ثقافة وقراءة

لبنى عادل تكتب..هل سأكون بخير

 

ماذا لو أن هذا السكون في الفضاء يسكن قلوبنا؟!
في سكون الليل الذي لا يقطعه سوى عواء الكلاب الضالة المتشرده في الشوارع، و دوي مروحتي وهي بالكاد تعمل محاولة دون جدوى مصارعة حرارة الجو،
تجفف ببعض النسيم زفات العرق المتقاطره على أنحاء جسدي، اتمدد صافنه الزهن، اثبت نظري بكامل انتباهي بذلك السقف المرتفع، خالية تماما من أي مخدر، أطلق العنان لأفكار راسي لتخرج وترتسم أمامي على جوانبه،
بهدوؤ حذر انهض لأبحث وسط اشيائي المتناثرة عن سجائري وحين وجدتها صرت ابحث حولي عن القداحه قد كانت أمامي! وما إن وجدتها حتى اختفت سجائري من جديد، فجأة أصبح المشهد عبثي مضاد للهدوؤ الذي كنت عليه، ها قد انتهى الأمر واشعلتها.،
التقت جوالي الذي كان ملقى على جانبي ذلك الشيئ العقيم اتصفح فيه من جديد ربما وجدت شيئا مثمرا هذه الليله يجعلها مميزة عن مثيلاتها، ربما أجد شيئا بهذا الشئ الاخرق الذي امتلكناه لياخذنا من عوالمنا الحقيقية ويخضعنا اذلاء لعوالم افتراضية تأكل أوقاتنا وتزبل أعيننا، كم اكرهك أيها الهاتف واتقيئ عفونه منك ولكني لا حيله لدى الا ان اعطيك فرصة أخرى، لعلك تمدني بأي شئ يخمد غليان رأسي ويلهيني عن إنقباض قلبي الذي أصبح يسكن روحي ويشعرني أن يدا اثمه تلاحقني دوما وتمسك بعنقي لتقتلني،
ها أنا ذا اقلب في صفحتك الشخصية كعادتي وكأنه أصبح فرضي المنزلي اليومي، ابحث فيها على أجدك اتقلب في ثكنات كلماتك واهمه اني بذلك اشاركك في لحظاتك وأوقاتك اتحسس بها اني معك واني قريبة منك، ومن بحثي عنك فيها لاعرفك لبحثي في صفحات أخرى لأعرف نفسي، من خلال هذه الأعين التي تلاحقني، والتي لم أكن يوما أكترث لها ولا اعرف تحديدا لماذا أصبحت مهتمه الان بدرايه الأحداث من حولي؛
غالب الظن انه الفراغ والوحدة والشك أنهم رفقائي الجدد، والذين جعلوني امرأه اعتيادية معطله تلهو، تلهو برأسها الأفكار والكلمات كورقة شجر في مهب الريح، بعدما كنت انا جزر الشجرة وكان كل شئ يلهو حولي كالصبيه في النزهات والاحبه تحت ظل اغصاني،
تشتعل السيجارة تلو الأخرى وانا لا اجني ثمارا لهذا البحث، إلى أن وجدت رساله من حساب لا أعرفه تحمل صورتي ملصق عليها علامة جمجمة ورسالة تحذيرية
فحواها أن البركان أوشك على الاشتعال من تحتك فاحذري، لم أفهم ما المقصود بالبركان، وما الذي يجب أن احذر بشأنه، ولا من أين أتى صاحب الحساب بهذه الصورة التي احتفظ بها بجهازي ولم أقم بنشرها قبلا،
لكن حسناً، قاومت القلق ببرود وعاودت ترك هاتفي جانبا، فقد فشل معي هذه الليله أيضا كما توقعت،
وتابعت ملاحقة أفكاري على زوايا هذا السقف المقيت،
وسط هذه الفوضى من حولي واشيائي المتناثرة تذكرت ذلك الفنجان المقلوب منذ الصباح، كنت أتمنى لو كنت خبيرة بمثل هذه الأشياء لاتمكن من قراءة ما فيه،
أشعر أن شيئا مريبا يدور حولي، لا أشعر بالأمان حيال كل الأحداث التي تمر بي حاليا،
اعرف انها مسألة وقت لا اكتر وسأفهم كل شئ منسقاً،
تعلمت دوما أن أصدق احساسي وأصدق قوة الوقت،.
لكن لم على دوما أن اصبر لم يعد لدي طاقه لهذا الصبر الغير محتمل مع متابعتي لعداد الوقت الذي ابغضه وابغض صبري مثلما أبغض هاتفي لم على دوما أن اتابعهم في صمت وهم يسرقون ايامي أمامي،
تتردد في ذهني كلمات قيس أمر على الديار ديار ليلي أقبل ذا الجدار وذا الجدار ابتسمت هنية لهذه الكلمات الصادقة،العاشقة لأنها تذكرني بك،.
وفي معاودة شرودي اراجع كلمات ابي حين حاولت اختي أن تخيفني مازحه وبكلمات عفوية رد مستهزئاً من قولها قائلا (إن اختك منذ نعومه اظفارها عنيده قويه لا تخشى شيئاً مطلقا) كانت كلمات عابره بالنسبه إليه اعتاد قولها عن فتاته التي يعرفها في جميع المحافل،
لكنها لم تمر على ذهني عادية هذه المره، للحظة وددت أن اجاوبه أن ابنتك تغيرت كثيرا أصبحت تخاف وتختبئ وراء هذا الصمود من أشياء عدة تخشاها لا يتوقع احد يعرفني انها يمكن أن تخيفني، قد لا أخاف من أسد أمامي لكني أصبحت اخاف أفكاري اخاف ان اتصرف واتكلم بعفوية كما كنت، اخاف هذه العلامات والإشارات التي تلاحقني وارتعب حقا من هذه الأحلام ومن جدران بيتي التي أصبحت تخيفني أكثر من أنياب ذئب لامعة في الظلام تتهيأ لتنهشني، واحساسي اني لا أملك حرية الخروج من بينها تخيفني أكثر من غرس أنياب هذا الذئب بين ضلوعي،
حقا لقد أخفقت في البحث عن هذه السعادة هذا الكيان إلى يكمن في الراحة والاطمئنان لها أدركت بهذا الإخفاق اني آخر هم هذا العالم وان من هم مفترض أن يهتموا لأمري لم يكترثوا لهذه الايام التي تنقضي من حولي يوما يتلوا الآخر لانطفأ شيئاَ فشيئاً حتى أمام صافرات استغاثاتي،.
أصبحت الدوائر تدور على علِاتِها وليس هناك مخرج،.
إلى أين تمضي بي الحياة هل سيمكنني إكتشاف الراحه خارج هذا الجسد الذي يعيقني؟،
هل سسيتثني لي يوما التصالح مع ذاتي؟.،
ليس هناك خيار ثالث إما أن أكون بخير أو لا أكون واترك عظامي تسحقها عجلات قطاري،
أشعر بقوه ضاربة تجتاح عقلي وتحتل جسدي وتسيطر على أحلامي، يقودني هذا الي الجنون كسحر لعين أو كمس شيطان رجيم،
واتوسل لك دوما إلهي إن تمد لي يد العون وتنقذني وتهيئ لي إكتشاف الراحه وتمنح قلبي السكون.

من رواية…صغيري الهرم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق