مدارس وجامعات
لماذا الإصرار علي خداع أنفسنا؟

اليوم وأثناء مروري بجوار إحدي المدارس الثانوية بنين لفت نظري خروج التلاميذ بأعداد كبيرة وما يصاحب ذلك بالشقاوة والجلبة التي هم عليها فسألت بعضهم عن سبب خروجهم في حوالي التاسعة صباحا اجابوا بأنهم طلاب الصف الثاني الثانوي وقد حضروا بالعربي من أجل تستيف كشوف الغياب كما يريدها إداري المدرسة ثم يامريم المعلمين بالخروج والعودة لبيتهم او حصصهم بالدروس الخصوصية.
السؤال البديهي لماذا احضروهم واخرجوهم ولم يبقوا في مدرستهم سوي اقل من نصف ساعة؟ ولماذا لم يعاملونهم معاملة الفرقة الثالثة والذين لا يحضرون من الأساس ولا ادري ماذا عن الآلية التي يتم بها تستيف كشوف غيابهم؟ وكيف للمفتشين التأكد من حضورهم او غيابهم من خلال تفتيش الكشوف؟ ام انهم يعلمون بغياب التلاميذ ثم يتغافلون عن الحقيقة والواقع الماسأوي فيما يسمي بالخداع المزدوج بمعرفة الخادع والمخدع للأسف؟.
تلاميذ المرحلة الثانوية في عمر حرج ولديهم من القدرة والذكاء علي فهم أوسع للأحداث وعندما نتعامل معهم بأسلوب فيه من التحايل والخداع والنفاق والكذب نحن اذن نؤسس ونخلق فيهم خصال ضارة بهم والمجتمع عموما والأكثر مدعاة للحزن ان من يزرعون فيهم الازدواجية والخداع هم من يفترض فيهم ان يكونوا قدوة لهم في السلوك والعلم وقبلهم الأخلاق.
دكتور رضا محمد طه