صحتك تهمنا
الزهايمر مرتبط بالتلوث ونمط الحياة الحديثة
تقديم/دكتور رضا محمد طه
دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة الزهايمر وأجراها باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا كشفت نتائجها ان الزيادة في معدلات الإصابة بالخرف اي فقدان الذاكرة الشديد كان نادرا للغاية قبل عصر الصناعة والراحة وزيادة التلوث، كما اوضحت البيانات وتحليل النصوص الطبية اليونانية والرومانية التي تم فحصها وأوضحت ان مرض الزهايمر والخرف المصاحب له هي أمراض البيئات وانماط الحياة الحديثة واعتماد البشر علي الآلة وكذا تلوث الهواء بعد ان انتشار استخدامالوقود الاحفوري.
أوضح الباحثون ان اليونانيون القدماء والرومان كانت لديهم حالات نادرة جدا جدا من الخرف المتقدم ما يعرف بالزهايمر والضعف الادراكي، وادرك اليونانيون القدماء ان الشيخوخة تؤدي عادة الي مشاكل في الذاكرة يمكن تمييزها علي انها ضعف ادراكي معتدل MCI ولكن لا شيء يقترب من فقدان الذاكرة والكلام والتفكير كما هو معروف حاليا بسبب الزهايمر وأنواع أخري من الخرف. وتلك الدلالات تم الكشف عنها من خلال نصوص طبية كتبها أبقراط حيث يسرد النص أمراض كبار السن مثل الصمم والدوار واضطرابات الجهاز الهضمي لكنه لم يذكر فقدان الذاكرة.
جالينوس وبعد عدة قرون من الحقبة اليونانية لاحظ أنه في سن الثمانين يبدأ بعض كبار السن مواجهة صعوبة في تعلم اشياء جديدة وكشفت كتابات بليني الأكبر أنه لاحظ ان السيناتور والخطيب الشهير فاليروس كورفينوس قد نسي إسمه واضاف شيشرون بحكمة أن “سخافة الشيخوخة هي من سمات كبار السن غير المسؤولين ولكن ليس كل كبار السن ” مما يعطي دلالة علي ان حياة السكون والغير متفاعلة مع المجتمع تعزز أمراض الشيخوخة.
اضاف الباحثون انه ومع الزيارة السكانية وكثافة المدن الرومانية زاد معها التلوث وتزامن ذلك مع زيادة في حالات التدهور المعرفي بدليل ان الارستقراطيين وقتها استخدموا اواني الطبخ وانابيب المياه المصنوعة من الرصاص واضافوا خلات الرصاص الي نبيذهم لتحليته وادي ذلك الي تسميمهم بالسم العصبي للدرجة التي ألقي بعض العلماء اللوم علي التسمم بالرصاص في سقوط الإمبراطورية الرومانية. وقارن الباحثون انخفاض معدلات الإصابة بالخرف المنخفضة للغاية بين سكان منطقة الأمازون البوليفية من قبيلة تسيماني التي هي اقل من 1% كالتي كانت عند الاغريق والرومان بينما تخطت النسبة 11% في الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما او اكثر في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك فقا لما نشرته جمعية الزهايمر.
