،ويظهر الحقد و تظهر الكراهية عندما لا تستطيع أن تحب فالحب هو الأقوى والكراهية هى الأضعف .
و من الصعب بمكان على النفس أن تتحول من الحب إلى الحقد والكراهية؛ ولكن جائز جدا أن تتحول الكراهية إلى حب ولكن عندما يشفى الصدر من الحقد والضغينة والغل, ولكن لنا هنا عدة أسئلة هل هذا التحول موجود فعلا ؟ أى تحول الحب إلى كراهية ، لا أعتقد ذلك أن الحب قد يتحول الى كراهية الحب أسمي وأطهر من ذلك ولكن تفسير الأمر أنه لم يكن حب أنه شئ أخر قد يكون حب مرضى مثل: حب التملك مثلا وهو حب مسموم قاتل وهو منشر حاليا وبشدة، وهل الاختلاف يؤدى إلى الشقاق برغم وجود الحب ؟ لا أيضا لأن من يحب عندما يختلف مع من أحب عليه أن يحترمه ويقدره ويحترم مشاعره و إحساسه ، ولا يبدأ في مهاجمتها بين الحين والأخر لا بالكلمة ولا بالنظرة ولا بالفعل ؛ بل يجب عليه أن يتمنى له الخير حتى وإن لم يظل معه أو بجواره، وقد يبتلك الله بشخص فى حياتك شخص ما تربطك به أى علاقة قد يكون أب – أم – أخ- زوج -صديق – حبيب ، يجعلك تكره العالم أجمع حين يبث سمومه فيك دون أن يشعر ، وقد يكون بقصد لأنه شخص مريض ولا يعرف معنى الحب وبذلك يحطمك باسم الحب ، وهذا ما يجعلك تكره العالم بما فيه, وتحقد على الجميع بسبب هذا الشخص المتوحش الذى اقتحم عليك حياتك دون أذن منك, وفى النهاية الحب داء ودواء في الوقت نفسه إذا اكتمل صار دواء وإذا لم يكتمل صار داء ، والكراهية مرض عضال يحمل بين طياتها كره الآخرين والحقد عليه والغل منهم ، ثم سرعا ما تتحول إلى كره النفس ذاتها, ولذلك علينا أن نحب ولا نكره لأن الكراهية تدمر أنفسنا نحن ,لا أنفس من نكره .
﴿ إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً ﴾
النوايا البيضاء ترتب لصاحبها أجمل الأقدار ، وتسخر له أطيب الأحداث ، تزرع الورد في دروبه ، وتصنع الجمال في أيامه ، فكم من شخص رزق بنيته الصافية أكثر مما يتوقع ويتصور، وكم من أبوابٍ عظيمة فتحت بمفتاح النية الطيبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق