المميزةمن القلب للقلب

مراهقة فى كل بيت

 

مع الدكتورة : أماني موسى

 

تقول س.ع.ا

بنتي ١٩ سنة دايما مضايقة وزعلانة وأحيانا بحس إنها مكتئبة وبتكلم معاها علشان أفهم مالها مش بلاقى حاجة معينة مضيقاها بتقولى زهقانة وخلاص ومفيش سبب معين ودائما بتعارضني فى الرأى وبتعلى صوتها عليا بزعل منها وباخد عنها جنب شوية ومرة مديت إيدى عليها وضربتها والله كان غصب عنى هى بتستفزنى لكن بتصعب عليا وبخاف عليها وترجع تعتذر لي.
هى طيبة أوي لكن مش عارفة إيه حصل لها وليه شخصيتها اتغيرت كده فجأة

 

 

 

أنا مش عارفة أتعامل معاها إزاى ولما بتكلم مع أصحابها علشان ينصحوها بلاقيهم نفس التفكير وأكتر كمان ولما بحاول أدخل باباها فى الموضوع بيتخانق معاها ويحصل مشكلة بخاف تسيب البيت أو تعمل فى نفسها حاجة
تعبت بجد ومفيش حل نافع معاها ومش عارفة أعمل إيه.
عزيزي القارىء
عزيزتي الأم
دعوني فى البداية أتحدث عن بعض النقاط المهمة عن المراهقة قبل طرح حل المشكلة لأن فهمها سيساعدك كثيرا فى معرفة فن التعامل مع ابنتك
أولا :
فتره المراهقة تتميز عن غيرها من فترات العمر بكثرة ما تمتلئ به من مشكلات وأن هذه المشكلات تعتبر ذاتها خاصية مميزة لهذه المرحلة من مراحل العمر. ومن بين مشكلات المراهقة التي تواجهها في حياتها اليومية مشكلة علاقتها مع الكبار وخصوصا الأب والأم ومحاولة التخلص من السلطة والشعور بالاستقلال. وعلاقتها بالكبار هي مشكلة تتطلب تقبل القيود التي تفرض على رغباتها وشهواتها
ورغبة المراهقة في
الاستقلال أمر طبيعي ومظهر عادي من مظاهر النمو.
وتعتبر عملية الاستقلال سمة من سمات المراهقة وفي الوقت نفسه مشكلة من مشكلاتها.

وتعانى البنت المراهقة من عدم استقرار وتغيرات كثيرة على المستوى النفسي تجعلها فى خلل مستمر حتى تتوافق مع نفسها ومع المجتمع فتعاني تجاه شكلها الخارجي الذى يبدأ فى أخذ منحنى هام فى حياتها بجانب تطورات عضوية تحدث لها. و أيضا تكون حساسة تجاه ملاحظات الآخرين حول ذلك. فتكون فى اضطرابات داخلية. فإن كانت تظن أنها جميلة تجدها يغلب الغرور والاستعلاء فى تعاملها مع الآخرين والعكس إذا لم تكن على ثقة بنفسها أو تسمع كلمات سيئة حول شكلها فتشعر بالخجل وتصبح شخصية انطوائية .

وانتبهي لأن المراهقين فى بيوت غير مستقرة تنتابهم دوما مخاوف ونوبات من القلق والتوتر والضغط غير المنطقية ويصبح لديهم هواجس حول المستقبل والدراسة والفشل فى التعليم والعمل وكسب المال بجانب وجود رغبات جنسية يبدأو فى محاولة إخراج انفعالاتهم بسببها فى صور أفعال غير متوازنة.

واعلمي أيضا أن الهرمونات تجعلها مضطربة المشاعر بين الحزن الشديد والبكاء ثم البهجة والنشاط المفرط دون أسباب منطقية بالإضافة إلى دخولها في مشاكل تبدو غير عقلانية ولا تحتاج كل هذا الكم من الانفعال والأكثر من لا تشعر بالدفء والحنان الأسرى وأنها وحيدة فى العالم إذا أصابها مكروه معتقدة أنه لا يوجد أحد يدافع عنها واعلمى جيدا أن كلمة( أزمة )فى حياة المراهق تساوي حياة بسيطة ,
كل هذه المشاعر المتخبطة قد تختفى ظاهريا مع مرور السنوات لكنها تضع بصمة على شخصيتها لا تنتهى (انتبهى جيدا لهذه النقطة)

بالإضافة إلى الدخول في صراعات مع مراحل عمرية أكبر منها فى تمرد وصراع مع الأجيال السابقة لذا لابد لها من احتواء ذلك السن من أجل توجيهها فى المواقف الخطرة بشكل يجعلها تحترم الأكبر سنا دون أن تشعر أنها بلا شخصية.وتجنبي العنف والضرب فلا داعى لاستخدام الفوقية والتسلية والتعنيف فى التعامل .

 

⏪ الآن إليك الحل عزيزتي الأم

 

* عدم محاصرة ابنتك المراهقة بمعنى ألا تضيق الحدود عليها وألا تكوني كالحارس الذي يرافقها أينما ذهبت ويترصد لها مثل أبراج المراقبة على مواقع التواصل الاجتماعي أو مع أصدقائها أو في البيت ماذا تقرأ وماذا تشاهد على التلفاز وغيرها الكثير، لأن هذا يسبب لها الإحراج الشديد ومن الأفضل توجيهها وإعطائها كل ما تحتاج لتميز الصح والخطأ وامنحيها الفرصة الكاملة والثقة لمواجهة العالم والمشاكل بالطريقة الصحيحة تحت إشرافك وأشعريها بالأمان والثقة والحب وأنك ستكونين بجانبها دائما .

* الاستماع لها و لقصتها بالكامل: بالرغم من أن المراهقين يأخذون الكثير من الوقت في سرد قصصهم، إلا أن على الأم عدم رفض الاستماع لابنتها المراهقة ولقصتها الكاملة حتى لو بدت تلك القصة بلا معنى فهي تعني الكثير للمراهقة.

* اتركى لها المجال في الحديث حتى لو كنتي تعرفين تماما ماذا ستقول.
من الضروري جدا أن تتحلي بالصبر هذا سيبني الثقة بينكما وستحمي ابنتك من اللجوء لشخص أخر للحديث معه، كوني صديقة لها وأشعريها أنها أصبحت مسئولة وأكثر نضجا واحرصي على علاقة الود والاحترام بينكم وافهمى جيدا عزيزتي الأم
* أن أسلوب تربية الأمس تغير تماما وانتهت صلاحيته خصوصا مع وجود الأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على المجتمع بكل إيجابياتها وسلبياتها فلا داعي للعنف والضرب وأكرر.
كوني أم وأخت وصديقة كوني لها مصدر الأمان فى الدنيا
واعلمى أن الشعور المؤقت بالحزن أو الاكتئاب ليوم واحد أو عدة أيام هو أمر طبيعي
ولكن إذا استمر القلق والحزن والتحدث بصورة سلبية عن الحياة أو التحدث عن الانتحار توجهي لمساعدة متخصصين نفسيين حفاظا على صحة ابنتك .

* يجب عدم الاستهزاء بابنتك وتصرفاتها ويجب تشجيعها وتحفيزها بشكل مستمر
و مراعاة التغيرات الجسمانية لها والنفسية التي تمر بها في هذه المرحلة العمرية الخطيرة
لا تلجأى أبدا إلى الإيذاء البدني مثل الضرب والذي يؤثر على شخصيتها بالسلب ويضعف شخصيتها

*لا تضعيها دائما فى أى مقارنة بالأخرين
تجنبي كثرة توجيه الأوامر لها أو اللوم المستمر وأن يكون أسلوبك معها قائما على المنطق وليس الأمر والنهي دون مبرر.

عزيزى الأب ،عزيزتي الأم يجب الجلوس مع أبنائكم والاستماع إلى حديثهم .
واعلموا أن
العناق ليس للدببة المحشوة فقط
كما ذكرت أن المراهقة تعيش في ضغوط دائمة بين التغيرات الهرمونية الداخلية والضغوط الخارجية وغالبا ما تكون مشحونة بكم هائل من العواطف.

ولذلك، فإن العناق في الوقت المناسب لا يوفر اتصالا صغيرا بين الأم والابنة فحسب بل يمكنه أيضا تقليل مستوى الكورتيزون فيقل التوتر وتتحسن الحالة النفسية وتخفيف ما يمكن أن يكون صعبا من وجهة نظرها.
وفروا لهم الأجواء الأسرية السليمة وعدم التقليل من شأنهم وأن تشاركوهم آلامهم وأفراحهم وأحلامهم لأن هذه المرحلة تعتبر مرحلة الثورة والتمرد على الواقع. لذا واجب عليكم أن تشعروهم بقيمتهم الاجتماعية والثقافية وأن تكونوا لهم السند والأمان .
حاولى أن تستغلى طاقتها فى لعبة رياضية مفيدة

***وأخيرا لا ننسى

معالم الانضباط الإسلامية لمرحلة المراهقة حيث أن الإسلام وضع عدة معالم
وأسس تساعد على تجاوز مرحلة المراهقة بانضباط ودون تخبط

*وجوب الطاعة لله -تعالى- ورسوله،ووجوب طاعة الوالدين، فهي مبدأ يجعل المسلم منضبطا متوازنا في كل مراحل حياته لا يحيد عنه.
القدوة الحسنة، ويكون بالاقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء بالصالحين، والمشي على خطاهم.
نسأل الله أن يحفظ أبناءنا وبناتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق