مدينة كاملة مفقودة تحت الرمال في الأقصر

متابعة عبدالرحمن مؤمن

لازال علماء الآثار يكتشفون  كنوز أثرية فرعونية ولازالت المفاجآت مستمرة فقد تم   إكتشاف مدينة كاملة مفقودة تحت الرمال في الأقصر

وهذه المدينة  تسمي”تحن آتون” بمعنى (اشراقة آتون)

و تأسست في عهد الملك امنحوتب الثالث ابو اخناتون  هو نفسه  امنحتب الرابع الجميل فالمدينة  مختلفة عن أي أثر مصري يعني  اغلب  ما  وصل لنا  من المصريين القدماء كانت المعابد العملاقة ومقابر الملوك والامراء الفخمة والاهرامات والمبانى الضخمة اللي اتبنت بالأحجار الصخرية انما بيوتهم اللي كانوا عايشين فيها واللي كانوا بيبنوها من الطوب اللبن مقدرتش تصمد مع الزمن وتلاشت

فهذا الاكتشاف يعتبر من اعظم الاكتشافات لعهد المصريين القدماء  لأنهم وجدوا  اخيرًا اشكال واضحة لبيوتهم وشوارعهم كمان ، البيوت اللي تم اكتشافها جدرانها ارتفاعها ٣ متر وفي حالة ممتازة وشبه مكتملة

ما حدث في هذه المدينة ان بعد ما حكم امنحوتب الرابع بدأ يكون فيه بينه وبين كهنه امون عداء شديد وعشان يكون بعيد عن بطش رجال الدين وكهنه امون قام جمع كل عمال واهالي مدينة تحن اتون وسابوا كل حاجة وراهم وهربوا من الأقصر الى المنيا في الشمال وبدأوا يبنوا عاصمة جديدة في تل العمارنة “اخت آتون” او زي ماهي معروفة اليوم باسم اخيتاتون

الغرف في منازل المدينة تم العثور عليها مليانه بالادوات اليومية اللي كان بيستخدمها المصري القديم منها اواني حفظ النبيذ وطعام محفوظ زي الأسماك و اكسسوارات وغيرها وكأنهم لسه سايبين المدينة امبارح مش من ٣٥٠٠ سنة

بالإضافة إلي خواتم وجعارين واواني فخارية ومن الواضح ان المدينة كان فيها ٣ قصور للملك امنحتب التالت

حتى الان اكتشفنا ان المدينة كانت متخططة
ومتقسمة الي ٣ أحياء ، المنطقة الاولى هي المنطقة الخدمية و دي عثر فيها على مخبز المدينة والأفران بتاعته ومنطقة الطهي اللي كانت بتمد المدينة بالطعام والخبز

المنطقة التانية كانت الحي الاداري والسكني ودي لقينا فيها الوحدات السكنية المخططة ومحاوطه بسور جداري متعرج والسور ده فيه بوابة دخول واحدة بتدخلك علي الشارع الرئيسي و الطرق والمنازل يعني حاجة اشبه بكمبوند

اما المنطقة التالتة دي المنطقة الصناعية لقينا فيها مصنع انتاج الطوب اللبن اللي كان بيستخدم في بناء المنازل والقصور والطوب كان بيتم ختمه بشعار (نبت ماعت رع) وده اسم الملك امنحوتب الثالث وكمان مصانع لانتاج الخزف والتمائم المستخدمة في المعابد و مصنع غزل ونسيج ومصنع للمنتجات الزجاجية والمعدنية والاكسسوارات ومصنع لعب اطفال ومصنع للأحذية والنعول ومصنع صنارات لصيد الاسماك ومخزن لتجفيف وتخزين اللحوم

كمان تم اكتشاف دفنتين لبقرة و ثور مش معلوم تحديدا ليه مدفونين بالشكل ده وجاري تحديد السبب ، بخلاف اناء فيه لحم مسلوق يزن حوالي ١٠ كجم لحم ومكتوب علي الاناء (لحوم مسلوقة لعيد حب سد الثالث ، مقدمة من جزارة “خع” التي صنعها الجزار “ايوي ” ) عرفنا من الاناء ده اسم شخصين من سكان المدينة ، الجزار (ايوي) واللي كان شغال في جزارة الحاج (خع) واولاده

عيد ال (حب سد) ده عيد مصري قديم كان بيحتفل بيه كل حاكم مصري بيزيد فترة حكمه عن ٣٠ سنة ، يعني بعد ٣٠ سنة بينزل الملك يحتفل بعيد الحب سد بأنه يظهر قوته البدنية والجسمانية قصاد جموع من الشعب عشان يثبت انه لسه جدير بحكم البلاد ، ف مكتوب على الفخار انه عيد (حب سد الثالث) لان الملك امنحوتب احتفل بالعيد ده ٣ مرات ، اول مره بعد ٣٠ سنة من حكمه ، المرة التانية بعد ما أتم ٣٤ سنة ، المرة التالتة بعد ما أتم ٣٧ سنة

الكشف ده صنفته (بيتسي بريان) عالمة المصريات الامريكية أنه تاني أعظم إكتشاف مصري في التاريخ بعد إكتشاف مقبرة الملك توت عنخ امون

كشف فريد من نوعه  لأنها مدينة سكنية صناعية ادارية بهذا الحجم في تاريخ مصر القديمة

اكتشفوا أن هذه المدينة  من شهر أبريل. السنه التي مضت  وحتي الان لم يتم الكشف سوى  ربع المدينة ولازالت البعثة مستمرة في البحث  وكل يوم يلاقوا امتداد جديد للمدينة. وكل يوم ام الدنيا بتبهرنا بتاريخها الممتد آلاف السنين .