أقلام حرّةالمميزة
في اجازة الصيف يسلكون بغير تربية او اخلاق

تقديم/دكتور رضا محمد طه
اهمل الكثير من أولياء الامور في تربية ابناءهم علي فيما هو متعارف عليه من اخلاقيات وقيم وسلوكيات ومما زاد الطين بله غياب دور المؤسسات التعليمية كذلك في التربية قبل التعليم ففي اجازة الصيف تري الاولاد أطفال اومراهقين يملئون الشوارع فوضي وضجيج وعبث والمحظوظين منهم تجدهم يشتركون في نوادي او مراكز الشباب، في اوقات التدريبات يرتدون زيا رياضيا سواء خاص بالتدريب علي لعبة كرة القدم او الكاراتيه وغيرها مما تتطلب التمرينات الرياضية لكن مما يؤسف له ان هؤلاء الأطفال فوق الخمس سنوات او المراهقين يتعاملون مع غيرهم وكذلك سلوكياتهم بعدما ينتهون من التدريبات تعطي دلالة أكيدة علي ان مدربيهم يهتمون فقط بالحركات والتمرينات ولا شأن لهم بالأخلاق او الروح الرياضية ما يهمهم اكثر هو المقابل المادي اكثر من اي شيء آخر، اي ان الرياضة والنوادي لم تغير من اخلاق هؤلاء الأطفال والمراهقين والذين افتقدوا الدور الاسري والمدرسي في التربية لاسباب يطول شرحها.
اغلب أولياء الأمور يهتمون فقط بالشكل علي حساب الجوهر اي يوفرون لابناءهم اللبس الرياضي ويشتركون لهم في النوادي ويدفعون لتدريبهم حتي ولو علي حساب نفقاتهم ومستوي معيشتهم لكنهم في الوقت نفسه لا يابهون بتربية وتعليم ابناءهم الاخلاق والسلوكيات والقيم المتعارف عليها لذا يغلب علي سلوكياتهم اللامبالاة والفوضوية او العشوائية بل العدوانية والتي تصل لعدم احترامهم للغير او إيذاءهم للآخرين دونما داعي وقد يعلم أولياء أمورهم بقلة ادب ابناءهم ولا يبالون بردعهم او حتي الاعتذار للذين اوذوا بل يفرح بعض السفهاء من الآباء بذريعة رجولة ابناءهم. مناسبة هذا الموضوع ما حكاه لي صديق انه وهو جالس في امان الله في بيته الكائن في شارع به نادي رياضي فوجيء بطوبة من الشارع كسرت زجاج سيارته وعندما خرج يستطلع الأمر وجد مجموعة من الأطفال ترتدي الزي الرياضي ويبدو عليهم انهم انتهوا من التدريب وعندما راوه سارعوا بالهرب بعدما قذفوا الحجارة وكسروا زجاج السيارة.
أما أولياء الأمور الأغنياء فناهيك عما يوفرونه لابناءهم اطفالا ومراهقين من مزايا في كل شيء خاص بالمعيشة والرفاهية في افخم النوادي وافخم الاستراحات الساحلية وهذا من حقهم دون حسد او حقد لكن مما يؤسف له إن البعض منهم يعلمون أبناءهم سواء بشكل مباشر او ضمنا علي انهم يتصرفون او يسلكون مع غيرهم كما يشاؤون كما لو ان البلد بلدهم او ضمن املاكهم الخاصة لذا تجدهم يكسرون الاشارات اويتطاولون علي من يؤدون واجبهم نحو محاسبة من يخطيء ومن ثم فان اغلب هؤلاء لا يخصعون لسلطة القوانين اما عن مغامراتهم في الساحل فحدث ولا حرج لذا ما اكثر ما يترتب علي تلك السلوكيات الفوق قانونية الكثير من إهدار للحقوق سواء ما يخص عامة الناس او الحق العام والاكثر مأساة ما يحدث جراء ذلك من فقدان للارواح بسبب التهور الغير مسؤل.