أقلام حرّةالمميزة

وداعا محمد عمارة

 

وداعا أستاذنا أستاذ العقلاء المفكر العظيم
د.محمد عمارة…

أنتظر بيانا قويا من رئاسة الدولة ينعي وفاتك .. وجنازة رسمية تليق بمقامك وعطائك….

انتظر بيان الأزهر من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وانه سيصلي مع المسلمين صلاة الغائب بالجامع الأزهر…..وإعلان الحداد

انتظر من الأخ وزير الأوقاف ان يتعقل ولو ليوم واحد وان يأمر دعاته بالحديث عن علم وفضل د. عمارة في الدفاع عن الإسلام وثوابته ووسطيته

انتظر من الشعب المسلم في العالم وقبله علمائهم أن ينصفوا هذا المجاهد المقاتل المنافح عن الدين ..بعبع العلمانية والشيوعية والوجوديين …..

أما ذكرياتي معه في البيت والطريق واستوديو التلفزيون فلها تقديم آخر فقلبي الأن تتمزق نياطه والعين تبكي كما لو كان اليتم فاجأني صباح اليوم ….

ولم لا …ياسيدي

فلست مجرد رجل أو عالم تقليدى … لا
أنت ذلك الفارس الذى نذر نفسه لله ولمحراب العلم فلم يخرج منه
أنت ذلك الرجل الذى ملأه اليقين والتوكل والثقة بما عند الله
فقدمت إستقالتك من الجامعة لتتفرغ للكتابة …. فكنت أنت جامعة ومؤسسة كاملة
ولم لا يا سيدى وفى معرض الكتاب هذا العام صدر لك قرابة ثلاثين بحثا ونحن الشباب ما فعلنا عشر هذا
ولم لا يا سيدى وأنت الذى جمعت الأعمال الكاملة للأفغانى ومحمد عبده وغيرهم وكتبتها بقلمك وسطرتها فى عصر لم يكن الكمبيوتر انتشر بعد ونحن بين أيدينا الكمبيوتر والمكتبة الشاملة والانترنت ولكننا كالأشلاء ما فعلنا شيئا كبلتنا الدنيا وألهانا التكاثر وأعمت أعيننا الشهوات
فمن نحن بجوار حزائك يا سيدى
إسمح لى يا سيدى …نظرت ذات يوم فى يمناك فرأيت أثر القلم فيها كما تؤثر الفأس فى يد الفلاح …. من كثرت الكتابة يا سيدى
إن يمناك هذه خطت آلاف الصفحات يا سيدى
إن يمناك هذه تعدل آلاف الرقاب ولا يعرف قدرها الأ الله
صدقنى لا يعرفون قدرها
ولم لا وأنت ذلك الذى ينكر ذاته وجهده ويقول أنا دعوة الشيخ محمد الغزالى والشيخ الشعراوى
هل تسمح لى يا سيدى أن أذكر منقبة لك
أعلم يقينا أنك رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن الذى لا يرى رسول اله إذا لم تراه أنت
ومن الذى يذوره رسول الله فى الدنيا قبل الآخرة إذا لم يذورك أنت
أنت الذى أمسك بالراية ودخل ساحة المعركة … وأما نحن فأولئك الجبناء
هل تسمح لى يا سيدى أن أذكر منقبة أخرى
أنت ذلك الذى يقاتل ويلتفت فى كل إتجاه ليدافع عن دينه
أنت ذلك الذى يحترمه كل العلمانيين رغم إختلافهم معه … لإدراكهم أنه صاحب رسالة ومروءة
أنت ذلك الذى عرض عليه العمل فى عشرات الجامعات فى العالم بالمرتبات التى يريد فاختار ما عند الله وتفرغ للكتابة
أنت ذلك الأب الحانى الذى يقف على باب بيته ليستقبل ضيفه ثم يحمل له الماء والشاى ثم يقوم ليودعه الى الباب عند انصرافه بلا تكبر
أنت يا أستاذي ذلك الذى يضحك مع تلاميذه كأنهم أولاده ولا يبخل عليهم بكتاب ولا نصيحة ….

نم قريرا هانئا متنعما في الجنة …ذلك بماقدم عقلك وفكرك .. وأن الله ليس بظلام للعبيد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق