جميلات في المحاكم

أرملة المليونير

 

 

كتب/جمال قنديل

 

دق جرس التليفون .. أسرع المدير للرد .. طلب المتحدث الأستاذ عطا الله .. بسرعة نادي الساعي عليه من مكتبه المجاور .. تلقي الأستاذ عطا الله خبرا سارا 00 زوجته تم نقلها للمستشفي في حالة وضع استأذن المدير للذهاب للمستشفي 0كان يمنى نفسه بطفلة جميلة.. لقد رزقه الله بثلاثة أولاد ويريد أن يكتفي بذلك حفاظا على مستواه الاجتماعي فهو موظف بسيط وقف أمام حجرة العمليات يمثل دور إسماعيل ياسين ((ولد – بنت)) أشعل سيجارة وراء الاخري لكن والدته طلبت منه أن يكف عن التدخين : قال لها اتركيني يا ماما لقد تأخرت زوجتي في حجرة العمليات لعل المانع خير : أنا قلقان جدا رتبت الأم على كتفه قائلة خير يا ابني : ربنا يعطيك ما تتمناه رد الموظف : أنا أتمني بنت جميلة لكن الولادة شبه متعسرة وعلى العموم أنا راض بما قسمه الله0لحظات صعبة مرت كأنها الدهر حتى خرج الطبيب قائلا مبروك جالك بنت 00 طار الموظف من الفرحة كان الموظف يدلل ابنته منذ صغرها حتى وصلت للجامعة ويتغاضى عن كل مشاكلها مع أشقائهافهى ورثت حب المال عن جدها لوالدتها حتى مصاريف أشقائها كانت تستولى عليها عنوة00ولم يكن الأب من شدة حبه لها يؤخر طلباتها فكلها أوامر حتى لو اضطر للاقتراض من أجل أن يشترى لها فستانا أو هدية متواضعة وسارت حياة الفتاة المدللة حتى طرق قلبها ابن الجيران وكان شرطها الوحيد للزواج هو المال 00سألت والدها عن خطيبها (هو معاه فلوس كتيرولا)) وكانت إجابة الأب انه من عائلة مبسوطة جدا 00عندهم محلات وورش وغيرها وتم الزفاف وسط فرحة العروس بالشقة الفاخرة ومضت حياتها مع زوجها مثل أى أسرة 00يخرج الزوج فى الصباح لعمله بالمحل وتبقى هى ربة منزل تضع قبلة على جبينه وهو عائد بعد يوم عمل شاق 00رزقهما الله بطفلين جميلين زادت من فرح الأم لكنها أرهقت زوجها بمصاريف الاولادمضت السنوات والزوجة تعيش في رخاء حتي أصاب زوجها مرض مزمن .. وهنا تبدل الحال كان لابد لها أن تقتصد فى المصاريف .. فقد جاء المرض و معه الركود الاقتصادي مما زاد الطين بلة .. استطاعت الزوجة أن تواصل رحلة الكفاح مع زوجها لسنوات طويلة حتى انتقل للدار الآخرة حياة جديدة لم تعتد عليها .. مسئولية الأولاد مصاريف الدراسة .. لم يكن لها دراية في إدارة المحل ولا التجارة فقد عاشت حياتها ملكة متوجة علي عرش زوجها الذي كان يتفانى لإسعاد أسرته .. وبدأ دخل الأسرة ينحصر ووقفت الأم أمام الصعاب. بدأت تدير المحل بنفسها وتشرف عليه لكن خبايا التجارة وقلة الضمير وطمع العاملين فيها .. فرغم إنها أرملة شارفت علي الخمسين من عمرها إلا أنها كانت تتمتع بالشباب والحيوية.. ولم تستطع أن تستمر في إدارة المحل .. واضطرت أن تبيعه وتعيش من دخله القليل الذي لا يكفيها الحياة الرغد ة .. وكان لا بد من حل وجاءت الفكرة الزواج من ثرى لكي تظل هانم كما كان أشقاؤها يلقبونها وهي طفلة صغيرة كانت احدي المناسبات العائلية فرصة للأرملة أن يقع في غرامها مليونير دون أن تدري عندما لمحهاوهى منطوية علي نفسها فقد هجرت حياة الترف بعد أن مات زوجها صوب المليونير نظراته نحوها 00اقترب منها أحست برعشة تسرى فى جسدها لأنها هجرت عالم الرجال منذ سنوات 00 تحدث معها بضع دقائق 00 قطع حد ثيهما صديقتها صاحبة الدعوة 00انصرف المليونير وهو يحدث نفسه من تكون هذه الجميلة الرشيقة 00سأل أحد الحاضرين عنها ولكنه لم يجد عنده إجابة كاملة وقفت صديقتها تتحدث معها عندما لاحظت علامات الارتباك عليها فهى بغريزة الأنثى أحست أنها وقعت فى شباك المليونير ثم سألتها الأرملة من هذا الرجل الوسيم ؟ أجابت :انه سعادة المليونير العصامي المعروف ردت الأرملة :هو فعلا مليونير ولا أنت بتضحكى علىّ 0

ابتسمت صديقتها وأكدت لها أنه صاحب مصانع مشهورة ووحيد فى حياته قاطعتها الأرملة وكأن رنين الكلمات كان له صدى فى نفسها :يعنى إيه وحيد0أجابت :انه رجل بلا أولاد ولا زوجة !ردت الأرملة :يعنى إيه قصدك 00 تكلمي لقد دق قلبىله !طأطأت صديقتها رأسها وابتسمت وقالت لها هو الجميل وقع فى حب جديد0ضحكت الأرملة وقالت هو الحب ولا الزواج حرام !وجاءت الإجابة بأنه لم ينجب ويعيش فى فراغ عاطفى بعد موت زوجته0التقطت الأرملة نفسا عميقا كالصياد الذى وقع فى شباكه صيد ثمين ولا يريد أن يخرج من الشبكة قبل أن يمسك به.

 

 

انتصف الليل وسط الأضواء الخافتة وتم إطفاء شموع عيد الميلاد وجلس الجميع يتناولون الطعام00 وتصادف أن جلست الأرملة بجوار المليونيرأولعل هذه الصدفة من تد بير صديقتها صاحبة الدعوة تبادل الاثنان الحديث و التقت الرغبتان بعد أن علم المليونير كل شيء عن حياة الأرملة .. وأضيئت الأنوار ليفترق كل منهما بعد أن تبادلا أرقام التليفونات عادت الأرملة لشقتها .. وجدت ولداها يذكران فهما علي أبواب الامتحانات .. طلبت ابنتها مبلغا كبيرا للمدرس الخصوصى00اعتذرت الأم عن وجود المبلغ معها فالأسرة تمر بضائقة مالية خلدت الأرملة لحجرة نومها وصورة المليونير لا تفارقها00استيقظت فجأة على صوت ولديها وهما ذاهبان للدراسة وضع كل منهما قبلة الآم و استغرقت الأرملة في نوم عميق .. استيقظت من حلم طويل .. علي صورة زوجها الراحل و هي تضعها بجوارها ثم دق جرس التليفون وكان المليونير علي الخط و دار بين الاثنان هذا الحوار: يا هانم أنا عرفت كل شيء عنك وأنت عارفة أنني وحيد أريد زوجة تؤنسني في وحدتي .. لقد قررت الزواج منك فردت الأرملة المسائل مش بالسرعة دي يا بيه لازم أرتب حياتي مع أولادي ثم يقاطعها سوف اعتبرهم أولادي أنا كمان لقد حرمت من الإنجاب وسوف يعوضني الله في نهاية حياتي بأولادك فتتنهد الأرملة وهي تقول : اترك لي فرصة أشاور نفسي وأهيأ أولادي للزواج بك تحركت غريزة حب المال داخل قلب الأرملة من جديد فهي تريد أن تعيش مستواها المادي المرتفع وهذه فرصة جاءتها علي طبق من ذهب و قررت أن تتزوج هذا المليونير و ألاتترك الثروة تضيع من يديها فجلست مع ولديها أمام التليفزيون لمشاهدة المسلسل وبدأت تشكو لهما قلة ذات اليد وأن مصاريف الحياة كثيرة .. و هي لا تستطيع مواصلة الحياة في نفس مستواها الاجتماعي فرد ابنها العاقل و قال لها : يا ماما ياما في ناس اقل منا كثير تخرجوا في الجامعة اتركيها علي الله فقط ردت الآم ولكن أنا أحب أن أتناقش معكمافى أمر هام .. وهو الزواج .. انبهر الابن بما قالته أمه ورد عليها زواج إيه يا ماما .. أختي مازالت صغيرة و أنا لم أنته من الجامعة بعد .. لكن الآم قالت زواجي أنا من رجل أرمل ومليونير انتبهت ابنتها وهي كانت مركزة في مشاهدة التليفزيون وقالت لأمها اللي تشوفيه صح يا ماما افعليه .. بس يا ماما هو الراجل ده معاه فلوس ولا كوحيتي مثلنا ضحكت الأم و قالت : لا طلعة مثل أمك تماما لكن ابنها استأذن وعاد لمذاكرته ثم عاود المليونير اتصاله وسط كلمات الحب والغرام وعاشت الأرملة دور جوليت مع المليونير و لم تمض سوي شهور قليلة حتي انتقلت إلي القصر الفاخر بعد أن استطاعت بكل غرائز الانثي أن تستولي علي قلبه و عقله معا

وبدأت تغدق علي ولد يها من المال ما يريدانه وأكثر لكن الرياح عادة تأتى بما لاتشتهىالسفن لم تنعم الأرملة بحياة العز والجاه سوى سنوات بسيطة أصبحت خلالها كأنها فتاة فى العشرين بل تفجرت أنوثتها بعد الخمسين وقف القدر لها بالمرصاد 00مرض زوجها واشتد مرضه وهى لاتعرف عن أملاكه سوى القليل ولم تدخر أوراقا ولا ملكية لأي شئ كان كل همهاأن تعيش يومها فقط وحسب قرار الأطباء سافر المليونير للعلاج بالخارج00وعاد بصحة جيدة وتنفست زوجته الصعداء واعتبرت أن هذا بمثابة إنذار لها .. لابد أن تؤمن حياتها فزوجها لا ينجب و هي تخطت مرحلة الإنجاب .. طلبت منه أن يكتب لها كل أملاكه00 فطلب منها أن تعطيه مهلة لدراسة الأمر00ولأن المليونير كان يتمتع بالمكر والخديعة فقد رفض طلب زوجته وهنا أحست الزوجة بالهزيمة00 وجلست تفكر مع نفسها هل تستمر معه فى حياة الترف أم تأخذ منه موقفا صلبا واستقر رأيها على الموقف الصلب لعلها تنال ماتريد فحولت حياة زوجها لجحيم لايطاق مشاجرات بالليل والنهار مما تسبب لزوجها فى خسائر مادية كثيرة فقررالزوج عقابها فقام بطردها من المنزل متصورا أن عودتها للحى الشعبى وطردها من جنته ربما يعود إليها التفكير و تصبح جوليت لكنها استمرت في عنادها وطلبت نصف ثروته فقط ثم الربع وهنا أدرك المليونير أنه وقع ضحية زوجة جشعة لا يهمها سعادة زوجها بقدر ما يهمها المال ورفض كل محاولاتها لاستنزافه فوجدت الزوجة نفسها في مأزق ورأت أن المخرج منه هو اللجوء لمحكمة الأحوال الشخصية لرفع دعوي طلاق وبموجبه ستحصل من زوجها المليونير علي نفقة متعة كبيرة .. لكن صديقتها همست في أذنها وقالت لها .. أنت (مش قد زوجك ) إذا كنت تريدين العودة لأولادك فليس أمامك سوي أن ترفعى قضية خلع بعد أن استطعت أن تدخرى مبلغا أثناء مرضه يكفيك وأولادك وزيادة لسنوات قادمة وأحست الزوجة بالهزيمة و الانكسار عندما تخرج ابنها فى الجامعة و قال لها اخلعي نفسك من المليونير و كفاية طمع يا ماما وفعلا رفعت قضية خلع أمام المحكمة و نالت حريتها من زوجها المليونير وعادت لشقتها القديمة تجتر أحزان الواقع ولكن علامات الشيخوخة زحفت علي وجهها الجميل 0

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق