أقلام حرّة
التسامح ثقافة وأسلوب حياة

بقلم / يارا زرزور
إن إيجابية تعاملنا مع أفكار الآخرين ، والتركيز على القواسم المشتركة معهم، بدلا من التركيز على الاختلاف، هو من أهم وسائل علاج التعصب للوصول لأسمى درجات التسامح، فصاحب الفكر الواعي هو الذي يحترم الفكرة حتى وإن لم يؤمن بها، ولم يبالغ فولتير في مقولته “كن شديد التسامح مع من خالفك الرأي، فإن لم يكن رأيه كل الصواب، فلا تكن أنت كل الخطأ بتشبثك برأيك”.
فالتعاطف مع الآخرين وقبول اختلافهم وتنوعهم، والانفتاح على ثقافات الآخرين المتنوعة، يجعلنا أكثر وعيا وتسامحا، وكذلك تعزيز احترام الذات، فكلما شعرنا بالأمان والثقة بأنفسنا، كلما أصبحنا أكثر انفتاحا وتسامحا.
وتأكيدا على أهمية قيم التسامح ونبذ كل مظاهر العنف والتطرف والتعصب، لبناء مجتمعات مستقرة قوية وآمنة، تتجلى بها جهود ومساعي التنمية والتطوير، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1996 إلى الاحتفال باليوم الدولي للتسامح في 16 نوفمبر من كل عام، وفي هذا اليوم تقيم الأمم المتحدة عددا من الفعاليات والأنشطة التي تؤكد على مبادئ التعايش والسلام وتدعم التفاهم بين الثقافات والشعوب.
فالسلام العالمي هو غاية جميع العلاقات الإنسانية، والتسامح مع الآخرين هو الوسيلة الفعالة للوصول لتلك الغاية، فلنسعى جميعا لنشر قيم التسامح لتحقيق التماسك الاجتماعي والتنمية المنشودة.