العالم اليومالمميزة

صوت الوطن تحاور صانع الأفلام الوثائقية محمد الشماع: كليوباترا لم تكن مصرية وإن كانت جزء من تاريخ مصر

10 مايو تاريخا فارقا ويجب مشاهدة المسلسل أولا قبل الحكم عليه

 

حوار : نهى سالم

 

ظهرت منذ ايام حملات على مواقع التواصل الاجتماعي مناهضة لفيلم نيتفليكس الوثائقى (كليوباترا) السمراء تحمل رسالة دفاع واضحة عن حق المصريين فى التعبير عن ما يخص الشأن المصري وغير ذلك قد يعتبر تحريف لتاريخ مصر للدفاع عن هويتهم و أرضهم و تاريخ بلادهم من السرقة.

ومن أبرز الهاشتاجات كانت :

#مصر_للمصريين 

#حفيد_الفراعنة

العرق مادد جدره ٧٠٠٠ سنة

#Egypt_for_Egyptians

#Egypt_is_Coptic

وبدورنا في موقع صوت الوطن أردنا أن نتقصي الحقائق فتوجهنا لسؤال ا.محمد الشماع هو صحفي مصري، و مؤلف ، وكاتب سيناريو ، وصانع أفلام وثائقية، ومهتم بالشأن التراثي والتوثيقي.
ردا على حملات مواقع التواصل الإجتماعي الثائرة ضد فيلم (كليوباترا) السمراء الوثائقي لنيتفليكس – وجاء الرد واضحا كليوباترا ليست ملكة مصرية العرق و حقيقة ملامحها تحتاج إلى متخصص فى علم الأجناس موضحا أسباب وجهه نظره فيما يلي من إجابات :-

ما تعليق الكاتب الصحفي محمد الشماع عن الفيلم الوثائقي كليوباترا لمنصة نيتفليكس الذي أثار غضب وتحفظ رواد التواصل الاجتماعي فى مصر ؟

• أولا الجدل المسبق حول موضوع الفيلم الوثائقي الخاص ب نيتفليكس عن كليوباترا الذي سيعرض في ١٠ مايو ٢٠٢٣ غير موضوعي وسابق لأوانه فيجب ان نشاهد الفيلم اولا للحكم عليه مستندين على ادله علميه في حاله وجود خطأ ما وأكبر مثال على ذلك الحكم الخاطئ على مسلسل «تحت الوصايه» لدى البعض بمجرد النظر الى إعلان المسلسل ثم التحول الشديد للإعجاب به بمجرد عرضه والتمعن في رسالته ، لذلك فأنا أنتظر أن يعرض الفيلم أولا.

•ثانيا هى ملكة ليست مصرية ولكن أصولها من العصر البطلمى فالتعصب للعرق وصفات الجنس كان الأجدر به اليونانيين وليس المصريين ، البطالمه كانوا محتليين مصر كالهكسوس وكليوباترا ملكة مقدونية حكمت مصر .

•ثالثا هى حكمت فى أخر العصر البطلمى فمن الوارد أيضا وذلك استنتاج مبني على خصائص تماثيل هذا العصر المتميزة بلونها الابيض أن توصيف اللون للحاكم في هذا الوقت لم يكن محدد على عكس تماثيل المصريين المائلة إلى لون البشره.

 

•وعلى الرغم من أنهم فى هذا العهد كانوا حريصين على النقاء العرقى كزواج الاخ الملك من أخته فوارد أن هناك أيضا اختلاط عرقى طوال مدة الحكم ٣٠٠ عاما فى اصول كليوباترا قد حدث وهذا احتمال وارد وليس قطعى لأن يجب أن يبنى أى رأي يفرض بشكل قطعى على إثباتات علمية فكل الآراء تحتاج إلى عالم أجناس للبت فيها وعلينا أن نقر برأيه مهما كان لانه يستند على علم وبحث وحتى الآراء الجدلية فى مصر لا تستند إلى أدلة علمية .

 

•ولذلك يمكننا القول إن نصيحة الكاتب الصحفي الوثائقي محمد الشماع لرواد التواصل الاجتماعي الا يتسرعوا في الحكم قد يجوز الفيلم مبنى على آراء علماء أجناس أو نظريات علمية حقيقية تقدم لنا وللتاريخ معلومة ما .

 

استند رواد التواصل الإجتماعي على بعض التماثيل الفرعونية ومقارنتها بممثلين مصريين للدلاله على أن الملمح واحد رغم آلاف السنيين. فما تعليقك على هذا؟

•أما فكرة الملمح أو ملامح الوجه فممثلة الفيلم السمراء لا تتميز بملامح الأفارقة الزنجية كالأنف الأفطس.

وما تعليقك بالرد العملى حيث هناك ما يتردد من أخبار بإننا بصدد إنتاج فيلم وثائقي من القناه الوثائقية المصرية عن كليوباترا

•ليت بالطبع يكون لنا انتاج يقدم ولكن نرجو أن يكون مبني على البحث العلمى وليس تاريخيا فقط ولكن يجب الاستعانة بعلماء أجناس أيضا.

هل ساهم التصور الذهني الذي رسخه فيلم كليوباترا لاليزابيث تيلور في إعطاء صورة ذهنية للمصريين بأن كليوباترا لابد أن تكون بيضاء

•متفق تماما فالتصور الذهنى يفرض على الشخص صعوبة فى رؤية نموذج آخر لما يتصوره ( ابو حنيفة النعمان هو محمود يس) الإنسان يميل عامة إلى تنميط الشخصية .

ما رأيك كصانع أفلام وثائقيه فى تجارب نيتفليكس للفيلم الوثائقي؟

•تجارب نيتفليكس للفيلم الوثائقي سابقا فيما يخص الشأن المصري نستطيع أن نقول إنها صالحه تماما كمصدر معلومات محايد.

•فالعمل الوثائقى يتميز عن الدرامى أنه مصدر للمعلومة
فيلم (سقارة) ل نيتفليكس كان فيلم رائع من حيث التقنيات المستخدمة وصحة المعلومات التى يطمأن لها الباحث ومحايد جدا و لا تخضع لإسقاطات فيما يخص التجارب الخاصة بمصر .

•البحث العلمى السليم لا يحتمل التعصب ولا يخضع للتعصب بل يجب أن يستمع للرأي والرأي الاخر ولجميع وجهات النظر.

•وكليوباترا هى جزء من التاريخ ولا ننكر هذا ولكن كيف لنا أن نتعامل معه بلا تمجيد زائف أو تعصب وهذا هو ما يهم ولم نجد جمعية يونانيه أو وزارة يونانية ثارت من أجل كليوباترا يجب أن نتخلص من النمطية الذهنية للصورة فليس كل ابو حنيفة النعمان هو محمود يس فى الدراما وبالمثل وليس كل حمزة بن عبد المطلب هو عبدالله غيث .

– هذا يجعل الأذهان ترفض الواقع والحقيقة بشكل غير محايد.

ما هو موقع مصر في صناعة الفيلم الوثائقي؟

•كانت اكبر أزمات مصر في العمل الدرامي الوثائقى والافلام الوثائقية هو توافر الباحث العلمي وعدم توافر جهات الإنتاج وقنوات العرض أو نافذة للتحمس في إنتاج الأفلام الوثائقية المحترمة ولكن الآن أصبح لدينا قناة الوثائقية المصرية هى قناة متخصصة وبالطبع هى المرة الأولى والتى تجعلنا نتفهم ما تحتاج إليه من وقت زمنى للتفوق ولإثبات الجدارة ولبناء إسم بالأعمال المقدمة ونتمني أن تتاح لها إمكانيات الإنتاج لتضعها على مصاف العمل الوثائقي المتميز ، وتحت مظلة العمل الوثائقي يندرج السير الذاتية وفكرة تقديم السيرة الذاتية بشكل اقرب إلى تجميع و سرد البيانات الخاصة بالشخصية هو عمل وثائقى ينقصه الموضوع او الفرضية التى تطرح لتحتمل النقاش و لدينا نموذج مصري لهذا وهو الفيلم التسجيلى (حارة نجيب محفوظ) الذي كان موضوعه هو توثيق العوالم الخاصة بروايات نجيب محفوظ من الأماكن والشخصيات والرموز التى وردت في روايات الاديب الراحل وحتى إن الفيلم استعان بنجيب محفوظ نفسه ليفسر بعض تلك الدلالات مع تقديم القليل من المعلومات الشخصيه عن حياة الأديب الراحل وان كان لم يتمكن من تصوير كل الأماكن المعروفة ك (زقاق المدق) ولكن وفقا لتقنيات وإمكانيات هذا العصر فقد كان نموذج للفيلم الوثائقي القائم على البحث العلمى خاصة مع تواضع الإمكانيات وعدم التعارف على هذا النمط من الأفلام ، وعند توثيق أحداث التأميم كجانب من حياة الرئيس عبدالناصر فى (ناصر ٥٦) وتوثيق حرب أكتوبر فى (أيام السادات) بالتوازي مع ما يهم المشاهد معرفته من أحداث شكلت وساهمت في تكوين شخصية الرئيس الراحل، فيجب أن يكون البحث العلمى المقدم للفيلم الوثائقي قائم على فرضية ونبحث فيها إلى أن نصل إلى إثبات أو نفى أو إقرار بعدم التوصل لإجابة عن تلك الفرضية .

• وعند الحديث عن حياة الإمام الشافعي فى مصر رغم أنه كان يعيش في بغداد واليمن وعدم التحدث عن وفاته

هل هناك بارقة أمل فى تطور صناعة الأفلام الوثائقية بمصر ؟

•بعد توافر كل العوامل لتقديم الفيلم الوثائقي فى مصر خاصة الكوادر قد ينقصنا إيمان المنتجين السينمائيين بهذا النوع من الأفلام كفيلم يمكن تسويقه وتمويله وايضا الإستفادة من أرباحه من خلال المنصات والاشتراك في مهرجانات .

•هناك كوادر من المصريين الباحثين والعاملين فى الأفلام الوثائقية لها إسم مرموق وتعمل خارج مصر وبعد توافر قناة متخصصة للعرض نأمل أن يتحمس المنتجين أصحاب الريادة للدفع بهذا النوع من الأفلام لترقى إلى سوق المنصات والمهرجانات.

•وأخيرا معظم الأعمال الدرامية التي قدمت هي تتناول سير ذاتيه لأشخاص معينة وهذا شكل درامى وليس وثائقي

•وبالتالي قد يجوز والأكثر احتمالا أن كليوباترا لا يتناول سيرة ذاتية عن الملكة ولكن جانب من حياتها ولذلك يجب أن نشاهد الفيلم أولا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق