النص الحلو

لم يستوصوا بنا خيرا يا رسول الله

 

 

تقدمه: د .أماني موسى

أنا مهندسة واعمل فى وظيفة مرموقة متزوجة منذ تسع سنوات، ومنذ بداية زواجي وأنا وزوجي لا نتفق على أي شيء هو يعارض كل شيء أنا أريده،.
عصبي جداً، ويدقق على أصغر الأشياء، وأنا تعبت ومللت كثيرا من التدقيق على أصغر الأشياء في الحياة، لا يأكل أي شيء إلا أكلات معينة، وإن كانت ليست على مزاجه يقوم بالصراخ، متسلط ويفرض رأيه حتي إذا كان خطأ.

الاولاد من كان منهم على وضع لا يليق، فإنه يُسارع إلى تغييره في لمح البصر ، ويحدث ذلك بقدرة فائقة اكتسبها من طاقة الرعب والفزع بداخله؛ مما يتوقع حدوثه!
يسارعون إلى مقاعدهم، متظاهرين بالجدية في الدراسة، ولا يستطيعون حتى الترحيب به!

أما انا أشعر بانقباضة قلبى ،انظر بارتباك وأتلفت حولى ،مترقبة ، متى ستبدأ عاصفة اليوم؟

ينظر إلى الجميع شزرا ويلقي التحية، ثم يبدأ فى إلقاء الأوامر، أمر تلو الآخر وتبدأ الانتقادات لمظهرى ونظافة البيت وتربيتى للأولاد و…………. ،ودائما اكون مقصرة فى نظره ،لايرضيه اى شىء.

اسأل نفسى إلى متى هذا الصراع ؟

وهل بقى في الجسد طاقة لمواجهة هذا البركان الذي يثور دون سابق إنذار، ولأسباب لا تستدعي؟!

هل بقى فى الجسد طاقة لتحمل كل هذه الطاقة السلبية التى تنتشر فى جسدى وافكارى تكاد أن تدمرنى ،وتؤثر على الصحة النفسية لأولادى الصغار؟

فكل نقاش يتحول لنقاش حاد و الصياح حتى لو كان الأمر لايستحق .

فى هذا التوقيت أصمت تماما، ولا ارد إلا إذا وجه لى سؤالا يستدعي الرد حتما، فبعض الأسئلة لا يراد منها إجابة، ولكن تكون لإنتقادى وتوجيه بعض العيوب والاتهامات واللوم ؛ مثل: أَلم أقل كذا؟ ألم أضع هذه الأغراض هنا؟ انتى لاتستطيعى السيطرة على الأولاد ولا تحسنى تربيتهم ! واتهامات كثيرة ……
فى البداية كنت ارد على كل كلمة بعصبية وحدة فى الكلام لكن الان ،

الوذ بالصمت التام، ولا انصرف من أمامه، بل ابقى أمامه ثابتة غير شامتة ولا ساخرة، وان كنت أحاول أن اظهر الضيق والتأثر من هذا الحال السىء.

وعند سكوته وإنهاء الحرب علينا انا والاولاد ، كنت اخرج من الغرفة واتركه وحده واليأس يتملكنى والحزن يملأ قلبى .
أصبحت لا احتمل وكرهت الزواج وكرهت حياتى واشعر باليأس والإحباط من الحياة وليس عندى اى رغبة أو حب للدنيا وليس عندى اى طموح فى الحياة ونسيت كل احلامى وتخليت عن كل اهدافى .
فقط انظر لاولادى فهم املى الوحيد .
هو زوج لا يحترمنى ولا يقدر أنى اعمل واشارك راتبى كاملا فى المنزل واخدمه هو واولاده وأقوم بكل واجباتى كزوجة وأم بكل مااستطيع .
لا يخلو أحدنا من العيوب والتقصير فنحن بشر لكنه متسلط ولا يراعى الله فى كل معاملاته معى كزوجة ،وسبب لي اوجاعا وقهرا .
إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله
فأبى متوفى وسأشكيه لأبى محمد بن عبد الله
“لم يستوصوا بنا خيرا يارسول الله “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق