أسرار وحكايات

ماذا تعرف عن : مطعم فاروق الخيرى 

 

 

بقلم: د.جمال المهندس

 

إذا مررت من شارع الجيش تحديدًا فى منطقة باب الشعرية سوف يلفت انتباهك مبنى صغير قديم للغاية تعلوه لافتة مكتوب عليها “مطعم فاروق الخيري”، إذ يرجع تاريخه إلى عام 1932.

 

افتتح الملك فاروق ( عندما كان اميراً للصعيد في عهد والده المليك فؤاد الاول ) هذا المطعم ليكون ملكًا للفقراء وعابري السبيل، وقد أمر بتقديم خدمات على أعلى مستوى حيث إنه اختار لهذا المطعم أمهر الطهاه عملًا بقول الله تعالى “لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم” صدق الله العظيم.

 

كان من المعروف عن هذا المكان أنه يقدم الوجبات بأقل الأسعار، فكان المطعم يقدم الوجبات بربع الثمن ومن لا يملك المال يحصل على وجبته مجانًا، وكان يمكن للمرء الحصول على دجاجة بتعريفة وهو مبلغ زهيد جدًا بالنسبة للوجبة حينها.

 

ظل المطعم يعمل لقرابة العشرون عاما وأخذ شهرة واسعة فى أرجاء المحروسة فيأتى إليه كل صباح الفقراء من كل حدب وصوب آملين فى الحصول على وجبة، لولا وجود مطعم الملك فاروق ما كانوا تذوقوها، لكن بعد احداث عام 1952 انهت حياة المطعم الذى كان مقصد المئات من فقراء مصر، وتم تأميم المكان وبعد مدة قليلة غادره الطهاة لعدم الحصول على رواتب لأن من كان يمولهم قد ذهب إلى الأبد.

 

لم تمر سنة وبدأت معالم المطعم تختفى شيئًا فشيئًا حتى تلاشت وتحول المكان إلى مبنى تابع للشئون الاجتماعية ليستخدم كمنفذ لصرف المعاشات وبعدها تم نقل المنفذ وبقت اللافتة التى شهدت أحداث كثيرة لم نشهدها نحن من أصوات فقراء طالبين للطعام، وحامدين الله بعد إنهاء وجباتهم ورائحة طعام شهى كانت تنبعث من هنا طوال عشرون عاما.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق