المميزةصحتك تهمنا
العزلة والشعور بالوحدة خطر علي القلب

تقديم/ دكتور رضا محمد طه
أظهرت الدراسات أن العزلة الإجتماعية والشعور بالوحدة من عوامل الخطر علي القلب والأوعية الدموية والجديد في هذه الدراسة أنها قد تزيد من مخاطر فشل القلب والتي يجب التحذير منها. هذه الدراسة والتي نشرت مؤخراً في JACC وأوضحت نتائجها أن العزلة الإجتماعية والوحدة مرتبطان بمعدلات كبيرة في حالات قصور القلب. وسلط الباحثون الضوء علي ما إذا كان الشخص يشعر بالوحدة رغم تواجده مع آخرين حيث مستوي التفاعل لدي الشخص أقل مما هو مطلوب مما لو كان بمفرده بالفعل حيث أن لها مدلول في ظهور حالات مرضية. لذلك فإن من له أب أو أم أو قريب من أهله عليه ألا يكتفي بتحقيق متطلباتهم المادية للعيش وهم بعيدون عنهم أو يزورونهم نادراً، وإنما التواصل معهم وزيارتهم كثيراً بما لها من أهمية كبيرة لصحتهم النفسية والجسدية.
كشفت نتائج الدراسة أن كلاً من العزلة الإجتماعية والشعور بالوحدة يزيدان من خطر دخول المستشفي أو الوفاة بسبب قصور القلب بنسبة 15-20%، ومع ذلك وجدوا أيضاً أن العزلة الإجتماعية كانت عامل خطر فقط عندما لا تتوفر الوحدة أصلاً، أي عندما يعيش الشخص كالمنبوذ في المجتمع، إذا كان الشخص معزولاً إجتماعياً وشعر بالوحدة في هذه الحالة يجب التنبيه علي أن شعور الشخص بالوحدة قد يزيد تبعاتها ومخاطرها، هذا وتزيد أيضاً المخاطر علي فشل القلب لو أن الشخص في ظل شعوره بالعزلة وسط أهله ومجتمعه بالرغم من تعاملاته وعلاقاته معهم. ومن المحتمل كما يفسر الباحثون أن تمثل الوحدة ضغوطات نفسية أقوي من العزلة الإجتماعية لأن الوحدة شائعة في الأفراد المعادين أو الذين لديهم علاقات إجتماعية مرهقة وعواقبها سلبية علي الشخص.
أوضح فريق البحث أن جائحة كوفيد-19 قد سلطت الضوء علي آثار العزلة الإجتماعية والشعور بالوحدة بما يؤكد علي أن العزلة الإجتماعية والشعور بالوحدة غالباً ما يتأثران بالوضع الإجتماعي والإقتصادي للفرد، وربما تكون العلاقة بالعزلة الإجتماعية والشعور بالوحدة أقوي لدي الأفراد الذين يعانون أقصي درجات العزلة الإجتماعية والوحدة بسبب تفاقم الوضع الإجتماعي والإقتصادي المنخفض.
وفي وقتنا الحالي ونظراً للإستخدام المفرط في وسائل التواصل الإجتماعي ضمن الواقع الإفتراضي، حدثت العزلة بمحض إراداتنا حيث لا يخلو مكان في عالمنا هذا إلا ونري المشهد الذي أصبح مألوفاً وهو عزلة الأشخاص فيما يحملونه من اجهزة محمول ذكية سواء داخل الأسرة وبين أفراد العائلة أو في المواصلات والحدائق العامة، وقل بذلك التواصل المباشر الحقيقي بين الناس، للدرجة التي أوضح أحد الكوميكات أن زوج أنه وبعد أن إنقطع التيار الكهربي وتعطلت شبكة الإنترنت في منزله وإضطر أفراد العائلة للتجمع في مكان واحد به كشاف طواريء يقول الزوج وكما لو أنه لم يعرفهم من قبل وإكتشف بعد أن جلسوا مع وتبادلوا الكلام مع بعضهم جبراً أن أفراد عائلته طيبون ظرفاء وحتي زوجته رأها حسنة وجميلة، بما يعطي دلالة علي مساويء العزلة الطوعية التي نعيش فيها بمحض إرداتنا بسبب تكنولوجيا الإتصالات.