أقلام حرّة
استعجال النتيجة من الكنترول

كتب/دكتور رضا محمد طه
بالتزامن مع بدء ظهور بشائر نتيجة الثانوية العامة والتبريكات والتهاني علي صفحات السوشيال ميديا والمزمع إعلانها اليوم وتمنياتنا لجميع الابناء بالتوفيق وتحقيق آمال أولياء الأمور. لكن الموروث الإجتماعي عندنا انه وحتي لو كانت النتيجة سوف تعلن خلال ساعات الا ان الكثير من أولياء الأمور يتعجلون في معرفة نتيجة ابناءهم من الكنترول بحيل شتي اما عن طريق اللجوء لبعض معارفهم في الوزارة او من لديهم السلطة في الحصول عليها. وربما يقعون في فخ فيمن يخدعهم ويعطيهم نتيجة وهمية او مجموع اكبر او اقل من الواقع فتكون الصدمة للأهل اذا ما فرحوا ورفعوا من سقف طموحهم وتوقعاتهم في ابناءهم ويترتب علي ذلك حزن وكرب في الاسرة قبل أوانه.
ليس خفيا ما يروم ويسعي اليه البعض اذا ما حصل علي شيء قبل موعده ولو بدقائق مقارنة بغيرهم الذين يصعب عليهم ذلك بما قد يراه المتعجلون انهم واصلين وهذا في حد ذاته شو اجتماعي وفرصة للمنظرة والتميز من وجهة نظرهم. واكبر الظن ان الوزارة تتحمل مسؤولية التبعات السلبية لهذه السلوكيات ويقلل من مصداقياتها فيما تعلنه من تصريحات حيث تترك الفرصة للبعض لتسريب النتيجة بما يجعل من استئصال المجاملات والمحسوبية والفهلوة من حياتنا عقبة كبيرة وحلم صعب المنال.
المصريين بطبيعتهم ومنذ ايام الفراعنة يطوقون لخلق مناسبة للاحتفال ويستعجل قلوبهم الفرحة وهذه تعكس ميلهم للتفاؤل والشخصية الانبساطية بأكثر منها سوداوية او تشاؤمية ومن ثم يكثرون من ايام الأعياد والفعاليات كي يحتفلوا ويفرحوا. لكن لفضيلة الصبر ميزة كبيرة فقد يؤخر الله معرفة أشياء علي الإنسان لحكمة هو اعلم بها كي يعلمها في وقتها، وقال تعالي في سورة الأنبياء “خلق الإنسان من عجل ساريكم اياتي فلا تستعجلون” وفي سورة الإسراء “وكان الإنسان عجولا ” صدق الله العظيم.