المميزةمن القلب للقلب
الرد علي رسالة …. الغيرة فى بيت السلايف

تقديم/د . أماني موسي
السلفة ، هذه الكلمة والوصف لميكانيزم علاقة اجتماعية مركبة تجمع بين زوجات الأخوات الذكور واحدة من أهم عوامل تفجر بعض المشاكل الإنسانية داخل البيت المصرى، فكم من بيت فسد وشاهد أزمات لا نهاية لها بسبب عدم اتفاق “السلايف”، وكم من عائلات نهضت وسعدت بحياتها وحققت ذاتها بسبب تكاتف “السلايف” وتدعيمهن لأزواجهن.
“والحما عمى ولو كانت نجمة من السما”، مثل شعبي انتشر قديما ومازال حاضرا في زمننا هذا، لكن هناك حموات ظلمهن هذا المثل الذي يُعد موروثا ثقافيا لدى الشعب المصرى”..
لكن تعد العلاقة الحساسة والدقيقة والتى تجمع بين الحما و أكثر من سيدة داخل رابط ودائرة اجتماعية ضيقة مثلها مثل أى علاقة أخرى قد تشتعل بفعل عوامل تساعدها على الاشتعال، وقد تخمد بفعل أسباب تهدأ منها وتحول اشتعالها إلى مادة لاحمة تجمع بين الطرفين.
وتعد الغيرة بين النساء من المشكلات التي تنتشر بكثافة، خاصة على المستوى العائلي، عادة ما تكثر تلك المشاعر بين السلايف نتيجة للمقارنة والمنافسة الدائمة، خاصة عند التقارب في السن ووجودهن في بيت واحد، فتنشأ مشاعر الغيرة المزعجة بينهن.
فالغيرة والمشاكل والتوتر غالبا ما تحكم علاقة السلفة بسلفتها. ونلاحظ عادة في المجتمع السلفة الغيور التي تنزعج من سلفة أجمل منها، أو زوجها أغنى من أخيه، أو محبوبة أكثر من عائلة الزوج. ويمكن أن تكون الغيرة متبادلة بين السلفات إلى حد توتير أجواء العائلة ككل. وتتطور الغيرة إلى شجار والشجار إلى مشكلة مزمنة لا تحل عادة بسهولة.
وتنعم بعض «السلفات» بحياة يسودها الهدوء والمودة، بينما تجتاح حياة أخريات المشاكل. -العلاقات المتوترة بين «سلفتين» يمكن أن تنشأ نتيجة «القيل والقال». فقد يتطور الخلاف بينهما بسبب نقل أهل الزوج أو الأقارب أو الجيران كلام «سلفة» عن أخرى.
وهناك الكثير من العلامات التي تدل على مدى الغيرة التي تشعر بها أي امرأة تجاه الأخرى بعيدا عن الكلمات المباشرة، من أبرزها:
-التعليقات السلبية: إلى جانب عدم التحدث بود، فقد تبدأ سلفتك بإبداء بعض التعليقات السلبية عنك وعن آرائك أمام باقي أفراد العائلة لتبدو مسيطرة ومتحكمة، يعد ذلك بمثابة شرارة تعلن عن بدء المعارك والخلافات تجاهك، كما قد يتفاقم الأمر لتجعلك تبدين مخطئة أو مهملة في بعض الأمور الضرورية التي ترتبط بصحة أو سلامة أطفالك أو علاقتك بزوجك.
-عدم إبراز أي مشاعر حب أو تودد: من المعتاد أن يشعر الأشخاص المقربون بالفرح والاهتمام لإنجازاتك الخاصة، لكن قد لا يكون الأمر ذاته بين السلفات، فمع الشعور بالغيرة، قد لا تحظى أخبارك السعيدة بالقدر نفسه من الاهتمام لدى الطرف الآخر، بل على العكس، قد تحاول التقليل من قدرك وإنجازك مهما كان حجمه، هي علامة على انعدام الحب تجاهك.
-المقارنات الشخصية: دائمًا ستحاول أن تكون الأفضل، فتبدأ المقارنات بشكل متكرر وواضح.
-الشعور بالغضب عند تقديم أي نصائح: قد لا يفضل كثير من الأشخاص الحصول على النصائح من الآخرين، لكن السلفة الغيورة تصبح شخصية دفاعية بسرعة، فلا تحب أن تشيري إلى عيوبها، حتى إن كانت نصيحتك مفيدة وحسنة النية، إلا أنها تظن أنك تحاولين إظهار أنكِ افضل.
-غيرة النساء :
لأن الغيرة سلوك أنثوي بامتياز، فالغيرة بين النساء آفة منتشرة بكثافة. ويُعتقد أن المرأة وحدها من يقدر على كشف غيرة امرأة أخرى منها، . فبالنسبة للرجل، تتلخص غيرة امرأة من أخرى بملاحظة سلبية ضدها فحسب.
وتخفي الغيرة في طياتها انعدام ثقة المرأة بنفسها في الدرجة الأولى. ويمكن للغيرة أن تتحول إلى هوس يدفع الغيورة إلى عدم التوقف عن انتقاد من تغار منها، فتسعى إلى التقليل من شأنها وتخترع الأكاذيب لتشويه سمعتها تمهيداً لإخراجها من دائرة الضوء وتحريض المحيط ضدها.
وغالبا ما تحاول الغيورة في البداية مصادقة المرأة التي تغار منها، فتكون ودودة معها بطريقة مفرطة سعياً إلى كسبِ ثقتها. تعمل بعدها على محاصرتها وتضييق الخناق عليها. فاقترابها من فريستها يسمح لها بمراقبتها لإتقان تقليدها ولكشف نقاط ضعفها بهدف فضحها في المجتمع والتقليل من شأنها وهز صورتها والتغلب عليها.
وتقوم الغيورة بتشويه سمعة سلفتها من خلال التحدث مع أكثر الأشخاص ضعفا واستعدادا لتصديق الأكاذيب التي ستحيكها والحكايات التي تتناول السلفة بطريقة سلبية. وقد تصرف الغيورة طاقة هائلة لعزل المرأة التي تغار منها، ولابتكار استراتيجيات تزعجها وتؤذيها.
الغيرة التي تسيطر على علاقات عدد من النساء في المجتمع، أكان في العمل أو في العائلة أو في الحب، غالبا ما تظهر بوضوح في معاملة السلفات لبعضهم البعض بسبب تنافسهم على حيازة إعجاب أهل الزوج والعائلة والمجتمع. ويكمن مصدر الغيرة في قيام السلفة دائما بمقارنة نفسها بسلفتها. وبسبب مشاكل نفسية لا تتمكن المرأة الغيور من تخطيها.
-متى تشتعل الغيرة بين السلايف؟
*الصداقة مع الزوج:
هذه أهم الأسباب التى تثير غيرة السلايف من بعضهما البعض، فإذا لاحظت الزوجة اقتراب زوجها من زوجة أخيه بشكل زائد عن الطبيعى أو فى إطار صداقة قوية تجمع بينهما من هنا تشتعل النار بداخلها، فالزوجة عادةً ترغب فى أن تكون السيدة الأولى والأخيرة فى حياة زوجها، وإذا شعرت بأن هناك أى امرأة أخرى تشاركها أو تقاسمها هذا الدور مهما تأكدت من سلامة نيتها إلا أنها تبدأ فى شن الهجوم عليها بكل الطرق والوسائل الممكنة.
*المقارنة المستمرة:
أما المقارنة الدائمة بين السلايف أيضاً فهى أكثر ما يجلب المشاكل لهن، لأنه بالتأكيد هناك اختلافات سواء فى الشكل أو العمر أو حتى المستوى المادى والاجتماعى، والأقل منهما فى أى من الأبعاد السابقة تكون صاحبة المشاعر الأسوأ للأخرى.
*الاقتراب من الحماة :
فكرة اقتراب أحداهما من الحماة أو من شقيقة الزوج عن الأخرى أيضاً من عوامل إثارة غيرتها لأنها تشعر بالظلم وتشعر بأنها غريبة وسط هذه العائلة، ومن هنا تبدأ بارتكاب أفعال وأخطاء رغما عن إرادتها.
*التحكم فى العائلة :
فكرة السيطرة والقيادة إذا وقعت فى يد إحداهن وغالباً تكون زوجة الشقيق الأكبر، هنا تبدأ الزوجة الأخرى فى محاولة الإيقاع بين الأخوات حتى تخرج من هذه السيطرة.
ولكن كيف تتحول العلاقة بينهم إلى الصداقة؟
*إذا كانوا أكثر من سلفة
أما فى حال وجود أكثر من سلفة فعادة ما تجتمع اثنان منهن أو تتآلف اتحادات داخل العائلة الواحدة، وهنا تقام علاقات صداقة قوية بين جبهة فى مواجهة جبهة أخرى.
*إذا تساوين فى الظلم :
أما إذا تساوى السلايف فى الظلم أمام الحماة أو شقيقة الزوج هنا يبدأن فى علاقة صداقة وشكوى ومحاولة التخفيف عن بعضهن البعض.
*إذا اتفقوا على أزواجهن :
أما إذا اقتربن من بعضهن البعض فعادة ما يكون السبب وراء ذلك هو إحداث انقلاب على الأزواج والتعرف على أسرارهم وتكوين اتحاد نسائى فى مقابل أزواجهن، وهنا تكون علاقة الصداقة الأقوى.
لكن فى النهاية لا يمكن أن تكون هناك علاقة صداقة قوية بين السلايف بسبب العوامل البيئية والاجتماعية المحيطة بهن، فمعظم العائلات والأسر لا تجيد التعامل مع هذه العلاقة الحساسة وربما تستخدم أطرافها هذه العلاقة لمصالحها الشخصية، فالحماة أو الشقيقة قد يتمتعان بإشعال نيران الفتنة بين السلايف حتى يسيطرون قبضتهن على العائلة ومن هنا يندر ويصعب الصداقة إلا فى ظروف صالحة لنمو هذه العلاقة
## عزيزتى :
يحب عليكى وضع حدود للتعامل مع زوجات أبنائك، حتى لا يتمادين في الغيرة والمكائد، كما يجب الحفاظ على علاقة الود بينك وبين زوجة ابنك، من أجله وأجل أحفادك، احرصي على عدم التدخل في شئوونها، كما يجب عليكِ محاولة فهم طباع زوجة ابنك واحتوائها.
**عزيزتى :
انصح بضرورة ابعاد زوجات الأبناء عن بعضهن لتجنب حدوث مشاكل، و كل واحدة يجب أن تتحمل مسؤولية نفسها وبيتها، لأن وجودهما في بيت واحد يتسبب فى حدوث المصائب والغيرة والمشاكل والحروب.
وانصحيهم بأن تكون تصرفات كل واحدة منهم ومتطلباتها في إطار بيتها وحياتها نابعة عنها، وليست ردة فعل على ما تقوله وتفعله سلفتها.
وانصحيها عند زيارة منزل أخ الزوج عليها احترام خصوصية هذا البيت وعدم التنقل فيه بحرية، لأن وضع الحدود يحافظ على هذه العلاقة ويفيد استقرارها.وعلمى أطفالها احترام الآخرين وعدم التطاول عليهم بالايذاء اللفظى أو البدنى .
وفي حال حدوث أى مشكلة بين السلفتين، على كل واحدة منهن عدم تصعيد الموقف أو إقحام الزوج في هذا الشأن، بل من المهم التعامل بصبر وحكمة مع سوء التفاهم أو الإشكال، لأن هذه العلاقات العائلية طويلة الأمد ولا تُنصح المرأة أبداً بالاستهانة بها.
– يجب على زوجة ابنك الأصغر أن تكون قدوة، وتعلم اطفالها كيفية التعامل مع الأطفال والبالغين الآخرين بلطف واحترام من خلال قيامها بالشيء نفسه إزاء الأشخاص المحيطين بها، بما في ذلك الدفاع عن الآخرين فيما إذا تعرضوا لسوء معاملة. إذ يتطلع الأطفال إلى والديهم كقدوة على كيفية التصرف.
و عادة ما يكون الأطفال المتسلطون يقلدون ما يرونه في البيت. فهل يتعرضون لسلوك بدني أو عاطفي مؤذٍ منها؟
##سيدتى :
لا تتركى لها فرصة لإغضابك، وتعاملى معها دائما بهدوء أعصاب، ولا تتعمدى إثارة غضبها، لكن احذرى دائمًا أن تكون جملك واضحة وقصيرة، بحيث لا يمكنها التغيير فيها أو اتهامك بسوء التصرف أو الفهم، ولا تستعينى بأى وسطاء فى حل أو توضيح أى خلاف بينكما فى وجهات النظر حتى لا تجد فرصة لاختلاق المشكلات.
##سيدتى استخدمى أسلوب التجاهل :
لطالما كان أسلوب التجاهل علاجا للكثير من الأشخاص الذين يتعمدون إثارة المشاكل، فالتجاهل يلغي وجودهم ويحبط خططهم، لذلك على زوجة ابنك الاكبر أن تتجاهل مضايقات سلفتها وتترفع عن الرد عليها وكأنها لم تسمعها ولم تشاهدها أمامها.
##سيدتى :
التعامل معها عند الضرورة فقط :
يُفضل زيارتها والتحدث معها في المناسبات والمواقف الاجتماعية للضرورة فقط، وبذلك قد تتجنب زوجة الابن الأكبر حدوث مضايقات بينهما، ولكن إذا زاد الأمر عن حده فيجب اتخاذ موقف حاسم.
ولا تغفلى التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة ؛ لأن العبد أقرب ما يكون إلى ربه أثناء السجود، وسل الله تعالى أن يصلح زوجة ابنك ويهديها لأحسن الأخلاق، ويصرف عنها سيئها، والزمى الاستغفار، وأكثرى من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).