المميزةصحتك تهمنا

إلتهاب المسالك البولية المزمن والكشف عن البكتريا المختبئة في المثانة

 

 

 

تقديم/دكتور رضا محمد طه

 

 

عدوي المسالك البولية UTI تعد من المشكلات المتنامية حيث يوجد حوالي 400 مليون حالة علي مستوي العالم سنويا وينجم عنها أكثر من مئتان وخمسون ألف حالة وفاة مرتبطة بالميكروبات التي لا بنفع في علاجها مضادات حيوية AMR . وبالرغم من ان عدوي المسالك البولية يشيع عنها أنها عدوي بكتيرية بسيطة الا انه ولأسباب غير مفهومة فإن 25-30% من عدوي المسالك البولية تتكرر خلال 6 أشهر علي الرغم من العلاج بالمضادات الحيوية .

 

معروف ان إلتهاب المسالك البولية حالة تؤثر في المقام الأول علي النساء وقد يكون ذلك هو سبب انها لم يتم دراستها تاريخيا ونقص تمويلها مع عدم تقديم علاجات جيدة او تتطور بإستمرار مع تطور شدة العدوي. ويعتمد التشخيص في المقام الأول علي عمل مزرعة لعينة في منتصف مجري البول اي إختبار مقياس العمق، وهي تقنية موجودة منذ اوائل القرن العشرين والتي لا يمكنها ان تكتشف العديد من حالات العدوي.

 

دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة ساينس ادفانسيز Science Advances وتعد اول بحث يستخدم نموذجا متطورا للانسجة البشرية للكشف عن التفاعل بين العائل المضيف ومسببات الأمراض عبارة عن 6 أنواع من الميكروبات شائعة وتسبب إلتهاب المسالك البولية بما يخدم عملية التشخيص الدقيق وعليه يتم وصف العلاج المناسب حيث ان العلاجات الفعالة لعدوي المسالك البولية المزمنة والمستمرة تتطلب القدرة علي اختراق الانسجةالبشرية من اجل الوصول للبكتريا المختبئة في جدار المثانة.

 

في هذه الدراسة طور باحثون من كلية لندن نماذج خلايا ثلاثية الأبعاد قادرة على محاكاة البيئة البيولوجية ووظيفة انسجة المثانة البشرية بهدف مراقبة ما يحدث من تفاعلات في جسم الإنسان مع البكتريا المسببة للمرض وعددهم 6 أنواع تتواجد بشكل شائع في المثانة البشرية ومنها بكتريا القولون والمكورات المعوية والكلبسيلا الرئوية وغيرها والتي منها الجيدة المفيدة والاخري السيئة الضارة والتي تعيش مختبئة طويلا داخل جدار المثانة وتظل حية رغم بيئة المثانة القاسية ومن ثم يصعب اكتشافها في عينات البول وبالذات الضارة منها ولا يسهل علاجها بالمضادات الحيوية عن طريق الفم.

 

ووجدت الدراسة أيضا ان الخلايا البشرية التي قاموا بتطويرها نجحت في التمييز بين البكتريا الجيدة الصديقة والاخري الضارة بغض النظر عما إذا كانت بإمكانها غزو جدار المثانة أم لا واضافوا ان جميع البكتريا الضارة التي تم اختبارها حفزت علي انتاج جزيئات مناعية تسمي السيتوكينات وادت الي تساقط الطبقة العليا من جدار المثانة في حين ان البكتريا الصديقة يمكن أن تسكن جدار المثانة دون أن تحفز علي اي استجابة مناعية ومن ثم فإن الجسم يستطيع بكفاءة التمييز بين البكتريا المفيدة والاخري الضارة، ولذلك وبناءا على نتائج تلك الدراسة يمكن لتشخيصات الجيل التالي لعدوي المسالك البولية ان تركز علي تحديد البكتريا الممرضة بناءا على الكيفية التي يستجيب بها الجسم. وطبقا للنتائج حاليا تعمل شركة أوتو كاب AutoCap التابعة ل يو سي إل UCL علي تطوير طرق لتوصيل الأدوية داخل الخلايا لاستهداف وقتل البكتريا المختبئة في جدار المثانة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق