أقلام حرّة

استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير منظمات الأعمال

 

بقلم : المهندس.. يوسف الدالى

 

نعيش اليوم مرحلة انتقالية مهمة في حياتنا البشرية فنحن نعاصر ثورة صناعية جديدة غيرت وستغير بشكل أكبر الكيفية التي يتم فيها إنتاج المعلومات، ونشرها، واستهلاكها منذ أن بدأت المؤسسات والمنظمات في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الإدارة، تم التركيز على استكشاف هذه التقنية المبتكرة، واستغلالها لتعزيز عمليات القيادة وصنع القرارات الرحلة كانت مليئة بالتحديات والإنجازات، مما أدى إلى تغيير جذري في طريقة تفكير القادة، وتحديد اتجاهات المؤسسات المستقبلية في البداية، تم استغلال الذكاء الاصطناعي لتعزيز عمليات القيادة من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات وتقديم رؤى ذات قيمة. بدأت المؤسسات في استخدام تقنيات تعلم الآلة، والتعلم العميق، للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية وتحليل البيانات المعقَّدة. فقد ساعد في تبسيط عملية صنع القرارات من خلال تقديم معلومات دقيقة وفورية تساعد القادة على اتخاذ خطوات استراتيجية صحيحة. ومع تطور التكنولوجيا، تم توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة والتنظيم في العمليات الإدارية. فقد بدأت المؤسسات في استخدام الروبوتات الذكية والعمليات الآلية لتحسين تدفق العمل وتقليل الأخطاء البشرية.
في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين التواصل والتفاعل مع الآخرين من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي المبتكرة التي تعزِّز التواصل وتحسِّن تجربة الموظفين والعملاء. ومع ذلك، لم تكن الرحلة خالية من التحديات. فقد واجه الذكاء الاصطناعي تحديات أخلاقية وتقنية. ولكن مع مرور الوقت، تعلَّمت المؤسسات كيفية التعامل مع هذه التحديات، وتحقيق التوازن بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، والمحافظة على القيم الأخلاقية في عملياتها.
حيث قامت الشركات بتطوير سياسات وإطارات قانونية لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي. في الوقت الحاضر، يُستخدم الذكاء الاصطناعي في القيادة واتخاذ القرارات بشكل شامل في المؤسسات والمنظمات. يتم استخدامه في تحليل البيانات، وتحسين الكفاءة، وتوجيه الاستراتيجيات، وتعزيز التواصل، والعديد من المجالات الأخرى. يعد الذكاء الاصطناعي أداة قوية تُسهم في تعزيز القيادة الذكية، وتحقيق النجاح المستدام للمؤسسات والمنظمات في عصر التكنولوجيا الرقمية.
يُحدث الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي ثورة في طريقة عملنا وطريقة عمل صناعات بأكملها، ومع استمرار تطور هذه التقنية بالشكل الذي نشهده اليوم، من الواضح أن التأثير على القوى العاملة والمنظمات بشكل عام سيكون عميقًا
الذكاء الاصطناعي في منظمات الأعمال يشير إلى استخدام تقنيات الحوسبة والبرمجة المتقدمة لإنشاء أنظمة وبرامج قادرة على محاكاة الذكاء البشري. يهدف الذكاء الاصطناعي في هذا السياق إلى تعزيز أداء المنظمات وتحسين العمليات وتمكين اتخاذ القرارات الذكية. تعتمد التطبيقات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في منظمات الأعمال
بدأ انتشار الذكاء الاصطناعي بشكل متسارع نسبيًا مع زيادة قواعد البيانات ونموها وتطوير الطاقات التقنية والتكنولوجية للحاسب وتوسع استخدامه تدريجيًا في بعض المجالات وبالأخص العلمية منها والخدمات المتعلقة بالتكنولوجيا والاتصال وتحاول كبرى الشركات والمؤسسات إلى الاتجاه نحو الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته واعتماده كأهم التقنيات الحديثة التي يمكنها أن تحقق تحولاً كبيراً في العديد من المجالات والأعمال، ومتوقع مع هذا الاستخدام المتزايد المتماشي مع التطور المستمر لأنظمة الحاسب والتعلم الألى أن يصبح الذكاء الاصطناعي طفرة تكنولوجية أساسية لا غنى عنها لتحقيق أكبر استفادة ممكنة في قطاع الأعمال بمجالاته المختلفة.
ويزداد التأثير الواسع للذكاء الاصطناعي وضوحًا يومًا بعد آخر، ومن المتوقع أن يمس جميع جوانب الحياة، بدايةً من مكان العمل وحتى التعاملات اليوميّة. وفي حين ما تزال هناك مخاوف أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في الوظائف، إلا أن الصورة الأكبر تبشّر بتأثير أكثر إيجابية لتقنياته. وباعتباره محركًا قويًا للإنتاجية، من المتوقع أن يحفّز الذكاء الاصطناعي عملية تكوين الثروات ويفتح مجالات جديدة حافلة بالفرص الواعدة. فمن خلال تعزيز الأدوار والمهام ودعمها، يتيح للأفراد ميزة إنجاز المزيد في وقت أقل. وعليه، فإن تبنّي طاقاته التحويليّة يقتضي التزامًا جماعيًا بتطوير مهاراتنا ومواءمة قدراتنا، والاستعداد جيّدًا لتسخير إمكانيات الذكاء الاصطناعي بفاعلية والاستفادة منها وتحقيق أقصى أثر ممكن.

