أقلام حرّة

د جيهان صديق تكتب عن الاحتراق النفسي

كتبت د جيهان صديق أخصائي نفسي وإرشاد أسري
الاحتراق النفسي:_

( Burn out)
تعنى باللغة الإنجليزية أن نتلف من الداخل و نختزل تدريجيا إلى حالة الرماد .
ويرجع أول استعمال لهذا المصطلح للطبيب العقلي و المحلل النفساني ( Herbert Freudenberger ) سنة 1974 و الذي أدخله لوصف حالة مجموعة من المتطوعين العاملين معه في هياكل العناية الطبية و الاجتماعية، و الذين أصبح تصرفهم أسوأ من سلوك المرضى، وقد جاء عنه : ” أدركت من خلال ممارستي العيادية أن الأفراد قد يكونون، أحيانا ضحايا حرائق مثلهم مثل البنايات، فتحت تأثير الضغط الناجم عن الحياة في عالم معقد، تلتهب طاقتهم و مواردهم الداخلية و كأنها تحت فعل النيران و لا يبق إلا فراغا شاسعا يحتل دواخل أنفسهم، حتى و لو بدت هيأتهم الخارجية سليمة نوعا ما.
تعريف الاحتراق النفسي :
(1) الإنهاك أو الاستنزاف البدني و الانفعالي نتيجة التعرض المستمر الضغوط العالية . (1991 , Vecchio)
(2) زملة أعراض ( Syndromes ) مرتبطة بضغط العمل تتصف بتبلد الشخصية ، الإجهاد الانفعالي ، السخرية و فقدان الشعور بالانجاز الشخصي . (فاطمة عبد العزيز زكريا ، 2003 )
اعراض الاحتراق النفسي :
إن العلامات العيادية لهذا التناذر هي أعراض سوماتية ، نفسية و سلوكية متعددة يعبر عنها جسديا بالتعب و الاضطرابات الهضمية المعوية و اضطرابات النوم وقد يتعلق الأمر بعلامات سلوكية غير مألوفة عند الفرد كالغضب، الحساسية الزائدة للإحباطات و البكاء ( الذي يشير إلى العبء الانفعالي ) والريبة و الحذر إلى جانب مواقف تهكمية أو مواقف العظمة التي تقود الفرد إلى تصرفات خطيرة على نفسه و على غيره ، كما أن الحيوية المزيفة تحجب عدم الفعالية في أداء العمل، فيلجأ الفرد إلى الفرار من عمله أو بالعكس المكوث فيه لوقت أطول والإفراط في النشاط لكن بتفضيل المظهر الكمي على النوعي . ( Canoui& Mauranges , 1998)
إن العلامات العيادية لهذا التناذر هي أعراض سوماتية ، نفسية و سلوكية متعددة يعبر عنها جسديا بالتعب و الاضطرابات الهضمية المعوية و اضطرابات النوم وقد يتعلق الأمر بعلامات سلوكية غير مألوفة عند الفرد كالغضب، الحساسية الزائدة للإحباطات و البكاء ( الذي يشير إلى العبء الانفعالي ) والريبة و الحذر إلى جانب مواقف تهكمية أو مواقف العظمة التي تقود الفرد إلى تصرفات خطيرة على نفسه و على غيره ، كما أن الحيوية المزيفة تحجب عدم الفعالية في أداء العمل، فيلجأ الفرد إلى الفرار من عمله أو بالعكس المكوث فيه لوقت أطول والإفراط في النشاط لكن بتفضيل المظهر الكمي على النوعي . ( Canoui& Mauranges , 1998)

ان أعراض الاحتراق النفسي غالبا ما توافق أعراض الاكتئاب فتناذر الاحتراق النفسي ما هو إلا رد فعل اكتئابي أمام وضعية ما، يميزه :
(1) استنفاذ الذخيرة الطاقوية مما يؤدي إلى الشكاوي الجسدية كالتعب و الصداع و آلام المعدة. الخ، أما الإنهاك الانفعالي فيتجلى في الاكتئاب.
(2) غالبا ما يتبنى المهني المصاب بهذا التناذر مواقف تهكمية و غير اجتماعية اتجاه زملائه، فهو يميل إلى العزلة و الحد من الاتصالات الاجتماعية .
(3) الشعور بعدم الرضا عن المهنة مما يؤدي إلى انخفاض تقدير الذات و إلى مواقف التشاؤم.
ان تناذر الإحتراق النفسي هو استجابة للضغط وتمثل هذه الأخيرة ترتيب لأربع أعراض :
(1) تعب إنفعالي، جسدي وعقلي.
(2) نقص الحماس في العمل وفي الحياة العامة.
(3) انخفاض في تقدير الذات وإنكار الحياة الشخصية.
(4) يبرز مظهره الفردي في شكل تجربة انفعالية سلبية مزمنة ومستمرة.
(5) الذاتية كونه لم يعد قادرا على التعاطف، ومنه تنبع المواقف السلبية وحتى التهكمية اتجاه الغير، الزملاء، من هم بحاجة إلى المساعدة.
(6) انخفاض الإنجاز الشخصي في العمل بسبب عجز حقيقي على التركيز والشعور بالذنب أمام عدم الكفاية . ( حاتم وهيبة 2005 )
إذن الإحتراق النفسي ظاهرة متعددة الأبعاد وتشمل على عناصر سلوكية، جسدية وعلائقية، وعليه فإن أعراض الإحتراق متنوعة وعديدة .
يمكننا ان نجمل تلك الاعراض في الجدول التالي بقصد التمكن من التعرف على العلامات وتحديد التغيرات التي طرأت على المهني وهذا طبعا لايعني ظهور كل هذه الأعراض على كل عمال الخدمات والمصالح البشرية.
مراحل الاحتراق النفسي :
من خلال التناول لهذه الظاهرة يمكن القول أن الفرد لا يصل إلى حالة الإنهاك المهني بشكل مفاجيء بل هي نتيجة لسياق بطيء .
حيث أن المصاب بالإحتراق النفسي يمر على أربعة مراحل هي :
1) مرحلة الحماس :
يلتحق الشخص بمنصب عمله بآمال عالية وانتظارات غير واقعية و تظهر قدراته المهنية ساطعة و براقة في مثل هذه الحالات لا بد من تعديل هذه المثالية ببرامج تدريبية و توجيهية لما يمكن للفرد تحقيقة في هذا المركز تفاديا للركود المحتمل.
2) مرحلة الركود :
يحدث عندما يبدأ الشخص في الشعور أن الحاجات المادية و المهنية والشخصية لم تشبع . ويتم التعرف على هذا اعادة بملاحظة ترقية من هم أقل منه كفاية إلى مناصب عليا إلى جانب إلحاح العائلة على إشباع المتطلبات المادية المتزايدة وغياب الحوافز الداخلية للأداء الجيد للمهمة ونشير هنا إلى أن غياب التعزيز الداخلي والخارجي يدفع بالمهني إلى مرحة الإحباط .
3) مرحلة الإحباط :
تشير هذه المرحلة إلى أن الشخص في حالة توتر و اضطراب وذلك بتساؤله عن أهميته و فعالیته وعن تأثير جهوده المبذولة لمواجهة مختلف العراقيل المتزايدة.
4) مرحلة البلادة ( Apathy ) :
تعد البلادة انهاكا ، وهي تشير إلى اللامبالات المزمنة أمام الوضعية الراهنة ، يصل الشخص فيها إلى حالة قصوى من عدم التوازن و الجمود أو الركود ، ففي هذه الحالات غالبا يصبح العلاج النفسي أمرا ضروريا . ( ميهوبي، 2007)

ان المناخ البيروقراطي في المنظمة وزيادة الحمل الوظيفي يعتبران من أكثر المصادر مساهمة في نشوء الحالة ، ولا يصل الشخص إليه بشكل مفاجيء بل عبر مراحل ثلاث :
1) مرحلة الإستثارة :
الناتجة عن الضغوط أو الشد العصبي الذي يعایشه الفرد في عمله و ترتبط بالأعراض التالية :
– سرعة الإنفعال، القلق الدائم، فترات من ضغط الدم العالي ، الأرق، صريرالأسنان أو اصطكاكهم بشكل ضاغط (Bruxim) أثناء النوم، النسيان صعوبة في التركيز، الصداع، ضربات القلب غير عادية .
2) مرحلة الحفاظ على الطاقة:
وتشمل استجابات سلوكية مثل :
– انخفاض الرغبة الجنسية ، التأخير عن الدوام ، تأجيل الأمور ، الحاجة لأكثر من يومين لعطلة نهاية الأسبوع ، التأخير في أنجاز المهام ، الامتعاض ، زيادة استهلاك المشروبات المخدرة ، اللامبالاة ، انسحاب اجتماعي ، السخرية و الشك ، والشعور بالتعب في الصباح.
3) مرحلة الاستنزاف أو الإنهاك :
وهي مرحلة ترتبط بمشکلات بدنية ونفسية مثل :
الإكتئاب المتواصل، اضطرابات في المعدة ، تعب جسمي مزمن ، إجهاد ذهني مستمر ،صداع دائم، الرغبة في انسحاب نهائي من المجتمع والرغبة في هجر الأصدقاء و ربما العائلة ، بقي أن نشير أنه ليس بالضرورة وجود جميع الأعراض للحكم بوجود حالة الإحتراق النفسي في كل هذه المراحل بل وجد أن ظهور عنصرين أو عرضين في كل مرحلة يمكن أخذهما كمؤشر على أن الفرد يمر بالمرحلة المعنية من مراحل الإحتراق النفسي. ( Everly-1985)

تذهب الأعمال الكثيرة في نفس الإتجاه بوصفهما لعدة مراحل للإحتراق النفسي و أهمها ما يلي :
1) حماس أولي :
راجع إلى الطلبات التي تكون كثيرة في المهن العلائقية المصبوغة بشدة المثالية، يعقبه إحباط تدريجي راجع لعدم كفاية الموارد المتوفرة للإستجابة لتلك الطلبات. هذا الفارق بين الطلبات والموارد ينجم عنه ضغط يترجم بتعب إنفعالي و قلق إزاء وضعيات العمل .
2) مرحلة العدوانية والتهكم :
عند استمرار الفارق بين الطلبات و الموارد ينجر الفرد تدريجيا نحو ردود أفعال المواجهة العدوانية و بعدها سلوك التهكم نحو الزملاء أو الزبائن.
3) المرحلة النهائية للإحتراق :
تتجلى في الابتعاد والإنسحاب الإنفعالي اللذان يقودان إلى اللامبالاة العامة حيث يكون الفرد قد أتلف كلية و لم يتبق منه سوى الرماد . (1999 ,Huebner)

مؤشرات متلازمة الاحتراق النفسي :
هناك أربعة مؤشرات أولية ينبغي أن تؤخد بعين الإعتبار كنوع من التحذير بأن الفرد في طريقه إلى الإحتراق النفسي ومن بين هذه المؤشرات مايلي :
(1) الانشغال الدائم (Busyness ) :
والاستعجال في إنهاء القائمة الطويلة التي يدونها الفرد لنفسه كل يوم ، فعندما يقع الفرد في شراك الإنشغال الدائم فإنه يضحي بالحاضر وهذا يعني أن وجوده في اجتماع أو مقابلة يكون جسديا وليس ذهنيا . وعادة في مثل هذه الحالة ينجز الفرد مهامه بصورة ميكانيكية ، دون أي اتصال عاطفي مع الآخرين ، حيث أن الهم الوحيد الذي يشغل باله هو السرعة والعدد وليس الإتقان و الإهتمام بما بين يديه.
(2) العيش حسب قاعدة « يجب وينبغي »:
حيث يصبح هذا المبدأ هو السائد في حياة الفرد ، الأمر الذي يترتب عليه زيادة حساسية الفرد لما يظنه الآخرون ويصبح غير قادر على إرضاء نفسه ، وحتى في حالة الرغبة في إرضاء الآخرين التي تصاحب هذه القاعدة ، فإنه يجد ذلك ليس بالأمر السهل عليه.
(3) تأجيل الأمور :
وخاصة منها السارة و الأنشطة الإجتماعية بصفة عامة من خلال الاقتناع الذاتي بأن هناك وقتا لمثل هذه الأنشطة ، ولكن « فيما بعد» الذي لن يأتي أبدا ، ويصبح هذا التأجيل هو القاعدة أو المعيار في حياة الفرد.
4) الجدية المفرطة :
حيث فقدان المنظور الذي يؤدي إلى أن يصبح كل شيء عنده مهما وعاجلا ، وتكون النتيجة، بأن ينهمك الفرد في عمله الدرجة يفقد معها روح المرح ، ويجد نفسه كثير التردد عند اتخاذ القرارات ويرتبط ذلك بما يعرف في الغرب بالشخص المدمن على العمل ( Work Alcoholic ) وتشير التسمية إلى الفرد الذي أصبح العمل الجزء الأساسي في حياته وفي مركز اهتمامه بصورة تخل بالتوازن المطلوب لتفادي المشكلات البدنية و الإنفعالية التي تصاحب مثل هذا الخلل . (علي عسكر، 2000 )

هناك قائمة تضم مؤشرات الإحتراق النفسي وهي :
على مستوى الشعور :
– عدم الرضا.
– سرعة الانفعال.
– التصلب على مستوى الجسد .
– أرق ، قرحة ، آلام الظهر، صداع.
على مستوى الحياة الشخصية :
– إفراط في الكحول.
– إفراط في الأدوية.
– مشاكل مع الزوج / الزوجة
– مشاكل عائلية.
على مستوى العلاقات :
– انسحاب
– جنون العظمة.
– التنازل.
على مستوى العمل:
– غياب الروح المعنوية

كيفية التعامل مع الاحتراق النفسي :
مع أن استعراض الظروف المحيطة بهذه الظاهرة يوحي بالكآبة إلا أنه في الواقع هناك ما يمكن عمله لتقليل هذه الظروف في مؤسسات الخدمات الإنسانية وبالطبع تتفاوت مواقع العمل في مدى نجاحها تبعا للظروف المحيطة بها.
تشير الدراسات حول الموضوع إلى استحالة القضاء نهائيا على الضغوط ، ولكن يمكن التحكم فيها وتقليلها إلى أدنى درجة ممكنة وعند تناول أساليب واستراتيجيات التحكم نجدها تصنف إلى :
1) أساليب شخصية حيث تقع المسؤولية في القيام بها على الأفراد.
2) أساليب تنظيمية حيث تلعب المنظمة دورا هاما في التحكم في مصدر الضغوط النابعة من بيئة وطبيعة المهام المختلفة فيها.

1) الأساليب الشخصية :
تدخل ضمن الاعتقاد الشخصي من طرف الفرد بأنه المسؤول الأول و الاخير عن سلامته و بالتالي إدراك دوره فيما يجب القيام به و يمكن تلخيص هذه الأساليب فيما يلي :
(أ) الاسترخاء التام :
تهدف هذه التقنية إلى إعادة التوازن بين الراحة و النشاط ، هذا الأسترخاء يتحقق إما بطريقة فيسيولوجية و تسمى بطريقة الإسترخاء من الخارج إلى الداخل أو من خلال التركيز على داخل الجسم (صور رمزية أو نفسية) والذي يأخذ تسمية أسلوب من الداخل إلى الخارج.
ومن أبرز الوسائل ضمن هذا الإطار:
– الاسترخاء التقدمي التدريجي ( progressive relaxation )
يرتبط هذا الأسلوب بإدموند جاكبسون ( edmund jacobson ) الذي يلقب (بأب الإسترخاء ) في هذا الأسلوب حيث يتعلم الفرد كيفية استرخاء عضلات جسمه بشكل منظم ( يبدأ و يتجه إلى الأعلى نحو الرأس أو العكس).
– التأمل ( meditation ) :
يختار الفرد وضعا مريحا و يغلق عينيه و يحاول أن يتخلص من الأفكار المتضاربة في ذهنه، ثم يقوم باختيار كلمة يرددها مرة بعد مرة وعلى الرغم من الجدل حول هذا الأسلوب .
إلا أن هناك الكثيرين الذين بينوا بأن هذا الأسلوب يؤثر في بعض وظائف الجسم التي تساهم في تحقيق الاسترخاء مثل عملية التنفس و درجات النشاط في الموجات المخية ، وهذه الحال لا تنطبق على الأنشطة التي يقوم بها الفرد مثل مشاهدة التلفزيون أو الذهاب لصيد الأسماك أو السفر التي تحقق بعض الإسترخاء ولكنها لا تصل إلى الدرجة التي يحققها الأسلوبين المذكوريين.
(ب) ممارسة الرياضة بشكل منتظم :
تعتبر من الوسائل الفعالة لتقليل الضغوط ولكي تكون الممارسة فعالة يجب أن تدور حول الرياضات الخفيفة لا تتطلب عملا مكثفا من الرئتين والقلب كما يجب أن تمارس بشكل منتظم و بفترة زمنية تتراوح بين 10 و20 دقيقة لكل مرة ، وتشير الدراسات إلى أن التأثير الرئيسي للممارسة المنتظمة هو الحماية ضد أمراض القلب و التوتر الزائد ، يضاف إلى هذا أن التمرين المنتظم ينمي الثقة بالنفس والنشاط والرغبة في الحياة وهي عناصر مهمة في علاقة الشخص مع الآخرين خارج و داخل المنظمة.
(ج) الاتجاه والوعي :
لا نستطيع أن نغير من سلوكاتنا دون تغير اتجاهتنا، و هذه بدورها لن تتغير إلا إذا كان هناك وعي وإدراك من جانبنا بما نقوم به أو ينبغي أن نقوم به لتحسين الظروف. ولعل أهم اتجاه من الضروري تنميته هو عدم الإندفاع و التعامل مع كل مشكلة أو قضية حسب الأولويات.
(د) نظام غذائي صحي :
في ضوء الحقائق فانه من الصعب أن يقلل الفرد من أهمية الغذاء للصحة العقلية والجسدية للإنسان. وبصورة عامة ينصح المتخصصون بتناول المجموعات الغذائية بشكل معتدل مع تقليل اللحوم والمواد الكربوهيدراتية، كما ينبغي الابتعاد عن المواد الغذائية الاصطناعية والتقليل من المنبهات والامتناع عن التدخين.

2) الأساليب التنظيمية :
(ORGANISATIONNELLES STRATEGIES )
ويمكن الوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة من خلال :
(أ) الاهتمام بالاختيار والتعيين لتحقيق التوافق المهني.
(ب) الاهتمام بالبرامج التدريبية للارتقاء بمهارات المدراء والعاملين وبالتالي زيادة فعاليتهم في التعامل مع مواقف العمل.
(ج) إعادة تصميم بعض الوظائف وزيادة إثرائها مما يؤدي إلى زيادة استقلالية الأفراد في انجاز مهامهم وبالتالي تخفيض مستوى المعاناة من الضغوط .
(د) اللامركزية حيث تتوزع المسؤوليات داخل المنظمة وتقلل من الشعور بالعجز بين العاملين.
(هـ) إتاحة الفرصة للمشاركة في القرارات.
(و) التأكد من أن عمليات التقويم والمكافآت تنفذ بشكل عادل بين الجميع.
(ز) التطوير التنظيمي الذي غالبا ما يركز على فتح قنوات الاتصال وتنمية روح الجماعة داخل المنظمة، وبما أن التطوير التنظيمي يهدف إلى إيجاد الثقة بين الجميع فان هذا يؤدي إلى حرية التعبير عن المطالب و المعوقات والقضاء على الإشاعات بين العاملين و التي بدورها تقلل من مستوى الضغوط بين العاملين بمستوياتهم المختلفة .
3) الأساليب الوقائية :
غالبا ما يتم ذلك من خلال تبني برامج تهدف في مجملها إلى إيجاد بيئة عمل فعالة قادرة على رصد المشكلات والتعامل معها الصالح الجميع من منظور وقائي.
ويعتمد نجاح مثل هذه البرامج على الخطوات التنفيذية التي تتخذها الإدارة بعد القيام بمسح للتعرف على وجهات نظر العاملين في كل ما يتعلق بعملهم .
والأهم من ذلك ، أن يشعر العاملون بأنهم جزء من هذه البرامج في جميع خطواتها وتتضمن هذه البرامج مايلي :
(أ) دراسة مسحية لاتجاهات العاملين :
تهدف غالبا إلى قياس معنويات العاملين والى تحديد جوانب العمل المختلفة وتتم هذه الدراسات في العادة إما عن طريق الأسئلة التي توزع في صورة استبانه أو مقابلات مقننة، ومن أجل زيادة الثقة في تحليل النتائج وسرية البيانات، فان معظم المنظمات تلجأ إلى مؤسسات استشارية خارجية للقيام بمثل هذا العمل.
وهنا يمكن الإشارة إلى أن مثل هذه الدراسات تفقد أهميتها إذا لم تعلن النتائج للجميع ولم تعقبها خطوات واقعية ملموسة للتعامل مع المشكلات التي تبينها، وتعتمد فعالية مثل هذه الدراسات على توفر عدد من العناصر، منها :
– الدعم المادي والمعنوي من الإدارة العليا۔ .
– استمرارية العملية وليس كرد فعل للأزمات فقط .
– سرية المصادر لكسب ثقة المشاركين وعدم ترددهم في المشاركة في الدراسات اللاحقة ولضمان الصراحة في البيانات التي يدلون بها.
– التزام الإدارة بالتعامل مع النتائج بروح رياضية حتى وان جاءت مخالفة لتوقعاتهم وناقدة لهم.
– التنفيذ يتم من قبل أفراد متخصصين ذوي كفاءات في إجراء الدراسات المسحية للحصول على بيانات يمكن الوثوق بها و بنتائجها .(علي عسكر2003)
(ب) لقاءات للمصارحة :
تتم هذه اللقاءات من قبل مسؤول أو أو أكثر مع جماعات العمل المختلفة لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك و يمكن حضور جميع الأعضاء في كل جماعة أو اختيار ممثلين عنها ، وفي حالة اختيار البديل الثاني يفضل مراعاة التناوب في التمثيل .
وتعتمد فعالية مثل هذه اللقاءات على ممارسة الصراحة من الجانبين ووجود جو خال من الخوف و الانتقام من الموظف الذي يعبر عن مشكلاته و توقعاته الوظيفية ومن المستحسن أن يجيب المسؤول على جميع الأسئلة سواء في نفس اللقاء أو اللقاءات اللاحقة أو من خلال الاتصال الشخصي في بعض الحالات.
تعتبر مثل هذه اللقاءات متنفسا فعالا عن المشاعر التي تسبب لهم القلق وجسرا لتقوية العلاقات بين جميع الأطراف. خاصة عند الوفاء من جانب المسؤولين بالوعود التي تعطي للعاملين في هذه اللقاءات. (علي عسكر ،2003 )
(ج) محاضرات التوعية :
يتعلق الأمر هنا بتبني المنظمة لبرامج محاضرات وندوات عن الضغوط المهنية و أبعادها المختلفة و أساليب التعامل معها بشكل يساعد على القيام بخطوات عملية ، وغالبا ما يكون المحاضرون و المتحدثون في هذه الفعاليات من البارزين في هذا المجال وهؤلاء عادة ذوو خلفية علمية في الطب ، علم النفس أو التنمية البشرية .
مع أن الفائدة المباشرة لهذه الجهود تعود على الذين يعانون من مشکلات ناتجة عن الضغوط ، الا أنه لا يمكن التقليل من أهميتها للعاملين الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة وعلى وفاق مع ظروف العمل.
فالقيام بتنظيم مثل هذه البرامج يعتبر مؤشرا على اهتمام الإدارة بعنصرها البشري وعلى رغبتها في التعامل مع الضغوط التي تتواجد في مجال العمل بدرجات مختلفة.( أحمد ع الخالق ،1983)

علاج الاحتراق النفسي :
في حالة استحالة مكافحة الوضعيات المسببة للضغط ومنح العامل وقاية خاصة أو نقله من مركز عمله إلى مركز عمل آخر، هناك طريقة أخرى في معالجة الضغط وهي التأثير على الأعراض بالأدوية وتتمثل في مايلي :
أ) المثيرات النفسية( les psycho- stimulants ) :
وهي أدوية تساعد على إثارة اليقظة والانتباه والنشاط الذهني والانفعالي بحيث تؤدي إلى :
– التخفيف من اضطرابات النوم .
– تقوية إدراك المثيرات السمعية والبصرية .
– تثير الذاكرة وتقوي النشاطات الذهنية .
– الرفع من درجة اليقظة و الانتباه .
ب) مضادات الاكتئاب ( les anti-depresseur ) :
يساعد على التخفيف من حدة الاكتآب الذي يصاحب الشخص المدة معينة ومن بين هذه المضادات نجد ( ctomipran desipramine ) .
ج) مضادات القلق ( les anxiolytiques ) :
تعمل على التخفيف من حدة القلق أو شدته ، كذلك الخوف والانفعال حيث تؤدي بالفرد إلى التعب في بعض الأحيان ومن بين هذه المضادات نجد: ( les tranquillisants , neuroleptiques prenylamine, les anti- histaminiques, les barbituriques )
د) الإيضات البنائية ( les anabolisants ) :
في حالات الضغط الحاد وما يصاحبها من أعراض فان عملیات الأيض والبناء تقل وتضعف، نتيجة التعب والجهد المبذول يقلل من إنتاج الأحماض الأمنية والدهون. هذه الأدوية تعطى على شكل حبوب وحقنات تعوض ما ضاع من البروتينات والدهون، وذلك بتنشيط الخلايا. (بوقار،1974 , p.bugard)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق