فن وفنانين
“التراث غير المادي ومشترك الثقافة في العالم الإسلامي” بالمجلس الأعلى للثقافة

كتبت: نورا أنور
ندوة.. المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بعنوان “التراث غير المادي ومشترك الثقافة في العالم الإسلامي” بالمجلس الأعلى للثقافة
تحت رعاية وزيرة الثقافة الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وإشراف رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي المخرج الكبير خالد جلال.
شارك المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة الفنان القدير ياسر صادق، بفعاليات “القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي ٢٠٢٢م”، وذلك من خلال إقامة ندوة “التراث غير المادي ومشترك الثقافة في العالم الإسلامي” مساء أمس الخميس ١٦ يونيو ٢٠٢٢م، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة.
أدارت الندوة أ.د. نهلة إمام- أستاذ العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية بالمعهد العالي للفنون الشعبية، والتي بدأت حديثها بالتوجه بالشكر للفنان القدير ياسر صادق- رئيس الإدارة المركزية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية لدعوته لهذه الندوة وذلك لاهتمامه بالتراث غير المادى والفنون الشعبية.
هذا وقد أثارت قضية التراث الثقافي غير المادي ومشترك الثقافة في العالم الإسلامي والتي اعتبرتها اشكالية فالذي يميز الإنسان أنه كائن ثقافي يعيش في جميع البيئات بالثقافة، فالرابط الثقافي هو الذي يربط بين الدول واستطاع الإنسان أن يصيغ لغة مشتركة في العالم متعدد اللغات.
وتوجه أ.د. محمد شبانة- أستاذ الموسيقى الشعبية، بالشكر للفنان القدير ياسر صادق- على إقامة هذه الندوة، وقد اعتبر موضوع اختيار القاهرة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي موضوع هام يفتح قضايا كثيرة منها ارتباط الفنون بقوة الدولة وازدهارها مثل الدولة العباسية والأموية حيث ازدهرت الفنون من موسيقى وشعر، بينما مع بزوغ الدولة العثمانية حدث انقطاع في عالم الإبداع فكانت دولة استعمار توسع من رقعتها الجغرافية فقط، وحدثت نهضة فنية أخرى بعد إنتهاء الدولة العثمانية.
وفيما يتعلق بموقف الإسلام من الغناء والموسيقى فهناك أراء ومراجع كثيرة في هذا الشأن ولكن لايوجد تحريم مطلق للموسيقى، ولا يستطيع أحد أن ينكر أهمية الموسيقى.
وفيما يتعلق بالآلات الموسيقية فمصر من أكثر دول العالم التي لديها تنوع في الآلات الموسيقية وليست القضية في أصول هذه الآلات ولكن في المادة الموسيقية التي تعزف على هذه الآلات، واختتم حديثه بأن الثقافة الشعبية هي حائط الصد المنيع الذي يحافظ على هوية موسيقى الشعوب، فالفنون عامة والموسيقى خاصة هي الحافظة للثقافة وتساعد على التعرف على ثقافات أخرى.
وتحدث الكاتب الصحفي الفنان محمد بغدادي- عن أهمية الخط العربي كعنصر هام من عناصر الثقافة الإسلامية فإذا كانت اللغة هي وعاء سمعي للمعرفة، فالخط هو وعاء بصري للمعرفة، كما أن الأبجدية العربية هي الأبجدية الوحيدة التي تحولت حروفها لشكل جمالي لأنها لديها القدرة على المد والإستدارة والبسط والاستطالة فتحولت لشكل فني جميل، وعندما ظهر الإسلام وانتقل إلى الحضارات الأخرى بدأ الخط العربي في التفاعل مع هذه الحضارات. وعندما أراد الفنان المسلم أن يزين مسجده لم يجد سوى الخط العربي لتزيين المساجد، وأضافت الحضارة المصرية للخط العربي بعض لمساتها وابتكرت خطوط جديدة.
وقد افتتحت أول مدرسة للخط العربي في عام ١٩١٤ في اسطنبول ولكن في عام ١٩٢٣ تم إلغاء الحرف العربي من اللغة التركية وتم استبداله باللاتيني وتم إغلاق المدرسة الوحيدة في الخط العربي. وفي عام ١٩٢٢ أمر الملك فؤاد الأول بإنشاء أول مدرسة للخط العربي، وقد احتفلت وزارة الثقافة منذ أيام بمئوية هذه المدرسة في إطار الاحتفال بإختيار القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي، وأضاف بأن كسوة الكعبة تعتبر من أبرز الأشياء التي تتزين بالخط العربي. ولأول مرة تنشأ وزارة الثقافة مدرسة في بيت السحيمي لتعليم فن الخط العربي مجاناً وتمنح شهادة.
هذا وقد أكد أ.د. خالد أبو الليل- أستاذ الأدب الشعبي، أن مصطلح الثقافة الشعبية المصرية ثقافة متسامحة جدا تجمع بين جميع الأديان، فالقاهرة عاصمة للمعاني الإنسانية جميعها. وقد طرح بعض التساؤلات منها:
هل يوجد تراث ثقافي شعبي (إسلامي) مشترك، هل يوجد خصائص إسلامية مشتركة تجمع دول العالم، هل يستحق هذا التراث الثقافي الشعبي أن يكون له أرشيف.
وقد اعتبر أن التراث الشعبي هو مجموعة من الحلقات المتداخلة فكل منطقة ثقافية لها خصوصيتها ولها عناصرها التي تتداخل فيها مع غيرها، وختم حديثه بأن الدين هو حماية سماوية لأي إنسان.