 

 

 

 

 

لعب الذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً فى تطوير الشركات بشكل كبير، وأصبح الاعتماد عليه من أهم الركائز التي تقوم بها الشركة وخاصة ان الاجهزة سهلت الكثير على الشركات والمؤسسات الكبري كيفيفة وضع نظام وخطة معينة تساعد فى تزويد انتاج الشركة من خلال توفير الكثير من الوقت والجهد بفضل الإمكانيات التي تملكها أجهزة الذكاء الاصطناعي و يساعد الذكاء الاصطناعي في تسهيل عملية التوظيف من خلال مطابقة قدرات المرشحين وإمكاناتهم مع المهارات المطلوبة للوظيفة.

كذلك تعتمد منصات إدارة المواهب عادةً على مستويات الذكاء الاصطناعي المعزَّزة والمستقلة لتخصيص تجربة المرشح وتوجيه الباحث عن العمل إلى الدور الذي يتناسب مع مهاراته وقدراته على أفضل وجه. وبالتالي يتم تقييم المرشحين بناءً على المهارات والقدرات فقط و يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في توجيه المتقدمين إلى الوظائف ذات القيمة الأكبر من خلال إنشاء سلسلة من إجراءات التوظيف الافتراضية. حيث يقوم أخصائيو التوظيف باستخدام تطبيقات الاجراءات الافتراضية لتحميل السيرة الذاتية التي يتلقونها من برامج التوظيف. ومن خلال منصة إدارة المواهب المدعومة بالذكاء الاصطناعي يتم تحليلها وتصنيفها لمطابقة المرشحين بالوظائف المتاحة بناءً على مهاراتهم وإمكاناتهم وان دمج الذكاء الاصطناعي في الأعمال ليس فقط عن التكنولوجيا ولكن أيضًا عن الثقافة. تلعب القيادة دورًا حاسمًا في خلق بيئة لا يتم فيها قبول الذكاء الاصطناعي فحسب، بل يتم أيضًا تبنيه كعامل رئيسي للابتكار والكفاءة. يشمل ذلك تثقيف القوى العاملة، وتعزيز الانفتاح على التغيير، وضمان تجهيز العاملين والفرق للعمل جنبًا إلى جنب مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.
مثال رئيسي على ذلك هو جوجل. معروفة بثقافتها المبتكرة، دمجت جوجل الذكاء الاصطناعي بسلاسة في مختلف الوظائف، من خوارزميات البحث إلى أنظمة تبريد مراكز البيانات. يعود هذا التكامل إلى حد كبير إلى رؤية القيادة والتزامها بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب ثقافة الشركة التي تشجع على التجربة وتبني التكنولوجيا. لا يسرع هذا البيئة فقط في مشاريع الذكاء الاصطناعي ولكنه يجذب أيضًا أفضل المواهب الذين يتوقون للعمل في طليعة تطوير الذكاء الاصطناعي.
لم يعد الابتكار والنمو السريع أمر مستحيل إطلاقًا! فقد تمكن الذكاء الاصطناعي من أخذ الشركات في رحلة على بساط الريح نحو تحفيز الابتكار وتشجيعه، والسرعة في تطوير المنتجات من خلال تبسيط العمليات وتسهيلها، ويجدر التنويه أنه يترك أثرًا في كل مرحلة وما يليها؛ فإن أتمتة المهام يوفر فرصة لرفع مستوى الكفاءة والجودة و يؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا فعالًا في تقوية نقاط الضعف في المنشآت بسرعة فائقة؛ إذ ذكرنا آنفًا أنه يحلل البيانات والمعلومات ويستخرج مواطن الضعف، بالتالي اتخاذ القرار في تعزيز موضع ما وتقويته ليكون أكثر كفاءة وجودة في الإنتاج، ما يعود بجزيل المنفعة على المؤسسة
ثم الانطلاق نحو الوصول السريع إلى الأسواق وطرح المنتجات بالتالي نجاح وبيع وربح أعظم وانطلاقًا من الدور العظيم الذي ساهم به الذكاء الاصطناعي؛ فقد توسع نطاق تطبيقه أيضًا على النطاقات الحكومية مثل الأمن القومي، الرعاية الصحية، في المحاكم وغيرها الكثير؛ حتى بلغ الشأن إلى قيام مدن متكاملة ترتكز بكامل وجودها على بنية تحتية ذكية تحت مسمى المدن الذكية

خرج الذكاء الاصطناعي من كونه خيال علمي تتحدث عنه الأفلام والبرامج الثقافية التي جلسنا أمام التلفاز لمشاهدتها عن كثب قبل سنوات، ولم تعد الأمر مستحيل إطلاقًا؛ بل المستحيل غيابها عن مجالات الحياة في الوقت الراهن، لذلك حتمًا نلاحظ الدور الذي أداه الذكاء الاصطناعي بجدارة في تطور أداء المؤسسات والشركات القائمة في مختلف المجتمعات.
ساهم الذكاء الاصطناعي في أتمتة المهام الموكولة إلى الموظفين وتحديدًا الروتينية، ما جعل الإنجاز أكثر سهولة وتوفيرًا للوقت، من الرائع أن توجهات الموظفين نحو الإنجاز الإبداعي والاهتمام به قد ارتفعت وتيرته بشكل ملحوظ؛ ما جعل الإنتاجية أفضل أكثر من أي وقتٍ مضى.
لم يقتصر دور أتمتة الأعمال على ما تقدم فحسب؛ بل أن الرضا الوظيفي أصبح شائعًا، وقد جاء ذلك بعد مضي عهد من الزمن يشعر به الموظف بالاضطهاد في الكثير من المؤسسات، ليس ذلك فحسب؛ بل رصد الارتفاع بالانتاج بكفاءة عالية، وقلة الأخطاء وغيرها الكثير من الجوانب الإيجابية التي عادت بالنفع على أداء المؤسسات ما جعلها تزدهر أكثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق