أقلام حرّةالمميزة

سؤال لحضرتك .. هل يعجبك التعليم في مصر ؟؟

 

 

 

عجائب عبدالقدوس

بقلم الكاتب/ الصحفي محمد عبد القدوس 

 

تحدثت مع حضرتك عن خوفي على بلدي من مصيبة أسمها البطالة ، وهي موجودة أصلاً ، والأرقام تشير إلى أنها في زيادة مستمرة بسبب كثرة عدد الخريجين كل عام! نصف مليون طالب في سوق العمل سنوياً غالبيتهم العظمى من الجامعات المصرية ، والكثرة الساحقة من هؤلاء لا يجدون “شغل ولا مشغلة” بالتعبير العامي بسبب ضعف مستواهم، ويضطر الكثير منهم إلى العمل في وظائف بعيدة جداً عن تخصصهم!!

 

وفي يقيني أن حل هذه المشكلة يبدأ من “تحت” أو من المنبع .. أي التعليم العام، ومن هنا كان سؤالي لحضرتك هل يعجبك التعليم في بلادي ؟!

وعن نفسي لا يعجبني أبدا لأسباب سأشرحها حالا ، لكن قبلها أقدم لحضرتك مفاجأة خلاصتها أن الناس العاديين وأنا وأنت نتحمل جزء كبير من المسئولية عن أوضاع التعليم في بلدنا!

فمازالت عقلية “الموظف” تسيطر علينا .. فلا يفكر من الناس إلا إستثناء بالدفع بأولاده إلى التعليم الفني .. ويصر أن يذهب به إلى التعليم العام ويدفع دم قلبه، وفي نهاية المطاف يتخرج أبنه ويجد نفسه عاطل عن العمل لأن سوق العمل في غنى عنه!!

 

وفي يقيني أننا إذا أردنا التغلب على مصيبة البطالة والعاطلين من الشباب التي تهدد مصر فلابد من أن يكون التعليم الفني له الأولوية ، وتعمل الدولة على تطويره باستمرار .. وفي السنوات الأخيرة أنشئت مدارس فنية تكنولوجية على أعلى مستوى ترعاها الشركات الكبرى في مصر، وطلابها يتدربون عندهم ومستقبلهم مضمون.

 

وإذا جئنا إلى التعليم العام الذي لا يعجبني وأظنه لا يعجبك أيضاً نجد فيه بلاوي تعرقل مسيرته أهمها إنتشار الدروس الخصوصية على حساب التعليم في المدارس!!

والأستاذ معذور في ذلك لأن وضعه المادي صعب جداً ، وغلاء المعيشة يطحنه، فالأهتمام بالمعلم وتحسين أحواله أمر يجب أن يكون له الأولوية!

 

والمصيبة الثانية إفتقاد العدالة الإجتماعية في التعليم بين الأغنياء والفقراء، وهناك مدارس زي الفل والتعليم فيها عشرة على عشرة ولكن غالبيتها العظمى خاصة بالأثرياء فقط ، والعديد منها أجنبية ومصاريف هذه المدارس باهظة فلا يقدر عليها إلا قلة القلة وهي تزداد بأستمرار بسبب تقلبات الدولار!! وتدهور الجنية المصري ..

 

ويدخل في دنيا العجائب أن الأثرياء أنفسهم بدأوا يشكون من المصاريف الباهظة لأولادهم بالمدارس ويفكرون في نقلهم إلى مدارس أخرى أقل تكلفة.

 

أما دور العلم الخاصة بالناس اللي تحت، فالطالب يتخرج منها وهو غير متعلم!! وبعيداً جداً عن سوق العمل ، والدروس الخصوصية طالته هو الآخر، فالتعليم المجاني أصبح في خبر كان.. ونهضة بلادي الحقيقية لن تكون إلا بوضع التعليم في المرتبة الأولى من الأولويات وربطه بسوق العمل .. والدول التي شهدت نهضة مؤخراً “وأحوالها زينا” كان مفتاح نهضتها التعليم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق