أقلام حرّة

فرحة عيد الاضحى ونفحات الرحمن 

 

بقلم: د.أماني موسى

 

عيد الأضحى ارتبط بفريضة الحج وهو موسم يُختم بالذكر والتكبير

{﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾

ذكريات تتجدد عبر الزمان والمكان، وتحياها الأجيال جيلا بعد جيل، فتتعمق إيمانًا، وتتألق يقينًا، وتزداد صَفاء ولمعانا،

عشرة أيام، كل يوم بليلته يهب على قلبك المكدود يضخّ فيه الدماء، وينبت فيه الحياء، ويجدد فيه الروح، ويزيد فيه الإيمان، كل يوم بليلته يناديك، يا باغي الشر أَقصر،

ويا باغي الخير أقبل، يا نفوس الصالحين افرحي، ويا قلوب المتّقِين امرحي، يا عشاق الجنة تأهبوا، ويا عباد الرحمن ارغبوا، ارغبوا في طاعة الله، وفي حب الله، وفي جنة الله.

نفحات ورحمات الله، ونظرات الله، كانت بالأمس القريب في أفضلِ يوم، عرفات الله، يوم المناجاة، يوم المباهاة، يوم الذِّكر والدعاء، يوم الشكر والثَّناء، يوم النقاء والصفاء، يوم إذلال الشيطان المريد واندحاره، يوم غيظ إبليس الملعون وانكساره، يوم وحدة المسلمين العظمَى، يوم مؤتمر المؤمنين الأكبر، مؤتمر سنوي يجتَمِع فيه المسلمون من أجناس الأرض على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، على اختلاف لُغاتهم وأوطانهم، اجتمَعُوا في هذا المكان لهدفٍ واحدٍ ولرب واحد، يرجون رحمته، ويخافون عذابه، إنهم يصنعون وحدةَ الهدف، ويَبنُون وحدة العمل، إنهم جميعًا مسلمون، لرب واحد يعبدون، ولرسول واحد يَتبِعون، ولقبلة واحدة يتجِهون، ولكتابٍ واحد يقرؤون، ولأعمال واحدة يُؤدُّون، هل هناك وحدة أعظم من هذه الوحدة؟! ليكن ذلك سبيلاً إلى سلامة العبادة وصحة العقيدة ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ .

ليكن ذلك طريقا لبلوغ التّقوى وزيادة الإيمان؛ ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾

الإسلام يوحّد الأمّة، فلماذا تتشتّت؟! الإسلام يعز الأمة، فلماذا تذل؟! الإسلام يغنِي الأمة، فلماذا تفتَقر؟! الإسلام يَهدِي الأمة، فلماذا تضل؟! ﴿ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق