أقلام حرّة

إستراتيجية الأزهر الشريف تتوافق ورؤية مـصر 2030 

 

بقلم: حاتم زكريا

عشت فى الفترة الأخيرة فى تواصل جميل مع اثنين من كبار أساتذة الأزهر الشريف وعدد من مدرسي جامعة الأزهر النجباء ، وتعرفت من خلال هذا التواصل على بحر من المعلومات التي قد تغيب عن الكثيرين منا ، ومدي ما يقدمه الأزهر الشريف ثم جامعة الأزهر للاسلام وتوضيح هوية الأزهر الشريف الساعية للسلام والعلم الأكاديمي وتفنيد الفكر المنحرف والفكر المتطرف وأصحابه الذين يضرون بالإسلام والمسلمين أكبر الضرر ..

بداية تواصلت مع الأستاذ الدكتور عبد الدايم نصير مستشار شيخ الأزهر لشئون التعليم والعلاقات الثقافية .. فاجئني فضيلة الدكتور عبد الدايم بالحديث عن ” عودة الوعي ” وقال : إنه فى إطار سعي الأزهر الشريف لزيادة الوعي العلمي والثقافي لباحثيه ومنتسبيه ومطالعة جديد مناهج البحث فى الأكاديميات الدولية الناطقة بغير العربية طبقاً لإستراتيجية الأزهر الشريف وبما يتوافق ورؤية مصر 2030 والتي تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة ، فقد وجه فضيلة الإمام الأكبر بإنشاء ” وحدة البحث ومتابعة الدوريات الأكاديمية ” ، وذلك لإطلاع الباحثين المهتمين بكل ما يستجد فى مجال الدراسات الإجتماعية والإنسانية وعلوم الأديان بالأكاديميات العالمية المختلفة فى محاولة لبعث الدور الرائد للأزهر الشريف فى تجديد الفكر الإسلامي الحنيف بمنظوره الوسطي .. واسمحوا لنا أن نقدم إليكم نسخ من إصدارات الوحدة التي تتضمن التعريف بعدد من الدوريات الدولية المحكمة فى المجالات السابق ذكرها ، وهي تحتوي على عناوين الأبحاث المنشورة باللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية وترجمتها باللغة العربية ، وكذلك ترجمة ملخصات المقالات تيسيراً على الباحثين المهتمين بهذه المجالات بغرض المساهمة في دفع عجلة التنوير فى شتي بلاد العالم ، ولن يكون للأزهردور فى بناء الحضارة إلا بالإعتماد على سلوك نهج الحضارة ..

ويتواصل الدكتور عبد الدائم نصير : ورسالة الأزهر الشريف تبلورت عبر تاريخه المديد على أنه الهيئة العلمية الإسلامية الكبري التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية الى كل الشعوب ، وهي التي تعمل على إظهار حقيقة الإسلام ورقي الحضارة وكفالة الأمن والطمأنينة وراحة النفس لكل الناس فى الدنيا والاخرة .. وقد تصدت الأجيال المتعاقبة من علماء الأزهر للزود عن الإسلام والرد على الشبهات التي يثيرها أعداؤه كما تصدوا لتفنيد الفهم المنحرف والفكر المتطرف من الفرق الضالة ممن ينتسبون للإسلام والذين أضروا – وما زالوا يضرون بالإسلام والمسلمين ..

وواصل الدكتور عبد الدائم نصير : أنه بعد تولي فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب مشيخة الأزهر وإستكمالا لمشروعات مراكز اللغات الأجنبية التي بدأها أثناء رئاسته للجامعة ، والتي تستهدف تواصل الأزهريين مع المدارس الفكرية ومناهج البحث المختلفة لتمكينهم من تحقيق رسالة الأزهر العالمية ، وجه فضيلته بإنشاء وحدة تختص بمتابعة الدوريات العلمية والتي تنشر بحوثاً ومقالات فى مجال العلوم الإسلامية والعربية فضلاً عن الكتب المنشورة فى ذات المجال ..

ومن خلال إطلاعي لمناذج من إصدارات هذه الوحدة باللغتين الإنجليزية والفرنسية والتي أرسلها الى الدكتور عبد الدايم نصير شعرت بالفخر من صدور مثل هذا التعريف بالدوريات الأكاديمية باللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية فى مجال العلوم الإسلامية والأديان ..

وفى الجانب العلمي الأزهري الأخر تواصلنا مع الأستاذ الدكتور محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر .. قال الدكتور المحرصاوي : فى إطار سعي جامعة الأزهر لتوثيق أعمالها وربط ماضيها بحاضرها وتيسيراً على الباحثين والمهتمين فى التعرف على كليات الجامعة ومراكزها البحثية ومستشفياتها ومدنها الجامعية والوافدين إليها من كافة أنحاء العالم ، فقد أوكلنا الى الدكتور حسام شاكر بإعداد كتاب أطلقنا عليه ” المزهر ” في التعريف بجامعة الازهر ، وتم طبع الكتاب بمطابع جامعة الأزهر ، وخرج فى طباعة أنيقة فى 164 صفحة كوشيه وورق مصقول ، وكتبت أنا مقدمته ..

ودائماً ما أقول إن الإسلام هو رمز الوسطية والإعتدال والتسامح والحب والإخاء وقبول الأخر وفى جامعته تدرس العلوم العربية والشرعية والعلمية فكانت مقصداً لألاف الطلاب من شتي البقاع والبلدان يجلس فى قاعاتها العربي والرومي والحبشي والفارسي والأوروبي فتتجسد فيها عظمة الإنسانية فى الاجتماع تحت راية الإسلام واللغة العربية ..

ولا يفوتنا هنا أن نشير الى مجلة الملتقي التي أصدرتها جامعة الأزهر ويرأس تحريرها د . حسام شاكر وتنقل كافة أخبار الجامعة ومشيخة الأزهر ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق