سياسة

لماذا احتشدت ضباع الغرب مع إسرائيل ضد المقاومة..؟  

بقلم/عزام ابوليلة

قراءة وتحليل..عزام أبو ليلة

 

عندما ترسل الولايات المتحدة الأمريكية حاملات الطائرات والجنود للمشاركة في الحرب على قطاع غزة ومحاصرته بحرا وعندما ترسل إنجلترا قطع أسطولها الملكي وكذلك إرسال إيطاليا وفرنسا وألمانيا العتاد والسلاح والإعلان الصريح عن الدعم العسكري الكامل لتل أبيب في هجومها البربري على شعب أعزل عقابا له على ما قامت به المقاومة دفاعا عن أرضها ومقدساتها.. فإنه من المؤكد أن هناك ما زلزل حسابات القوى الغربية واستدعى هذا الحشد العسكري الصليبي الصهيوني.. ويمكن قراءة ذلك في النقاط التالية:

١- ما نفذته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي خلق معادلة جديدة كان يخشاها الغرب فإذا كان ألف فرد من المقاومة بهذه الجاهزية والإمكانات والسرعة والمفاجئة في مباغتة إسرائيل إذن الخوف أن يصبح الألف مائة ألف مع إمكانات وتسليح أكبر وبنفس القوة ، فعندها يستيقظ الغرب على مشهد مماثل بشكل أعمق لكن يسيطر على كل إسرائيل على حين غرة في لحظة مشابهة.

2- نجاح المقاومة في الانتشار والسيطرة على مساحة 600 كيلو متر و22 مستوطنة و11 موقعا عسكريا بكل دباباتها ودروعها من المؤكد أن المقاومة تملكت خططا وخبرة عسكرية سمحت لها بإفشال كل إمكانات وتكنولوجيا الجيش الإسرائيلي فلو تطورت أكثر مع مرور الوقت هذا يعني سحق كل مقومات الغلبة والتفوق العسكري للجيش الإسرائيلي أمام صعود عملي مبهر للمقاومة.

3- نجاح المقاومة في تحقيق توازن الردع العسكري فالصورايخ مقابل الطائرات مع إطلاق 5000 آلاف صاروخ في بدايات هجوم المقاومة كغطاء جوي، مما حطم تماما نظرية التفوق الجوي الإسرائيلي وقوة الردع العسكري مما يعني فقدان تل أبيب أهم ما كأن يحقق لها الردع والأمن منذ نشأتها.

4- استشعار الغرب بالتهديد الوجودي للكيان الصهيوني كاملة فما حدث في 7 أكتوبر كان زلزالا ينذر بذلك فاحتشاد الغرب عن بكرة أبيه لمساندة إسرائيل محاولة لتثبيت أركان كيان اهتز بعنف في انتظار لحظة السقوط المدوية.

5- سقوط هيبة الجيش الإسرائيلي على يد المقاومة وعلى أعين العالم هو إفشال لكل مخططات الغرب من استثمار وجود هذا الكيان مزروعا في جسد الأمة العربية والإسلامية خدمة لمصالحهم، والآن ربما حانت الفرصة على يد المقاومة لخلعه من جذوره، فجاءت هبة الغرب المسعورة محاولة لتدارك أبعاد الكارثة.

6- يخشي الغرب من صحوة هذه الروح الجهادية المقاومة لدى فئة قليلة من العرب والمسلمين المغلوبين على أمرهم منذ 200 عام هو قمة التهديد للغرب المسيحي المستعمر، خشية تطورها واشتدادها خاصة في منطقة الشرق الأوسط قلب المصالح والهيمنة الغربية، ولهم في هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان درس عظيم، فكيف تسري هذه الروح والعقيدة الجهادية في أرجاء أمة ظنوا أنها ماتت من زمن بعيد، لهذا احتشدت ضباع الغرب الصليبي مع الصهاينة محاولة لإيقاف المد القادم والطوفان الهائج الذي سيعيد الحق لأهله حتما لا محال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق