أسرار وحكاياتالمميزة
لصوص …لكن شرفاء

كتبت: ساجدة خليل
قصة حقيقية :
يحكى عن ( الشاطر حمور ) كبير اللصوص ، في زمن السلطان قايتباي بمصر ، أنه اقتحم و عصابته دار تاجر كبير إسمه ( المرجوشي ) بالقرب من جامع الغمري.
فوجد هذا التاجر كبير اللصوص على باب غرفة نومه هو و زوجته !!
فقال اللص حمور لـ المرجوشي : أستر أهل بيتك ، نحن اللصوص .
فقام التاجر المرجوشي و ستر زوجته
ثم قال لـ حمور : خذ ما تريد و لا تقتلنا
فقال الشاطر حمور : لن نقتلك ، و ما أتينا للقتل ، فقط نريد الطعام ليومنا هذا ؟
فقال له التاجر : كم أنتم ؟
فقال : 9 صبيان و أنا !!
فأخرج لهم التاجر 10 آلاف قطعة نقدية ، لكل واحد منهم ألف
فقال له اللص حمور : لا نأخذ إلا ما نحتاج له فقط
و أخذ 1000 قطعة و أعطى التاجر الباقي 9000 قطعة.
و بينما اللصوص في طريقهم للإنسحاب من الدار لاحظ أحد اللصوص الصبيان علبة كانت تسمى ( حُقْ ) بضم الحاء و سكون القاف.
فطمع فيها اللص ، و أخذها و فتحها و تذوقها ، فوجدها ملح !!
فقال الشاطر حمور : بما أنك أكلت من بيت الرجل ملح فلا يحق لنا أن نسرقه ، و أمر الصبيان بجمع المال و رده كله إلى التاجر ، والذي أصر عن طيب نفس أن يعطيهم 400 قطعة !
فرفض اللص حمور
فنزل التاجر إلى 100 قطعة
فزاد إصرار اللص على ألا يأخذهم !!
فأراد التاجر أن يعطيهم طعام !!
فانفعل اللص و رفض مجرد مناقشة التفاوض مع التاجر.
و خرج اللصوص دون أخذ لقمة من بيت التاجر بسبب حبة ملح أكلها أحد صبيانه .
لأن العُرف وقتها أن من أكلت طعامه فلا حق لك عليه أن تؤذيه و لو كنت لصاً.
و من شربت ماء من بيته أو ألقيت عليه السلام و رد عليك ، فلا يحق لك أن تسرقه أو تؤذيه و لو كنت لصاً.
و بعد يا سادة ..
تلك كانت أخلاق اللصوص زمان
فكيف أخلاق اللصوص في زماننا ؟
بل كيف أخلاقنا نحن مقارنة بأخلاق لصوص زمان ؟!
والله زمان يا أخلاق .
وتخيل أنه عند وفاة كبير اللصوص فى العصر العباسى ( أدهم بن عسقلة ) ترك وصية لأتباعه اللصوص جاء فيها :
[ لا تسرقوا إمرأة ولا جارا ولا نبيل الخلق ولا فقيها..
وإذا سرقتم بيتا إسرقوا نصفه واتركوا النصف الآخر ليعتاش عليه أهله.
ولاتكونوا من الأنذال ]
لروحك السكينة يا إبن عسقلة
فلقد خان اللصوص الوصية من بعدك…
——————-
المصدر :
كتاب بهجة النفوس و الأحداق فيما تميز به القوم من الآداب و الأخلاق