أقلام حرّة

في انتخاب ..نقيب الصحفيين

 

 

بقلم: جمال عبد المجيد

 

يوم 17 مارس القادم…يوما فاصلا في تاريخ نقابة الصحفيين المصرية ..نظرا لكونه يوم الحشد العظيم من قبل المؤسسات الصحفية القومية ؛لإنجاح إكتمال الجمعية العمومية وانتخاب نقيب للجماعة الصحفية لدورة واحدة قادمة تبدأ في مارس 2023 وتنتهي في 2025 …

وعلى الجمعية العمومية أن تحسن اختيارها هذه المرة تحديدا ؛ حتى تمر تلك الأزمة التي سيطرت على نقابة الصحفيين لمدة دورتين متتاليتين في عهد النقيب ضياء رشوان ومجلسه المنقسم على نفسه ..

كل فريق يحشد لأنصاره…وظهر واضحا ولأول مرة مرشح نقيب للصحفيين مع مرشحين لعضوية المجلس وكل في فريقه يعلن الدعم والتأييد..

وبالرجوع للخلف قليلا وقبيل بدء ماراثون الانتخابات كان الهدوء يخيم على المشهد الانتخابي للدرجة التي حدت بالبعض إلى التخوف من عدم إجراء تلك الانتخابات نظرا لقربها وعدم إعلان أيا من المرشحين عن أنفسهم لكن سرعان ما تبدد ذلك الشعور عقب إعلان العليا لانتخابات الصحفيين عن وجود 11 مرشحا على منصب النقيب و 51 مرشحا على مقاعد العضوية وتباري الجميع في تقديم خدمات ووعود وبرامج انتخابية للحصول على أصوات أعضاء الجمعية العمومية..

في هذا التوقيت الملتبس…كانت هناك مفاوضات وصفقات تجرى من أجل الدفع بأحد المرشحين على منصب النقيب وهو عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين الأسبق المنتهية رئاسته لمجلس إدارة الأهرام في شهر مايو القادم لكنه وبسبب الأزمات التي تمر بها الأهرام خاصة أزمة وصول أرشيف الأهرام إلى المكتبة الوطنية في تل أبيب وانتحار الكاتب الصحفي عماد الفقي فجرا من الدور الرابع بالمؤسسة الصحفية الأكبر في الشرق الأوسط ،دفع هذه الأسباب إلى عدم خوض سلامة الانتخابات لحين إشعار آخر في الوقت الذي تم رفض طلب خالد ميري بالسماح له للترشح لمقعد نقيب الصحفيين قبل أن يرن الهاتف مرة أخرى إيذانا له بنزول ساحة الإنتخابات..

لم يكن ضياء رشوان عن المشهد ببعيد فقد توافرت لديه معلومات بحكم قربه من دوائر صنع القرار عن نية عبد المحسن سلامة نزول الانتخابات حتى لا تضيع منه مناصب الأهرام إذا بلغ سن التقاعد في مايو القادم ،ولأن ضياء أضاع فرصة قبل ذلك على سلامة في انتخابات 2019 فكان من الضروري ألا يترك رشوان النقابة دون أن ينغص على سلامة حياته ويقوم بالتواصل مع الكاتب الصحفي يحيي قلاش نقيب الصحفيين الأسبق محاولا منه الموافقة على نزول الانتخابات الحالية وأن رشوان على استعداد تام للتوسط لقلاش للسماح له بالنزول مرة أخرى…نظرا لتوتر العلاقات عقب اقتحام النقابة، ورغم وعود رشوان لقلاش بتذليل كافة العقبات إلا أنه رفض رفضا قاطعا خوض تلك الانتخابات التي تعد أخطر انتخابات في تاريخ نقابة الصحفيين …وتبددت أحلام رشوان في توجيه ضربة جديدة لغريمة القديم عبد المحسن سلامة برفض قلاش نزول الانتخابات ..

في تلك المنعطفات كان يستعد الكاتب الصحفي رفعت رشاد ؛ليخوض الانتخابات على مقعد النقيب للمرة الثالثة في الدورة الحالية مؤتزرا بأكثر من 2000 صوتا من أعضاء الجمعية العمومية وهو الرصيد الذي يحتفظ به رشاد لخوض تلك الانتخابات ،وكان الفوز في تلك الانتخابات كالسباح الماهر الذي يسبح مع التيار لا ضده ،لكن لأسباب غير معروفه – سأذكرها لاحقا- تبخر رشاد من الانتخابات مكتفيا بدور المتابع لا اللاعب هذه المرة…

وفي سياق اتصل…أعلن الكاتب الصحفي خالد ميري ترشحه لمقعد النقيب بعد أن حصل على الموافقة شفويا عقب انسحاب رفعت رشاد_عمليا_ من الانتخابات وهو ما يؤكد أنه المرشح المدعوم من الحكومة كما يحب أنصاره الترويج له …

يتبقي لدينا مرشح اليسار خالد البلشي الذي كان مترددا منذ البداية ،وما إن اشتدت المعركة الانتخابية حتى اشتد عوده وقوى ،وأصبح يتكلم بخطاب مفهوم وواضح وحاسم خاصة في بعض الملفات النقابية التي تهم أكثر من 13 ألف هم عدد أعضاء نقابة الصحفيين المصرية…ورغم وجود البلشي في المشهد الانتخابي إلا أن هناك تخوفات من سيطرة فصيل معين هو اليسار على مقاليد نقابة الصحفيين ،لأنه معروف عنهم مناصرة بعضهم البعض في المقام الأول وأن لا صوت يعلو فوق صوت اليسار الذي انضم إليهم آخرين نكاية في مرشح الحكومة…

لكن هذه الانتخابات أسفرت عن مشروع نقباءجدد في استطاعتهم تغيير المشهد المرتبك داخل نقابة الصحفيين منهم الكاتب الصحفي محسن هاشم الذي أعلن عن خوضه الانتخابات على مقعد النقيب ولديه قضية جوهرية يعمل عليها منذ 15 عاما وهى قضية إغلاق الصحف الحزبية والمستقلة وتشريد صحفييها وهذه القضية دفع ثمنها من صحته وأمواله للدفاع عن زملائه الصحفيين من الحزبيين والمستقلين وهم كتلة لا يستهان بها إذا حشدوا لهذه الانتخابات جيدا ورتبوا صفوفهم خاصة وأنهم يمثلون أكثر من نصف أعضاء نقابة الصحفيين ،بالإضافة إلى قيام محسن هاشم مع أخرين برفع دعوى قضائية نيابة عن صحفيي الصحفي الحزبية والمستقلة للمطالبة بصرف مكافأة نهاية الخدمة لهم أسوة بالزملاء بالصحف القومية…

على صعيد أخر يصل ضوء قادم من الجنوب ليعلن عن طرح نفسه لمقعد نقيب الصحفيين وهو الكاتب الصحفي عبده مغربي الذي بدأ حملته الانتخابية بمعركة في أروقة محاكم القضاء الإداري لإزاحة غريمه خالد ميري عن المشهد الانتخابي وهي الدعوى القضائية التي خسرها مغربي ،في القضاء الإداري بشقه المستعجل ولا نعلم موقفها في الإدارية العليا حتى الأن ..ويعد مغربي من الصحافيين المهنيين الذي خاض معارك ضد الفساد على جميع الأصعدة ،ويرفع مغربي شعار لا حكومة ولا معارضة نقابة مهنية .ظنا منه أن هذا الشعار ربما هو الأقرب للم شمل الصحفيين في الدورة القادمة…

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق