أقلام حرّة

عالية إبراهيم تكتب: نعمة المعرفة وظلام الجهل

 

 

نأتي الى الدنيا كورقة بيضاء فارغه بدون خطوط ومستعدون لتلقي سطور حياتنا والكتابه بما يحمله القدر وحسب ما قدره الله سبحانه وتعالي لنا في الحياه ونحن في بُطُون امهاتنا فمعظمنا محاط بعطف امه وأبيه يدلانه علي الخير ويبعدوا عنه كل آذي يحيط به لمرحلة معينه في الحياه الي ان نكبر وننضج ونصير قادرين علي الوقوف في وجه الدنيا ومغرمين بالتنظير والتخطيط لحياتنا  بل ومخيرين بين الاعتراف بالنعم او إنكارها وبين النظر الي من قومنا وشدنا
وساعدنا للوقوف علي أرجلنا وبين مستقبل نجهل فيه ما نحن قادمون عليه
لكن من الأفضل ان نعمل كما قال الله سبحانه وتعالي ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله غفور رحيم ) وذلك حقيقه فمهما حاولنا رصد ما لحق بِنَا من نعم لا نستطيع فدائما ما تزيد هذه النعم علي الابتلاءات التي يختبرنا بها الله سبحانه وتعالي ليطهرنا ويسمع دعائنا من القلوب ونتضرع اليه
ومن هذه النعم نعمة العلم والمعرفه بعد الجهل والظلام كما قال الله سبحانه وتعالي ( والله أخرجكم من بُطُون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ) فعلينا ان نفكر بشكل جيد في أنفسنا وفِي قوتنا التي نحن عليها وممن نستدمها  من الله الذي خلق فيك الروح واتي بك الي الدنيا وانت بكامل النعم حتي ندرك اننا خرجنا من الظلمات الي النور
وبدايتها من بُطُون امهاتنا وهم الأساس في الحياه
وأولي النعم في الحياه
واكبر النعم
فانتبه  فقد كنت ضعيفا مغمض العينين لاحول ولا قوه لك
ضئيل الحجم عاجزا عن مساعدة نفسه وغير قادر علي تمييز الأشياء
وغير قادر علي معرفة شيء مما يحيط بك
وتمر مراحل الحياه ولايدرك ان هناك من أعانه الله علي حملك وحبك ومساعدتك وبنيانك بدون مقابل سوي الحب الذي وضعه الله في قلوبنا وتقديرينا لنعمة الأبناء والتضحيه من اجلهم مدي الحياه فقط لمعرفتنا انها اكبر نعمه من الله علي البشريه
وحتي وان أصبحت نقمه وابتلاء فهي ذكري للإنسان في الحياه بالخير او الشر  ومع مرور الايام تجده يكتسب المعرفه مستخدما ما انعم الله به عليه من السمع والبصر والعقل والإحساس والكلام وتجده يقف أمامك يجادلك ويحاكيك
ويناقشك بكل ما يملك من قوه وشباب وعلم ليتفوق عليك ويقنعك بلا حياء بان المستقبل له دون النظر إليك لأنك ماضي وليس لك دور في حياته
مع العلم اننا نحن أيضا نطحنا عنان السماء بشبابنا وعلمنا ومعرفتنا ولكن كنّا نضع اهلنا نبراسا لنا نحتذي به ونقدر كل شيء ولو بسيط قدموه لنا ونعمل علي إرضائهم لأنهم هم من صنعونا وجعلونا في موقف ألقوه وهم الأساس في كل مراحلنا ولا يمكن ان تكون المعرفه سبب جهلنا بهم طوال الحياه لأننا تربينا علي المعرفه الدينية والقيم والاخلاق والموده والرحمه
لكن ابنائنا تربوا علي الأخذ بدون عطاء بسبب التكنولوجيا الحديثه التي زرعت بداخلهم إلانا في شكل المعرفه والمحاكاه من طرف واحد
فعلينا ان ننتبه ونعرف ابنائنا ان نعم الله كثيره ومقدره ولا تحصي ولا تعد ولكن نعمة المعرفه هي أفضل النعم وأجلها ولكن ليس المقصود بها معرفة جمع المعلومات كما يتخيل لنا
ولكن المقصود بها التفكير بما نملكه من هذه المعلومات وتحليلها وتكوين وعي من خلالها واكتساب خبرة الأهل وهم الماضي للتحرك للأمام في حياتنا والانتقال من الضعف للقوه فلولا الضعف والابتلاء ما اكتسبنا الخبره والقوه
ولولا المعرفه والعلم ما اكتشفنا الجهل والظلام
حفظ الله مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق