أقلام حرّة
بين وتر وشفاه
كتب: محمد الفؤاد
شاهدت ذات يوم ، وهي في باريس ، أغنية “تخونوه” ، التي غناها عبد الحليم حافظ ، فتعجب بلحن الأغنية أيما إعجاب ، ولقد بلغ من إعجابها بهذا اللحن ، أن قررت أن تتزوج صاحب اللحن ، ولقد كان صاحبه هو “بليغ حمدي” ، وكانت المرأة التي شاهدت الأغنية “وردة الجزائرية” .
ويتم اللقاء بينهما في مصر ، فيقع الموسيقي في حب المطربة ، وتقع هي في حبه ، ويتم الزواج بينهما .
وفي حفل الزواج غنى عبد الحليم حافظ ورفاقه سخرية بهذا الزواج ، الذي لن يدوم طويلا من وجهة نظرهم :
وابتدى ابتدى ابتدى المشوار وآه يا خوفي من آخر المشوار
لقد كانوا يعرفون أن بليغا لا يستقر قلبه على حب ، وأنه قد تفلت من زواج محقق ، فلم يرد أن يذهب إلى بيروت حيث الزواج .
ولقد كانت “وردة” تعلم هذا الأمر ، فحزنت ، لكنها وافقت على الزواج ، لأنه رجل يجيد لغة القلوب ، “فنان” .
ويغرق الرجل زوجته بباقات الورد ، طوال سبع سنوات ، في كل يوم يبعث إليها بباقة ورد ، وكانت هي تحتفظ ببطاقات الإهداء كلها .
كانت “وردة” قد أحبت كلمات أغنية “مش عويدك” ، وأحبت لحنها ، فتطلب المرأة من زوجها ، وهي على فراش المرض ، ألا يعطي الأغنية لأي مطرب آخر ، حتى تبل من مرضها ، فيمكنها أن تغنيها آنذاك ، ويعدها بليغ بذلك ، لكنه لايفي بوعده .
ويعطي بليغ الأغنية لميادة ، فتغنيها ، وتطلب المرأة الطلاق لذلك ، ولكل “الأغاليط” التي ارتكبها بليغ في حياته معها ، فمن ذلك أن بليغا كان “بوهيميا” ، “مجنونا” يسهر كل ليلة ، فتضيق “وردة” بهذا الأسلوب من الحياه ، وكذلك تركها في المستشفى وحيدة ، وكذلك أزمع على الزواج من “سميرة سعيد” .
ولقد طلقت “وردة” فعلا من “بليغ” ، وهي التي حملت منه وأجهضت خمس مرات.
وتزور “وردة” “بليغا” وهو مريض ، فوجدته على الفراش متهدما
– بليغ : أخاف يا “وردة” .
– وردة : من أي شئ تخاف ؟
– بليغ : أخاف أن أموت
ويموت “بليغ” ، فينقطع الوتر ، وتموت “وردة” ، فتطبق الشفاه ، ولكن صوتها لا يزال يسمعه ملايين البشر ، ولسوف يظل يسمع ، مادام على هذا الكوكب “عاشقان”..