صحتك تهمنا

الجوع ….هل يؤجل الشيخوخة؟

 

 

 

تقديم / دكتور رضا محمد طه

 

يبحث البشر دائمًا عن طرق لإبطاء الشيخوخة وإطالة عمرهم. من ينبوع الشباب إلى الكأس المقدسة ، كان البشر دائمًا يبحثون عن طريقة لإبطاء أو عكس مسار الشيخوخة وإطالة حياتهم. وبفضل التقدم العلمي اليوم ، أصبح الناس الآن يتقدمون في العمر ويعيشون حياة أطول. قفز متوسط العمر المتوقع من 66.8 عامًا في عام 2000 إلى 73.4 عامًا في عام 2019. ومؤخرا ، تم الاعتراف بإسبانيا على أنها أكبر شخص على قيد الحياة في العالم في سن 115. في الوقت الحالي ، لا يوجد شيء اسمه وصفة طبية لمكافحة الشيخوخة ، على الرغم من وجود عدد قليل من الأدوية التي تم الترويج لها علي أن لها خصائص محتملة لمكافحة الشيخوخة، وذلك من منظور تنظيمي ، فمن غير الواضح أيضًا ما إذا كان يمكن وصف الأدوية للشيخوخة ، على الرغم من دفع العلماء لهذا الاتجاه.

“عش سريعاً تموت صغيراً” مقولة ترتكز علي حقائق علمية إحداها وهي أن الكثير من السعرات الحرارية يجعل معدل الأيض سريعاً في خلايا الكائنات الحية ويترافق معه زيادة في معدل إنقسام الخلايا وقصر أطراف علي كروموسوم الخلايا تسمي تيلومير وبعد أن تستنفذ الخلية الحد المسموح لها بالإنقسام ينتهي التيلومير. لذا يسعي العلماء لإستمرار عمل إنزيم التيلوميراز في خلايا الجسم الطبيعية حيث أنه المسئول عن إطالة التيلومير علي أطراف الكروموسومات ومن ثم تعطيل موت الخلايا، هذا الإنزيم يتواجد بصورة دائمة في الخلايا السرطانية وهو سر إنقسامها بلا حدود، لذلك أحد علاجات السرطان هو تجويع الخلايا السرطانية بمنع تناول السكر وتقليل السعرات الحرارية .

عمر الإنسان كما يقول العلماء أن الجينات مسئولة عن 25-35% منه والبيئة مسىئولة عن حوالي 70%، والأمثلة علي ذلك كثيرة. فبالرغم أنهم متطابقين وراثياً تعيش ملكات النحل وتتكاثر لعدة سنوات في المقابل تعيش الشغالات فقط أشهر معدودة، ويرجع العلماء ذلك إلي نوعية الغذاء حيث تتغذي ملكات النحل علي الكثير من الهلام الملكي بواسطة الشغالات في حين تتغذي الشغالات علي القليل جداً من هذا الغذاء الملكي ومن ثم فإن السبب في طول عمر الملكات هي نوعية الغذاء. أما المثال عن تأثير البيئة فموجود في شجرة الأرز الأبيض الشرقي، حيث أنها إذا نمت في بيئة غنية بالغابات العميقة فإنها تعيش ما يقرب من قرن (100 سنة) بينما إذا وجدت ونمت في بيئة صخرية فقيرة فإنها تنمو ببطيء ومن ثم تبذل الجهد كي تحيا أكثر من ألف عام.

أظهرت الدراسات العلمية أن تقييد السعرات الحرارية يمكن أن يزيد من العمر الافتراضي في عدد من الدراسات ، على الرغم من أن تطبيق هذه الاستراتيجية على البشر أمر صعب وغير عملي للغاية – فالناس لا يحبون الشعور بالجوع طوال الوقت. تتمثل إحدى استراتيجيات البحث في تحديد الأدوية التي قد تحاكي تأثير تقييد السعرات الحرارية على المستوى الخلوي ومعرفة ما إذا كانت هذه الأدوية يمكنها أيضًا تحسين مدى الحياة. ويعتبر تقييد السعرات الحرارية – أي تقليل كمية السعرات الحرارية دون سوء التغذية – هو الطريقة الأكثر قوة وثباتًا لإطالة عمر وتأخير الشيخوخة، لكن تقليل أو تقييد السعرات الحرارية له عدد من الآثار الجانبية ، وبالتالي فإن تحديد المركبات وخاصة الموجودة ببعض العقاقير التي يعالج بعض الأمراض والتي تحاكي فوائد تقييد السعرات الحرارية له أهمية وأهمية كبيرة. إبتكر باحثون من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة طريقة حسابية تعمل من خلال تحديد الأدوية التي تظهر بصمات جزيئية مشابهة لتقييد السعرات الحرارية وتسمح لنا بتحديد المركبات المختلفة كمرشحين لإبطاء الشيخوخة، ويقول الباحثون إن عقارريلمينيدين لارتفاع ضغط الدم يمكن إعادة استخدامه للمساعدة في زيادة عمر الشخص. وكانت دراسة أخري منشورة قد رشحت دواء آخر يفيد في إبطاء الشيخوخة وهو آلانتوين ، لكن بعد ذلك إستقر التركيز على ريلمينيدين لأنه متاح عن طريق الفم مع الاستخدامات السريرية البشرية والآثار الجانبية النادرة والقليلة له، حيث مؤكد أنه دواء جذاب لإعادة ضبط مواضع الأمراض الأخرى المرتبطة بالعمر ومكافحة الشيخوخة بشكل عام.

استخدم الباحثون في هذه الدراسة نموذجًا حيوانيًا ، وهو الدودة المستديرة Caenorhabditis elegans ، حيث إنها تعيش فقط لبضعة أسابيع، وأفادوا بأن الدواء يحاكي النظام الغذائي الذي يحد من السعرات الحرارية، والذي لطالما اعتبر تدخلاً لمكافحة الشيخوخة. وجد فريق البحث أن الحيوانات التي عولجت بالريمينيدين تعيش لفترة أطول بشكل ملحوظ ، حوالي 20٪ ، من المجموعة الضابطة ، كما أوضحوا أيضًا فوائد مدى الحياة والصحة في كل من الحيوانات الصغيرة والكبيرة. ثم نظروا إلى المؤشرات الصحية فوجدوا أن الحيوانات المعالجة بالريلمينيدين تتمتع بصحة أفضل لفترة أطول ، مما يعني أن كلاً من العمر والمدى الصحي يتم تمديدهما من خلال علاج الرلمينيدين. نشرت نتائج الدراسة مؤخرًا في مجلة Aging Cell.

منذ زمن بعيد ويسعي الإنسان والعلماء بالأخص بحثاً عن علاج للشيخوخة ويا حبذا لو كان مقترناً باستعادة الشباب، ولكنهم لم يتوصلوا بعد للعلاج الناجز، وبالرغم من أنهم العلماء لم يتوصلوا إلي العلاج الحقيقي الذي يطيل العمر لكنهم لم ييأسوا ويتوقفوا عن دأبهم وسعيهم نحو هذا الهدف . ولدى الكثير من العلماء يقين بأنه لا يمكن التوصل لأي دواء يعالج الشيخوخة، والسبب أن الشيخوخة في رأي هؤلاء العلماء ما هي إلا نتيجة حدوث تغير بيولوجي حتمي في جسم الإنسان لا يوقفه شفاء ـ ولا يفيده علاج ولطالما أضاع الناس من جهد ومال ودراسة وراء البحث عن دواء لعلاج الشيخوخة فما وجدوا شيئاً. قال تعالي في سورة فاطر “وَاللّهُ خَلَقَكُمْ مّن تُرَابٍ ثُمّ مِن نّطْفَةٍ ثُمّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىَ وَلاَ تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمّرُ مِن مّعَمّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاّ فِي كِتَابٍ إِنّ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ” صدق الله العظيم.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق