أقلام حرّة

البلاستيك في الشرايين

 

في دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة نيو انجلاند الطبية أكتشف باحثون من إيطاليا وجود مواد بلاستيكية دقيقة متراكمة داخل اللويحات المترسبة في الشرايين في الأشخاص المصابون بتصلب الشرايين. ومعروف أن تصلب الشرايين يسبب أكثر من 50% من الوفيات التي تحدث في المجتمع الغربي، وهو حالة قلبية وعائية تحدث عندما يتم انسداد شرايين الجسم من الداخل بسبب تراكم الكوليسترول والدهون مسببة ضيقها أو البلاكات. كما أن الأشخاص الذين يعانون من تصلب الشرايين هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل عام ، مثل مرض الشريان التاجي، بالاضافة إلى تزايد خطر الإصابة بأمراض مثل السكر والكلي والسمنة.

التلوث بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة ليس بالأمر المستغرب لان البلاستيك منتشر في حياة الإنسان علي نطاق واسع سواء في الطعام والماء والهواء وتتسرب أو يتم امتصاصها من خلال الجلد ومن ثم فإن وجوده في لويحات تصلب الشرايين يعتبر مثير للدهشة لذا فإنه من دواعي القلق التأثير الضار المحتمل علي صحة القلب والأوعية الدموية. وأفاد العلماء بأن الأشخاص الذين لديهم جسيمات بلاستيكية دقيقة متراكمة في الشرايين كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الموت خلال سنتين او يزيد بنسبة تقارب خمس مرات من الذين لم يتواجد لديهم تلك المواد البلاستيكية الدقيقة، وأفاد العلماء أن حوالي 60% من المشاركين في الدراسة الذين خضعوا لعملية استئصال بطانة الشريان السباتي لديهم كميات قابلة للقياس من البولي ايثيلين في اللويحات التي تمت إزالتها من شرايينهم، وما يصل إلى 12% كان يحتوي ايضا على كلوريد البولي فينيل PVC في اللويحات الخاصة بهم.

طبقا للتزايد المستمر في التلوث بالمواد البلاستيكية في كوكب الارض وعليه فإن البشر والحيوانات يمكن أن يتعرضوا للمواد البلاستيكية الدقيقة والمواد النانوية في الأنسجة البشرية كما أوضحت دراسات أخرى تأثير المواد البلاستيكية الدقيقة علي ضعف المناعة والاختلال الهرموني في الجسم إضافة إلى تأثيرها السلبي على ميكروبيوم الأمعاء. لذا يجب أن يدرك الناس المخاطر الناجمة عن وجود البلاستيك في حياة الإنسان ومن ثم ضرورة استخدام كميات أقل من البلاستيك وتوجيه خيارات البشر اليومية نحو مواد بديلة أخري لتجنب تلك الأضرار إضافة إلي رفع وعي الناس وخاصة الحكومات عن كوكب خالي من البلاستيك لقلب سليم.

دكتور رضا محمد طه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق