المميزةالنص الحلو

النرجسي لص مشاعر

 

 

بقلم /مريم أحمد علي

 

تعريفُ النرجسيةِ:

هي من الاضطراباتِ النفسيةِ، نوعٌ من عدمِ الاتزانِ الذي يجعلُ صاحبَ تلك الصفةِ يبذلُ جهدًا في أن يكون بالمقدمةِ دائمًا، وتفضيلِ ذاتهِ على الآخرينَ،

دونَ وعيٍ أنّ كلًا مِنا لا بُد وأن يتسِم بجانبٍ إنساني يحفزُه على العطاءِ وحبِّ الآخرينَ..

ولربّما كانت صفةً محمودةً؛ لو كانَ يسعى بجهدِه وفِكرِه لنيلِ مكانةً عظيمةً في مجتمعِه؛ لكن إن كان الهدفُ اللِّحاقَ بالمُقدمةِ دونَ سعيٍ او إجتِهادٍ؛ فتلكَ هي النرجسيةُ التي تودي بصاحِبها لعواقبٍ وخيمةٍ،

فيمُر عمرُه، فيرى سعيَّه دونَ ثمرةٍ ترضيه، فيصبح رفيقَ الوحدةِ والفشلِ..

 

“النرجسية”

تعود تسميةُ النرجسيةِ بهذا الإسمِ استِناداً للأسطورةِ اليونانيةِ “نرسيسوس” أو “نرجس”، Narcissus والذي وقعَ في حبِّ انعِكاس صورتِه، وتمّ اعتبارُه نوعًا من أنواعِ اضِطراباتِ الشخصيةِ، وأطلقَ عليه: “اضطِراب الشَخصيةِ النرجسيةِ”..

 

ومن أبرزِ صِفاتِ الشخصِ النَرجِسي؛

العنف، فإن كان هناكَ نصحٌ مقدّمٌ له، فهو لا يتقبلَ النقدَ أبدًا، لأنه يرى ذاتَه على صوابٍ دائمٍ مهما عظُمَت أخطاؤه،

بل ويجعلُ مَن حولَه سببًا في فشلِه، أو عدمَ حصولُه على ما كانَ يودُ، مِما يجعلُ مَن حولَه في حالةِ شعورٍ بالذنبِ تجاهَه، فيكثفونَ عطاءهُم دونَ تقديرٍ منّه لذلك، بل ويشعِرهم على الدوامِ أنّ هذا أحدَ حقوقَه عليهِم..

 

أيضًا هو لصُّ مشاعِرٍ؛

يستغِلَ مُحبيه أو المُقربينَ مِنه ليُرضي نفسَه المتغطرِسةَ من خلالِهم..

 

أسبابُ النرجسيةِ:

دائمًا تبقى التربيةُ هي العاملُ الأساسي، والبناءُ القويمُ للإنسانِ، فالبيئة والأسرَة هُما مَن يشكِلانِ المجتمعَ..

والطِفلُ إن كانَ لديه أسرَةّ تتَبِع مَنهجًا تربويًا صحيحًا سيصبحُ ذو عقلٍ رشيدٍ، محبٌّ لغيرِ،ه مِعطاءٌ، ذو بنيةٍ عقليةٍ صحيحةٍ،

أمّا إن كانت التربيةُ بها الكثيرُ مِن الأخطاءِ؛ كالتدليلِ الزائدِ، أو الإهمالِ المُستديمِ، أو المدحِ المُبالَغ فيه؛

فنِتاجُه شخصيةٌ نرجسيةٌ؛ تضُر ذاتَها والمجتمعَ من حولِها، فضلًا عن الكثيرِ من الإعياء العقلي والنفسي..

لذا وجبَ النُصح بأن نحسُنَ تربية ابنائنا، نبتَتنا، ليصلِحَ الله حالَ أمّتِنا..

قالَ الله تعالى:

-[ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ]-

وقالَ “معروف الرصافي” في قصيدتِه الرائعة:

– هي الأخلاقُ؛ تنبُتُ كالنَباتِ”

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق