أقلام حرّة

ظاهرة إنتحار طلاب الثانوية العامة…لماذا؟!

 

 

 

بقلم/دكتور رضا محمد طه

 

 

هل سمعنا او قرأنا في يوم من الأيام عن انتحار طالب في مرحلة تعادل الثانوية العامة في بلاد الغرب؟ ولما لا يمر عام الا ويصيبنا الحزن والغم عندما نسمع عن انتحار طالبة او طالب بعد خروجهم من لجنة الامتحان بسبب صعوبة الإمتحان بالنسبة لهم وآخرها ما انتشر علي مواقع التواصل الاجتماعي عن انتحار طالبة في بور سعيد بسبب صعوبة الكيمياء .

 

الأسرة المصرية لها دور في ظاهرة الانتحار هذه والسبب جو التعبئة والشحن والضغط المعنوي الذي تفعله علي الابن او الابنة عندما يصلون لمرحلة الثانوية والبعض يتحدث عن تلك السنة الدراسية كما لو انها هي عنق الزجاجة او المحددة لمستقبل ابنائهم ويتصورون خطأ أن كليات المعروفة بكليات القمة هي مصدر السعادة والمستقبل المضمون الذي يجعلهم في صدارة وصفوة المجتمع لذا لا يرون ابناءهم الا قائلين لهم ذاكرو ابن او بنت فلان مش احسن منك لا يتركون الكتاب ٢٤ ساعة ويحثونهم علي ذلك دون ملل او كلل من التكرار والإلحاح ، بما يجعلهم يضعون الأبناء تحت ضغط نفسي رهيب ومعه يعلو سقف طموحهم بما قد لا يتناسب مع قدراتهم لذا وعند ادني اخفاق ينهارون ويقبل بعضهم علي الانتحار.

 

اما عن اسلوب وطريقة التعليم عندما فعليها العديد من التحفظات. اولا ونظرا لغياب الدور التربوي للمدرسة بسبب عدم حضور التلاميذ اليوم الدراسي لذا يعتمد هؤلاء التلاميذ علي الدورس الخصوصية والتي يأخذون منها معلومات دون تربية اوتهذيب للسلوكيات التي تتماشي مع القيم والمباديء والاخلاق الحميدة ولذلك تظل مفاهيم غالبية التلاميذ عن الثانوية العامة انها مسألة “حياة او موت” بسبب ضغوط الأسرة والمجتمع.

 

واكبر الظن ان ذلك لا يحدث في البلاد المتقدمة وتبقي مفاهيمهم وتقييمهم لأي مرحلة في التعليم بأن لها نفس الأهمية من بداية مرحلة الحضانة “كي جي وان” وحتي مرحلة الحصول على أعلي الشهادات وممنوع بل محرم ممارسة الضغط النفسي او حتي الذهني بدفع الطلاب للحفظ والتلقين سواء من الأسرة او المؤسسة التعليمية لذا يعيش هؤلاء في صحة وانسجام نفسي وعقلي ولا توجد عندهم مفاهيم لكليات قمة او كليات دنيا ويتعلمون منذ نعومة اظافرهم كيف يفكرون لاختيار كلية او مؤهل تعليمي يتناسب مع قدراته وميوله لذا يبدعون فيما يتخصصون.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق