أقلام حرّة

لبنى عادل تكتب: إليك المشتكى

 

 

وجعلت مُعتمدي عليك توكلاً ،
‏وبسطتُ كفي سائِلا أتضرّعُ
‏ ولجأت إليك من ظلمٍ فاحشٍ
ومن لسانٍ تُعجِزهُ المجَامِعُ
ومن مدامعٍ لا تفيضُ تيئساً وتيقناً
بأن الدمعَ والشكوى لا تُغني سائلُ،
وتعففت نفسي عن الامتهانِ تلهفاً،
وتوسلا ًمن سواك لا ارتجي منصفاً،
ومن عجزٍ قد أصاب يدي
أسقط قلما جعلته لي ونيسا مؤنسِ،
وضاقت ضلوعي بقلبٍ أدركته المنيه. ُ
ومازال بالود حياً ينبضُ،
وتركت الورى بحالي يتأملُ،
وما منهم من أحدا مدركيِ،
وغضضت الطرف عيناً قد رأت
من مساؤكم و خشيت فيكم رقيباً شاهدِ،
وكفاكم  بسوء الظنِ يأكلكم
كما تأكل النار هشيماً متفرقِ،
وتركت الفصلُ بيننا زمناً متداولٍ،
والي الله فصلُ المظالم،ِ
وبنتُ يا اللّهُ كالقمر اطواراً،
دليلاً لكلِ سائلِ،
لكن الكفيفَ من ليسَ له قلباً مبصرِ ،
أراكَ جلياً حين جعلتني شمساً بازغةً في الأفق،
وُأغلقت عني النوافذُ من فرطِ التوهجِ،
وهُنتُ وتعثرت خطايَ،
لكني لا أهونُ عليكَ خالقي،
و وجدتُكَ يا من سواني،
بيدِ العفوِ دوماً ملحقِ،
ولانَتْ إليكَ جوارحي،
وبأعتابكَ تشبثتُ يا من لا يضيعُ عندكَ متشبثِ،
ورجوتكَ أن تُعزَ ذليلاً،
لم يكن بالعزِ يوماً عنكَ مترفعِ،
وإن حانَتْ آجِِلَتي وأخذتُ بناصيتي،
كُن بي كما ظني بكَ دوماً كريماً مرفقِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق