صحتك تهمنا

الطبيب البيطري ..الجندي المجهول وقت الأزمة

*بقلم: مروه رضوان*

كانت الشكوى الصغيره سببا مباشرا في التعرف على شخصيات حملت على عاتقها مسئوليات جمة، معروف عنهم في وسطهم المهني التفاني والإقدام في أداء مهام عملهم، وربما يأتي هذا على حساب حياتهم الخاصة؛ ضربوا اروع الامثال في القدرة على الحفاظ على أرواح المصريين.

ففي الوقت الذي لا يعلم فيه المواطن العادي، كم المهام والمسئوليات التي يقومون بها، لم يكن لديهم وقتا للحديث ونشر إنجازاتهم فمن يعمل بجد ليس لديه وقت للكلام، والأهم الحفاظ على حياه المواطن، لم ينتظروا الشكر الثناء، وعملوا دون كلل أو ملل وهذه هي أسمى الشيم، هكذا عمل الدكتور “حاتم كمال انور” مدير مديريه الطب البيطري بمحافظه الغربية، وفريق عمله الدؤب، الذي ينتهج نفس النهج، ويسير على نفس درب قائده وقت المحن والأزمات، وهذا ما عرفته في حديثي الذي لم يستغرق بضع دقائق مع الدكتور “حاتم”، بعد أن كانت الشكوى الصحيحة سببا في معرفه هذه الشخصية التي طالما دار بينك وبينه حوار، تكتشف أن هناك أشياء كثيرة لا تعرفها عن الطبيب البيطري ومهنته.

تشعر أن الطبيب البيطري بلا مبالغه هو طبيب يفعل أشياء كثيره ومعقدة في وقتا واحد، مستغلا ابسط ما لديه من اجهزه وادوات، وهدفه الأوحد إنجاز المهمه على الوجه الأكمل.

تحدث الدكتور حاتم عن المسئوليات الكبيرة التي ألت إليهم وقت ذروه انتشار فيروس كورونا، ورغم قله الإمكانات المتاحه للتعقيم، إلا أنهم قرروا استغلال الاجهزه والأدوات التي يستخدمونها لتعقيم الحيوانات، ونزلوا إلى المباني والمنشآت الحكوميه وبإشروا تعقيمها بأنفسهم، فهكذا كانت إدارة الأزمة بحسن تصرف.

اما المجمعات الخدمية البيطرية التابعة التي تأتي ضمن مبادرة “حياة كريمة”، فقد رأى الدكتور حاتم إنه من الأفضل أن يذهب بنفسه لتجهيزها وتوجيه الأطباء والعاملين كي يتم تنفيذها على الوجه الأمثل، فهكذا اعتاد أن يفعل كل شئ بنفسه ليضمن أنه تم تنفيذه بالطريقه التي يراها صحيحة حتى ابسط الأشياء التي من الممكن أن ينجزها اي عامل، وهذه سمات الشخصيات الباحثة عن الكمال مهما واجهت من متاعب وأعباء.

اختتم الدكتور حاتم حديثه عن دوره ودور فريق عمله التطوعي، وهو ما جعلني اصمت قليلا ثم أتساءل ..هل بعد ما كل ما لديكم من اعباء ومسئوليات لديكم وقت للتطوع.

يجيب، نعم، فأحيانا تطلب منا المدارس والمستشفيات، وبعض الجهات الاخرى، الكشف على الوجبات الغذائية للتأكد من صحتها، ولم نتردد في تقديم الدعم ومد يد العون، هذا فقط لأننا ننظر إلى صحة المريض أو التلميذ، فملائكه الرحمة هم أيقونة المشاعر الإنسانية.

ادركت أثناء حواري مع الدكتور حاتم أنه يبني بعض الخطط المستقبلية وفق استشعارات وتوقعات انبعث من حنكته المهنية، فجهز لها وسائل وخطط دفاعية، وكأنه لا يريد في عمله خطأ مهما كان ضئيلا للغاية؛ ما يجعل التميز حليفة على طول دربه المهني لانه يحب ما يعمل بصدق.

وربما يحالفني الحظ مره اخرى لأسرق من وقت هذا المسؤول الثمين، ولو بضع دقائق للاكتشف جديدا، وأضف إلى معلوماتي عن حياه الطبيب البيطري، الجندي المجهول وقت المحن والأزمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق