أسرار وحكاياتالمميزة

الليالي الرمضانية فى عهد الملك فاروق الأول

 

 

 

كتب/ساجدةخليل

 

 

كان الملك فاروق لا يتناول وجباته في قاعة الأكل ، إلا في المآدب الملكية ، أو عندما يدعي كبار رجال القصر إلي تناول طعام الغداء علي مائدة الملك ، وفي غير ذلك وعندما يكون الملك بمفرده ، فإن الطعام يقدم له علي مائدة صغيرة وكانت حياة جلالة الملك الخصوصية مثالا في البساطة ..

 

 

وإذا جاء رمضان مدت موائد الرحمن فى ساحة قصر عابدين طوال ليالى رمضان إفطارا وسحورا مستعدة للاستقبال العمال والفلاحين وعموم الشعب االمصري الذين كانوا يشاركون الملك في مآدب الإفطار ويستمعون معه إلي آيات الذكر الحكيم من كبار القراء وكان حريصا علي أن يشارك أبناء شعبه في هذه الليالي المباركة ، فأمر أن تفتح السراي أبوابها في كل ليلة للجميع لا فرق بين غني وفقير ..

 

وخصص الملك العديد من المطاعم المنتشرة فى القاهرة ليذهب اليها الفقراء والمحتاجين وتتولي إدارة الخاصة الملكية دفع قيمة المأكولات من الإفطار والسحور ..

 

 

وجه الملك فاروق الكيفية التي تحتفل بها البلاد حكومة وشعباً بالأعياد الملكية توجيها جديدا :

فأمر بإلغاء الزينات والحفلات علي أن يذهب المال الذي ينفق إلي الفقراء تخفيفا لضائقتهم ومساعدة لهم في شدتهم فبث في البلاد روحاً جديدة في معاملة الطبقات الفقيرة ..

 

وعنما قامت الحرب العالمية الثانية امر بالغاء مأدب الافطار التى كانت تقام في القصر الملكي في شهر رمضان لأمراء البلاد وعلمائها ووزرائها ، علي أن تحل محلها مآدب في القاهرة وسائر مدن المملكة وأرجائها للفقراء والمعوزين علي حساب الجيب الخاص الملكي طول مدة شهر الصوم المبارك ..

 

 

وقبل حلول شهر رمضان بأيام يذهب المحافظون والمديرون والمسئولون إلي قصر عابدين ويتسلمون من معالي رئيس الديوان العالي الاعتمادات المالية اللازمة لهذه المآدب مع رجاء من جلالة الملك بأن يعدوا الفقراء الذين يدعونهم إليها (ضيوف جلالته) ، وأن يبالغوا في إكرامهم والاهتمام بهم ..

 

كان الملك يأمر الخاصة الملكية بتوزيع مبالغ من المال علي العائلات الفقيرة ، فلا يمر عيد الفطر المبارك من غير أن تشعر هذه العائلات به ، كما أمر بتوزيع مبالغ أخري من المال علي كل بيت فقير في القاهرة وفي الأقاليم ..

 

 

ولم يكن يمر أسبوع من أسابيع شهر رمضان دون أن تقام فيه مأدبة من المآدب الملكية التي جرت عادة الملك علي إقامتها في كل عام للعمال ورجال الجيش والضباط ومشايخ الطرق الصوفية والأئمة والخطباء وللطلبة الغرباء في مصر ..

 

وعندما يقبل أفراد الشعب علي القصر في أمسيات رمضان يذهبون إلي غرف التشريفات لقيد أسمائهم في السجلات المعدة لذلك ، وكان قصر عابدين يٌضاء بالأنوار الكثيرة لإحياء ليالي رمضان ويعد عددا كثيرا من المقاعد في الفناء الداخلي للقصر لجلوس الألوف الذين يقبلون لسماع آيات الذكر الحكيم ..

 

وكان الملك في شهر رمضان يؤدي أول صلاة جمعة في هذا الشهر في مسجد الرفاعي مع العلماء والكبراء ، بل كانت الصلاة فيه مباحة للجميع في حضرة الملك

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق