مقال رئيس التحرير

وائل الإبراشي..مع السلامة يا ريس

وائل حسن محمود البراشي وشهرته وائل الإبراشي من مواليد 26 أكتوبر عام 1963 هو أخ لثلاثة أشقاء أحدهم يعمل مدرسا للغة العربية هو أحمد البراشي توفاه الله في عام 2008

 

بقلم: جمال عبد المجيد

ضيعتنا يا عم جمال…
كانت هذه أول كلمات لأول  لقاء بيني وبين الكاتب الصحفي والإعلامي الراحل وائل الإبراشي وكان ذلك بحضور فتى الصحافة الأسمر رضا عوض شفاه الله وعافاه وكانت هذه لازمة محببه لدي رئيس تحرير صوت الأمة الأسبق وكان دائما ما يتبعها بكلمة ” شغل عالي”..
كان اللقاء الأول في مكتبه في 5 شارع الغزل والنسيج بالمهندسين حيث تقبع الفيلا التي شهدت ميلاد صحيفة صوت الأمة برئاسة تحرير زميلنا الكاتب الصحفي عبد النبي عبد الستار فهو أول رئيس تحرير لها وكان المحامي الشهير المعارض عدلي المولد أول رئيس لمجلس إدارة الصحيفة ثم تعاقب على رئاسة تحريرها الكاتب الصحفي الكبير عادل حمودة وكان عصام اسماعيل فهمي- ليس ابن أو حفيد وزير خارجية مصر – رئيسا لمجلس الإدارةوقتها فكانت صوت الأمة التي لا يشق لها غبار في أوائل 2002 ثم تعاقب على رئاسة تحريرها الزملاء إبراهيم عيسى ثم وائل الابراشي ثم أسامة خالد فعبد الحليم قنديل وسيد عبد العاطي وكان ذلك قبيل ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 ،ليعود بعدها الإبراشي رئيسا للتحرير قبل أن يتفرغ تماما لبرنامجه الإعلامي ويعود الدكتور عبد الحليم قنديل رئيسا لتحرير هذه الصحيفة مرة أخرى بعد أن ضغط نظام مبارك أنذاك -2008- على عصام فهمي للإطاحة بقنديل من رئاسة التحرير بعد أن تخطى قنديل جميع الخطوط الحمراء ..
وائل حسن محمود البراشي وشهرته وائل الإبراشي من مواليد 26 أكتوبر عام 1963 وتوفي في 10 يناير عام 2022 عن عمر ناهز 58 عاما هو أخ لثلاثة أشقاء أحدهم يعمل مدرسا للغة العربية هو أحمد البراشي توفاه الله في عام 2008 وذهبنا بصحبة الأصدقاء عنتر عبد اللطيف ورضا عوض وإسلام شريدح لتقديم واجب العزاء للإبراشي وأسرته في مركز شربين بمحافظة الدقهلية بينما شقيقه الأصغر ويدعى تامر فهو يعمل في التجارة الحرة ميراثا عن والده الراحل الذي كان موظفا بسيطا عمل على تربيتهم فأحسن تربيتهم ليصبح أحد أبناءه واحدا من نجوم الصحافة والتلفزيون ليس في مصر فقط بل في الوطن العربي كافة..
في 2007 كان الإبراشي رئيسا لتحرير صحيفة صوت الأمة وكنت أنذاك أعمل مباشرة تحت رئاسة الأخ والصديق رضا عوض مدير التحرير الحالي لصوت الأمة -انتقلت رسميا للعمل مع الصديق محمود   كان دائما ما يشجع المحررين على إصابة أهداف شبكة الموضوعات الصحفية المتميزة..
وكنت في تلك الأيام أبحث عن ما يميز شغلي فوقع تحت يدي مستندات مهمة عن شخصية متنفذة بينه وبين أحد رجال الأعمال قضايا متبادلة كانت تلك الشخصية ذات علاقات واسعة أهدرت جميع حقوقه المادية وعلى الفور توثقت من تلك المستندات التي بحوزتى ونشرت الموضوع فكانت المفاجأة…
رئيس التحرير يسأل عن المحرر الذي فجر تلك القضية بعد أن تلقى مكالمة هاتفية من شقيق تلك الشخصية وهو بالمناسبة فنان مشهور جداجدا تنحدر أصولهم من صعيد مصر وما إن حضر رئيس التحرير إلى الجريدة حتى طلبني على الفور في حضور رضا عوض …
أنت ضيعتنا يا عم جمال ..
وأرد….ليه بس يا ريس…
يباغتتي بقوله معاك ورق الموضوع ده ليرد رضا عوض ..طبعا يا أستاذ وائل…ليرد الإبراشي عظيم عظيم ..
وقفت واثقا مما أقول …جلسنا وقتا نناقش كيفية التعقيب على رد الشخصية المتنفذة ليرد الإبراشي..
أنت صحفي كويس..يلتقط رضا عوض طرف الحديث..ده اكتشافي يا ريس .. فقد سبق وعملت مع رضا عوض أيام عادل حمودة في حضور الرائع الكاتب الصحفي المخضرم عبد الفتاح على صديق شباب الصحفيين ومشجعهم ثم انصرفت لفترة وجيزة للعمل بالأنباء الدولية مع الكاتب الصحفي الرائع إسحاق روحي ،لأعود مرة أخرى إلى صوت الأمة…
كان وائل الإبراشي صحفي من طراز رفيع فقد حقق خبطات صحفية إبان عمله في بيته بمجلة روزا اليوسف ومنها تفجيره قضية التسجيلات السرية والمعروفة إعلاميا باسم قضية لوسى أرتين-جوجل يحتفظ بأرشيف كامل لها- والتي قيل وقتها في الوسط الصحفي إن الأمن وراء تفجير القضية وبغض النظر عما قيل تظل تلك القضية هى أبرز خبطات الإبراشي الصحفية …
عطاء الإبراشي لم يتوقف حتى بعدما صعد إعلاميا في برنامج الحقيقه فقد فجر قضية الضرائب العقارية والتي بسببها قام وزير مالية مبارك برفع قضايا في المحاكم وهى الحملة الصحفية التي شاركت فيها واستمرت الزميلة الراحلة سمر الضوي- توفت في حادث سير قبيل زفافها بعد البراءة في تلك القضية- حاملة لواء تلك الحملة التي تم بهدلة الإبراشي بسببها تنفيذا لتعليمات جمال مبارك …
ومن قبل تلك الحملة تبنى الإبراشي قضية غرق العبارة السلام 98 والمملوكة لممدوح اسماعيل وكان يري فيها حق الشعب والقصاص واجب لهم وظل وفيا لتلك القضية سواء في صوت الأمة أو برنامج الحقيقه ومن بعده العاشرة مساء وكان دائما ما يردد ” إحنا مع الناس الغلابة” لذلك حمله الناس على أكتافهم ليشيعوه إلى مثواه الأخير …
الناس التي طالما وقف معهم هم وحدهم من وقفوا معه ليواروا جثمانه الثري بمسقط رأسه بمركز شربين الدقهلية…
كانت أمنيته أن يحضر حفل زفاف ابنته الوحيدة جيلان والتي تبلغ من العمر 15 عاما بينما كانت أمنيته الأخيرة أن يعود للجمهور مرة أخرى ويطل عليهم لكن القدر أراد له شيئا أخر ،أراد له جوار الله عز وجل فسبحان من تفرد وحده بالدوام….

الأرض المحرقة …هي كلمة السر في جميع التحقيقات التي انفرد بها الراحل والأرض المحرقة تعني تحقيقا صحفيا شاملا لا يستطيع أحد بعد ذلك التحقيق أن يأتي بجديد فيه وهنا ظهرت موهبته جلية عندما عمل عدة حوارات تلفزيونية محققه صحفيا عن مقتل سوزان تميم والتي أدين فيها رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى حيث سافر الإبراشي إلى عدة دول عربية وأوروبية لكشف الحقائق حول تلك القضية التي شغلت الرأي العام وقتها ورغم ما قيل بأنها كانت مقصودة في محاولة  لتراجع مبارك عن مسألة توريث نجله جمال إلا أن الإبراشي كان له سبق تلفزيوني في تلك القضية التي بسببها تم تأديب رجل الأعمال لتجرأه على تهديد أحمد عز باستيراده الحديد من تركيا بأرخص من مصانع حديد عز.
ويبقى اللغز المحير في وفاة هذا الرجل حسبما ذكرته زوجته السيدة سحر بأن طبيبه المعالج هو من تسبب في وفاته وأن الدكتور حسام حسني هو من حاول إنقاذه بعد أن تدهورت صحته في أقل من 48 ساعة كان قبل يستعد الرجوع إلى الشاشه…
رحم الله رجلا…عاش مع الناس..دائم الاستقبال لهم ولم يوصد في وجوههم باب..
وائل الإبراشي لم يمنعني عن تشييع جنازته سوى ملازمتي الفراش من جراء دور برد قاس هاجمني منذ أيام ….

تقبل أعذاري …

مع السلامة يا ريس..

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق