المميزةسياسة

مستقبل غزة بعد قبول وقف إطلاق النار

 

 

تقرير : يحيي محمد

 

توقفت الحرب في غزة أخيرًا بعد صراع دام أكثر من 15 شهرًا منذ السابع من أكتوبر 2023، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تم توقيعه في يناير 2025، بوساطة مصرية، قطرية، وأمريكية. سيدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ابتداءً من يوم الأحد 19 يناير 2025، لتنتهي بذلك واحدة من أكبر المجازر التي شهدتها البشرية في القرن الحادي والعشرين.

تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار

توصلت حماس وإسرائيل إلى اتفاق يتم تقسيمه إلى ثلاث مراحل:

 

المرحلة الأولى

مدتها 42 يومًا، تبدأ من يوم الأحد 19 يناير 2025، ويلتزم الطرفان بوقف شامل لإطلاق النار.

 

تنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة، وتتمركز على الحدود الشرقية للقطاع.

 

يتم تبادل الأسرى والمحتجزين، حيث تُفرج حركة حماس عن 33 محتجزًا إسرائيليًا، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين.

 

يتبادل الطرفان رفات المتوفين خلال الصراع.

 

يُسمح للنازحين داخليًا بالعودة إلى منازلهم، مع تسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.

 

تكثيف إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية، بما في ذلك إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز.

 

 

المرحلتان الثانية والثالثة

سيتم الاتفاق على تفاصيل هاتين المرحلتين خلال تنفيذ المرحلة الأولى، بهدف تحقيق وقف دائم لإطلاق النار ومعالجة القضايا الأساسية التي أدت إلى الصراع.

 

 

يعمل الوسطاء، بما في ذلك مصر وقطر والولايات المتحدة، كضامنين لتنفيذ هذا الاتفاق، مع التأكيد على التزام الطرفين الكامل بجميع مراحله.

 

الخسائر والدمار في غزة

أدت الحرب إلى واحدة من أكبر المجازر البشرية في القرن الحادي والعشرين. وفقًا لوزارة الصحة في قطاع غزة، وصل عدد القتلى إلى 45,581 شخصًا من أصل 2.2 مليون نسمة، مع إصابة حوالي 108,438 آخرين منذ السابع من أكتوبر 2023. وهناك تقارير تؤكد أن العدد قد يفوق هذا الرقم بكثير.

 

أما على الصعيد المادي، فقد تم تدمير ما يزيد عن ثلثي مدينة غزة، واختفت العديد من المرافق الحيوية مثل الكهرباء والمدارس والمستشفيات. أصبح الثلث المتبقي من المدينة خربًا أو مدمرًا بشكل كبير، غير صالح للحياة الآدمية. تم تشريد أغلبية سكان غزة، الذين يبلغ عددهم 2.2 مليون نسمة، في مخيمات بدون وجود بيوت أو توفر المرافق الأساسية مثل المياه والكهرباء.

 

تصل تكلفة إزالة الأنقاض إلى حوالي مليار دولار، بينما قد تصل التكلفة الإجمالية لإعادة إعمار القطاع إلى حوالي 80 مليار دولار.

 

هل انتهت الحرب فعلاً؟

من الصعب التأكد مما قد تفعله إسرائيل بعد تنفيذ قرار وقف إطلاق النار. مع إعلان الاتفاق، ظهرت أزمة داخل الحكومة الإسرائيلية. دعا إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، وبتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، للانضمام إليه في التهديد بالاستقالة من الحكومة احتجاجًا على الاتفاق. في حال استقالة بن غفير وسموتريتش، قد تسقط الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.

 

واتفق مجلس نواب الاسرائيلي الكنيست اخيرا على اتفاقية وقف اطلاق النار

 

تضغط الولايات المتحدة، بقيادة دونالد ترامب، لتنفيذ وقف إطلاق النار، مما قد يحسم الأمر.

ولكن لا يمكن ضمان ما قد تفعله إسرائيل، حيث يطالب العديد من القادة الإسرائيليين بالالتزام بالمرحلة الأولى فقط من الاتفاقية، حتى يتم الحصول على جميع الأسرى الإسرائيليين ورفات المتوفين. إذا تم استرجاع الحرب مرة أخرى، ستثبت الأيام القادمة مدى نجاح أو فشل وقف إطلاق النار هذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق